يوسف أيوب يكتب: تفاصيل خطة الجماعة الإرهابية لتجنيد الأطفال وصناعة كوادر طلابية
السبت، 29 أغسطس 2020 09:00 م
الإخوان ينشئون "وحدة الشرائح" لاستهداف المدارس والأندية ومراكز الشباب.. قيادات الدوحة وإسطنبول يوفرون 50% من التمويل
7مهام خطيرة تنفذها وحدات الشرائح فى المحافظات والمناطق الجغرافية.. و12 مشروعا مقترحا للتنفيذ من خلال العمل المباشر مع الطلابأبرزها إعلامى المستقبل وأكاديمية المدرب والتبنى والفتى الصغير والزائر التربوى وأسامة بن زيد
المدرسة النموذجية.. طريق الجماعة للسيطرة على عقول الطلاب لتعويض فقدهم السيطرة على المدارس الإخوانية
سر قاعدة 20/80 لتنفيذ مخطط استهداف المدارس.. التميز رياضيا وثقافيا ودينيا أهم شروط الطالب المستهدف
الجماعة الإرهابية تستهدف مراكز الدروس الخصوصية والمساجد لإعداد كوادر طلابية تدين بالولاء والطاعة وجاهزة لتنفيذ التكليفات
شركة تكنولوجيا تمد الإخوان بإحصائيات عن الأماكن التي يفضل الطلاب قضاء أكبر وقتهم بداخلها.. والسوشيال ميديا لتقييم المستهدفين
في السادس من مارس 2016 أعلن وزارة الداخلية قائمة المتهمين في عملية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، التي جرت تفاصيلها يوم 29 يونيو 2015، وكان اللافت في قائمة المتهمين التي ضمت 67 متهماً، وجود عدد كبير من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والسادسة وعشرين من عمرهم، وكلهم خريجى جامعة، وبينهم طبيبة في أحد المستشفيات.
بعدها أعلنت الداخلية عن تفاصيل أكثر من عملية إرهابية والمتورطين بها، وما حدث في قضية النائب العام تكرر في هذه القضايا، حيث كان الشباب هم العامل المشترك، وإن كانت قضية اغتيال المستشار هشام بركات، فجرت مجموعة من الأسئلة حول الطريقة التي استطاعت من خلالها جماعة الإخوان الإرهابية، السيطرة على عقول هؤلاء الشباب، ودفعهم لارتكاب مثل هذه الجرائم، وأن يكونوا ضالعين في جريمة إزهاق روح بريئة، رغم أن الدين يحرم ذلك ويعتبر القتل من المحرمات، فكيف استطاعت الجماعة أن تسيطر على عقول هؤلاء الشباب؟.
هذا السؤال كان هو المحرك لنا، وبالمثل كانت جريمة اغتيال النائب العام هي الخيط الذى سرنا خلفه، في محاولة للوصول إلى الحقيقة.
على مدار الفترة الماضية، توالى البحث في فقه جماعة الإخوان منذ أن تأسست على يد حسن البنا عام 1928، وتوقفنا كثيراً أمام محطات كانت كفيلة أن تجيب على هذا السؤال، فالقارئ لأدبيات الجماعة سيكتشف أنها تعتمد على السيطرة الأيديولوجية عبر استهداف النشء الأصغر سناً لتضمن ولاءهم عند الكبر، من خلال تجنيد الأطفال ابتداءً من سن التاسعة لتلقينهم فكرياً وأيديولوجياً، وتستند الجماعة في ذلك إلى أحد رسائل مؤسسها حسن البنا التي دعا خلالها إلى الاهتمام بتجنيد الطلاب وغزو عقول وقلوب الأطفال والمراهقين، لذلك ظهر التنظيم الطلابي للجماعة للمرة الأولى عام 1932، ليبدأ التاريخ الأسود للجماعة في تجنيد واستغلال الأطفال والشباب وإنشاء لجنتين، الأولى كانت تسمى حينها بـ"الأشبال"، ومسئوليتها استقطاب طلاب التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي، والثانية تسمى "الزهروات"، وهى المسئولة عن استقطاب طالبات المرحلة الابتدائية والإعدادية وتمثل جزء من قسم الأخوات.
وطيلة السنوات الماضية كان تركيز الجماعة على أبناء وبنات قياداتها وأعضاء الجماعة، بالإضافة إلى استغلال المساحة التي منحتها الدولة لهم في بعض الأحيان للسيطرة على مدارس بعينها في القاهرة والمحافظات، لتحويلها إلى ما يشبه "المدارس الإخوانية"، لكن مع ثورة 30 يونيو 2013 وسقوط الفاشية الدينية الإخوانية، حدثت حالة من الارتباك أصابت صفوف الجماعة، ومع مرور الأيام والشهور والسنين أيضاً سيطرت حالة من اليأس على قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة المتواجدين في أنقرة ولندن، بعدما باءت كل محاولاتهم لاختراق المجتمع المصرى مرة أخرى بالفشل الذريع، وتلقيهم تقارير أكدت وجود رفض لدى قطاع كبير من الشباب للتجاوب مع الجماعة والأهداف التي وضعتها الجماعة مؤخراً، وهو ما دفع هذه القيادات إلى البحث عن آلية جديدة تستطيع من خلالها العودة التدريجية للتغلغل داخل فواصل المجتمع.
هذه الآلية أو الخطة تعتمد بشكل كبير عن طريقة جديدة، محورها الاساسى العمل على خلق وإنشاء جيل جديد يدين بالولاء للجماعة وأفكارها ومعتقداتها، ومستعد للدفاع عن الجماعة وتكليف كل ما يطلب منه، دون نقاش أو جدال.
مؤخراً وضعت قيادات الجماعة تفاصيل هذه الخطة التي تعنى بتربية جيل صغير للتحرك على الأرض بعد عدة أعوام، وتقوم هذه الخطة على استهداف التلاميذ والطلاب في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وفى محيط تحركاتهم سواء كان داخل المساجد أو الأندية أو المراكز الثقافية أو مراكز الدروس الخصوصية، لتوسيع قاعدة الاستهداف، خاصة بعد صدور قرار أواخر ديسمبر 2013 بوضع المدارس الإخوانية المملوكة لقيادات بالجماعة تحت إشراف وزارة التعليم، وتسلُّم الأخيرة قائمة بـ84 مدرسة فى 16 محافظة ثمّ وضعها تحت مجهر فاحص، فرغم صدور هذا القرار، الا أن الجماعة لم توقف أنشطة أفرادها من المعلمين والإداريين الملتزمين تنظيميًّا، سواء بمدارس الإخوان، أو فى عموم مدارس مصر، ومن هنا ظهرت خطة الجماعة الإرهابية لاستعادة سطوتها على الحواضن التربوية، واختراق مؤسَّسات التعليم والتثقيف والرياضة، وتجنيد قاعدة جديدة من الأطفال والمراهقين!
الخطة التي حصلت "صوت الأمة " على تفاصيلها يتضمن هيكلها التنظيمى وحدة الشرائح، وقاعدتها مكونة من أربعة لجان، وهذه الوحدة مهمتها خلق جيل جديد لأعضاء الجماعة على أن يبدأ العمل من الشباب والزهروات، ومكانها الحضانات والمدارس الابتدائية والإعدادية، وتضم هذه الوحدة أربع لجان، الأولى تسمى لجنة المدارس، وتضم المدارس الحكومية والعامة والخاصة ومراكز الدروس الخصوصية والمدارس الامريكية والig والمراكز الثقافية والدينية داخل النوادى، والثانية هي لجنة التربية ومهمتها ذرع أكبر عدد ممكن من أعضاء الجماعة داخل مراكز المناهج وكل القطاعات المسئولة عن وضع المناهج التعليمية والتربوية، وظهر تأثير هذه المجموعة بعد فض اعتصام رابعة حينما اكتشفت وزارة التربية والتعليم وجود دروس وموضوعات في المناهج التربوية تتحدث بشكل غير مباشر عن الجماعة وأيضاً مدارس كانت تدرس لتلاميذها ما كانت تسميه بطولات شهداء رابعة، في إشارة إلى فض الاعتصام.
أما اللجنة الثالثة فهى لجنة الإعلام والوعى، وهذه اللجنة من أهم وأخطر اللجان التي تعتمد عليها الجماعة في خطتها، وتتولى تحديد أوقات معينة للتحرك على السوشيال ميديا بحسابات حقيقية والعمل على توجيه الرأي العام في الجهة التي تحددها الجماعة، مثلما حدث في الأسبوعيين الأخرين من شهر سبتمبر 2019، وتضم هذه اللجنة صفحات منوعات وأخرى للطبخ تتحول في فترات الحاجة إلى الدعم الإلكترونى للجماعة.
اما اللجنة الرابعة والأخيرة فهى لجنة التنمية، وهى ما يمكن أن نطلق عليها لجنة الموارد البشرية للجماعة أو الفرز، ومهمتها دراسة حالات النشء وتحديد مسئولياته المستقبلية والعمل على تنمية ما لديه من مهارات تساعد في أن يكون الشخص المراد الوصول أليه مستقبلاً.
الملامح التفصيلية لخطّة اختراق المدارس من الإخوان
وفق الخطة التي وضعتها الجماعة الإرهابية لاختراق المدارس، فإن هناك 4 محاور للتحرك، تضم خطة الإعلام والوعى لوحدة الشرائح، ورؤية لتطوير الوحدة، والعمل فى المدارس، وأماكن بديلة للمدرسة، من خلال لجنة مُزدوجة ضمّت عناصر من كوادر لجنة الأشبال والزهراوات فى الشُّعب والمكاتب الإدارية بالمحافظات، وخليط من الإعلاميين والتربويين والكوادر التنظيمية من المكتب الإدارى بالخارج، وفى ضوء استطلاع موسع للرأى شاركت فيه رموز تنظيمية متخصصة فى مجالات عمل مُنوَّعة، سواء بالداخل أو الخارج.
وأكدت مصادر خاصة أن هذه الخطة تم رفعها إلى قيادات الجماعة في أواخر 2018، وأقرها الأمين العام للجماعة محمود حسين ومعاونه أحمد عبد الرحمن، وبدأ العمل على وضع أطره التنظيمية ومسارات تنفيذه اعتبارا من منتصف 2019، وتضمنت الرسالة المرفقة بملفات خطة العمل على مجموعة بتطبيق "واتساب" للمراسلات إن مخطط وحدة الشرائح وحملتى الصف والمجتمع وخريطة المدارس والأنشطة المُستهدفة أعدتها لجنة من الأكاديميين والخبراء التربويين، وتشير إلى إشراف أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح، ورئيس "المجلس الثورى المصرى" مها عزام الأستاذ بجامعة كامبريدج البريطانية.
وبدأت الخطة بمقدمة تعريفية قالت فيها أنها "منهج تربوى وتنظيمى مستحدث، لإعداد جيل ربانى على منهاج الإخوان الصافى، يستجيب للحاجة الناشئة عن المحنة الحالية والابتلاء الإلهى للجماعة، ويستلهم مسلك التربية والدعوة المستقى من أفكار الإمام الشهيد حسن البنا ورسائله، لا سيما الدعوة والمهمة والتعاليم والمؤتمر الخامس وطلبة الإخوان ونظام الأسر"، ويشير التعريف إلى أن آلية العمل الجديدة تراعى تحولات الواقع على صعيد التنظيم وفى حاضنته الاجتماعية، كما تتوسل المسالك والأدوات العصرية فى ضوء مستجدات تقنيات الاتصال وتطور نظريات التربية والتعليم والإعلام وعلم النفس والحشد والتوجيه السلوكى.
والملاحظ في التعريف الذى وضعته الخطة، أنه لم يحدد إطار زمنى للتنفيذ، لكنها تشير إلى أن الخطة عبارة عن برنامج استراتيجى طويل المدى يشتمل على مفاصل تكتيكية ذات محددات مرحلية، بعضها مكثف لا يشغل أكثر من عدة أشهر، وبعض آخر يتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات، كما لا تُفصح الورقة عن ميزانية محددة أو كُلفة مالية تقديرية، لكنها توضح أن المكتب الإدارى فى الخارج يتولى تدبير 50% من النفقات والاحتياجات اللوجستية، وتتكفل المكاتب وشُعَب الداخل بالنسبة الباقية من خلال مواردها المباشرة من الاشتراكات والتبرعات وعوائد المشروعات غير المرصودة من أجهزة الدولة.
البداية بـ "تجنيد الأطفال"
لدى الجماعة لجنة تسمى "الأشبال والزهراوات"، لكن هذه اللجنة فقدت قدرتها على العمل بعد 30 يونيو 2013، لذلك تم وضعها ضمن إطار "وحدة الشرائح"، وتم تحديد مجال عملها بالأساس فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وسنوات ما قبل المدرسة، من خلال دُور الحضانة ومكاتب تحفيظ القرآن والأندية والمؤسَّسات الاجتماعية والخدمية، مع إسناد ومعاونة وإنجاز لبعض الأنشطة التربوية والتثقيفية بين طلاب المرحلة الثانوية وطلائع المجالات الرياضية ومجموعات المراكز التعليمية الخاصة.
وتنقسم مكونات خطة العمل إلى أربعة مسارات، الأول ورقة تُحدّد الوصف الوظيفى والمهام التنفيذية للوحدة الجديدة، ثم ورقة فرعية باسم "خطة الإعلام والوعى لوحدة الشرائح 2020"، والثالث "دورة العمل بالمدارس"، وأخيرًا "أماكن بديلة للمدرسة". وتُنفذ أفكار تلك المسارات من خلال 4 لجان نوعية: "المدارس" التى تُشرف على التحرّك داخل الأماكن التعليمية بكل فئاتها والنوادى ومراكز الشباب والمراكز الثقافية ومكاتب القرآن والمؤسّسات الأهلية، و"التربية" المسؤولة عن إعداد مناهج وأفكار الأنشطة والمسار التربوى والتثقيفى للطلاب المُختارين، ثم "الإعلام والوعى" وتعمل على تنشيط حلقات الاتصال وتسويق الخطط التربوية وربط فرق "إعلام الظلّ النوعى"، من خلال المجموعات التاريخية والثقافية والدينية والصفحات الترفيهية والكوميدية الخفيفة على مواقع التواصل الاجتماعى، وأخيرًا "التنمية" التى تلعب دور قسم الموارد البشرية "HR" فى اختيار مجالات العمل، وانتقاء العناصر المؤهّلة للانخراط فى الأنشطة، ثمّ اقتراح توزيعها داخل هياكل الوحدة، عبر تحديد صلاحيتها للعمل الدعوى والتربوى والتنظيمى، أو العمل الإعلامى واللجان الإلكترونية، أو العمل السياسى والحراك على الأرض.
تُشدد ورقة العمل على أهمية الصفحات ومجموعات "فيس بوك" النوعية فى خطة وحدة الشرائح، مع حاجتها لمناهج ذكية تتماشى مع طبيعتها التاريخية أو الثقافية أو الترفيهية، وتلفت إلى نجاح تجارب مثل صفحات "الضفدع كيرميت" و"خمسة بالمصرى" وبعض "الجروبات التاريخية" المختصة فى الصور القديمة وتاريخ الملكية ونقد الناصرية و"انقلاب يوليو" بحسب الورقة. سألنا المصدر عن تلك النقطة، فقال إن الجماعة اعتمدت على فكرة الصفحات النوعية عقب ثورة يناير، وزاد الأمر بعد 30 يونيو، وكان معروفا بين المجموعات الإخوانية أن كل مكتب إدارى لديه عدد من الصفحات غير السياسية بغرض اجتذاب الشباب وترويج أفكار الجماعة بشكل ناعم، ويُكمل: "آخر رقم سمعته من صديق فى ملف الإعلام بمكتب القاهرة إن فيه أكتر من 120 صفحة كبيرة، كذا واحدة منهم عندها متابعة من 5 مليون لحد 15 مليون". بعيدا من تلك النقطة، كان أخطر ما حوته أوراق "وحدة الشرائح" أن لدى الجماعة عشرات المدارس التابعة حتى الآن، وأن عناصرها يحضرون بقوة داخل منشآت تعليمية ذائعة الصيت وباهظة التكلفة، ويُسيطرون بدرجة ما على أعداد أكبر ذات صبغة دولية أو تابعة لبعض الجمعيات والمؤسَّسات الأهلية الإسلامية!
لجنة فنية تدير الخطة
تكشف أوراق الخطَّة عن مهمة الإشراف العام على تنفيذ مُستهدفات "وحدة الشرائح"، والتي وضع مسئوليتها على عاتق لجنة فنية مُتخصِّصة، وتتفرَّع عنها لجان نوعية بحسب المراحل وأماكن العمل. وتُعرِّف الخطة تلك المجموعة الأساسية بـ"اللجنة الأكاديمية والتربوية العليا". يقول مصدرنا الخارجى قريب الصلة ببعض دوائر الإخوان، والذى زوّدنا بواحدة من نُسخ "الشرائح" الثلاث، إن ما نما إلى علمه فى هذا الشأن أن هناك تكليفًا لقيادات المكاتب واللجان المهنية بتشكيل لجنة من أساتذة الجامعات والمُعلّمين ومسؤولى الأنشطة فى النوادى ومراكز الشباب والعناصر التابعة فى مؤسّسات الثقافة، وأن ملامحها تُشير إلى أعضاء بهيئات تدريس بعض الجامعات الحكومية والخاصة، ومُعلِّمين وإداريين بمدارس دولية وأهلية ذات صبغة إسلامية، وكوادر فى عدد من الأندية الكبرى وعشرات من مراكز الشباب فى بعض مدن الدلتا وشمال الصعيد، وتنظيميِّين من هيئة قصور الثقافة وبعض الهيئات الشبيهة.
ومن واقع الخطة، تبدأ المحاور التفصيلية بورقة "رؤية لتطوير الوحدة يناير 2020"، بالإشارة إلى الوصف الوظيفى والمهام العملية، وتستعرض هيكل الوحدة ولجانها الداعمة فى التعليم قبل الجامعى، عبر ثلاثة أقسام: "الأمانة" التى تضم مسؤولا إشرافيا من اللجنة العليا، وأمينا عاما ونائبا عنه، وممثلا عن اللجان الفنية، و"المجلس" المُشكّل من المسؤول والأمين ومُمثّلى القطاعات الجغرافية مع جواز استدعاء بعض أعضاء اللجان للاجتماعات حسب الظروف والحاجة، وأخيرًا "اللجان الفنية" المُوزَّعة على 4 مسارات، تُغطّى: التربية، والمدارس، والتنمية والإبداع، والإعلام والوعى.
وتُمثّل "أمانة الوحدة" القلب الصلب لعمل "الشرائح"، إذ تتولى 7 مهام أساسية على صعيد التخطيط والتنفيذ وتقييم الجدوى العامة مرحليًّا واستراتيجيًّا وعلى صعيد كل طفل، وتشمل تلك المهام: وضع خطّة عمل الوحدة فى ضوء خطاب التكليف التنظيمى وتوجيهات القيادة والملامح الاستراتيجية المُحدّدة من اللجنة العليا على أن يحقّ لها الاستعانة بكل الخبراء والعناصر الفنية الضرورية لإنجاز ذلك، واعتماد "الدعوم الفنية والمالية" الخاصة بالوحدة، والمتابعة الفنية والتنفيذية الدورية للقطاعات الفرعية بما يُحقّق الأهداف المُدرجة مع توثيق أعمال المتابعة الميدانية وزيارات الأمانة ومسؤولى القطاعات كلّما كان مُمكنًا، وتنظيم لقاءات دورية مع القطاعات لرصد المشكلات والمعوّقات ووضع اقتراحات عاجلة بالحلول، ورصد التجارب البارزة فى أنشطة الشرائح بالنطاقات الجغرافية والمكاتب الإدارية ووضع آلية لنقل النماذج الصالحة للتطوير والتعميم، وإعداد تقرير دورى كل 3 أشهر يُرفع إلى اللجنة العليا وإلى "القيادات التنظيمية" بكل الأهداف المُنجزة والمقترحة ومحل التنفيذ "خاصة الاستيعاب والتوجيه والدمج والانتقاء والتجارب اللامعة"، وأخيرًا التنسيق الدورى والمُتّصل مع اللجان والوحدات المُناظرة لا سيما الصف والتربية والدعوة والمناهج والإعلام.
تلويث سيرة أسامة بن زيد
وبحسب الخطة فإن الهدف الذى تسعى إليه الجماعة هو إنجاز 6 مشروعات نوعية، فضلا عن 5 برامج تربوية دائمة، تتضمن أفكارا لتعزيز الوازع الدينى وتوظيف المناسبات والأحداث الإسلامية فى ربط الأطفال بأصدقائهم أو مسؤولى وحداتهم، من خلال مشروع البيت، ومشروع الزائر التربوى، وأنشطة الصيف والمعسكرات، ومشروع الكتاتيب والمقارئ وحلقات المساجد، وبرنامج جماعى للعبادات مع أنشطة مُبتكرة فى رمضان والإسراء والمعراج ونصف شعبان والعشر الأوائل من ذى الحجة وغيرها. أما فى الشق الأول فتُركز الوحدة على مشروعات: كوادر الدراسة المُتخصصة، وإعلامى المُستقبل، والمدارس، وأكاديمية المدرب، والفتى الصغير لتلاميذ المرحلة الابتدائية، ومشروع الأُسر والأبناء، وأخيرا مشروع "أسامة بن زيد" للمرحلتين الإعدادية والثانوية، ويستهدف انتقاء طالب واحد متميز داخل كل مجموعة وإعداده ليكون كادرا مستقبليا من خلال تأهيله على القيادة داخل المجموعة. تلك النقطة يُعلق عليها الشاب "محمد. ع" بالقول: "الجماعة مُغرمة بالألقاب من أول ما بدأت، الإمام الشهيد حسن البنا، ومُجدد شباب الأمة عمر التلمسانى، وأسد المنابر وأديب الدعوة وأم الصابرين وغيره وغيره وغيره، ودلوقتى بيشوهوا التاريخ الإسلامى ويلوّثوا اسم وقيمة الصحابى الجليل أسامة بن زيد".
إلى جانب تلك المشروعات، تضع ورقة "الشرائح" محورا عريضا للاستراتيجيات، يتضمن: التفاعل مع الأحداث الجارية ومعالجتها بسرعة وكفاءة فى ضوء التوجه العام، وتحقيق المردود التربوى والدعوى والإعلامى المُستهدف والمُكافئ للدعم والموارد المالية والبشرية، واكتشاف وتنمية المواهب وضمان حُسن استغلالها، وإعداد رموز وقيادات طلابية من خلال المجموعات الجغرافية ومشروعات الوحدة، واستثمار المسارات والمؤسسات الرسمية والمحافل والساحات الاجتماعية والأهلية وفئات المتعاونين والمحبين، وتفعيل مجالات العمل العام من خلال الدعوة الفردية والمقبلين على المحاضن التربوية، ومتابعة جغرافيا النشاط وتقييم العوائد ورفع كفاءة العمل بما يحقق أعلى مستهدف مُمكن ويقود إلى تقوية الجماعة وصناعة نهضة الأمة.
خطة إعلامية مُكثفة خلال سنة
ويستعين مُخطّط "وحدة الشرائح" برسوم إيضاحية وكاريكاتورية، وصور وقوائم مُلوّنة، ورسوم بيانية وجداول إحصائية ونماذج للرصد والتقييم ورفع البيانات والمعلومات وتحليلها، فضلاً عن ملف مُستقل يتضمن شرحًا مُبسّطًا ومُكثّفًا من خلال شرائح ومُخطّطات بصرية. وإلى جانب ذلك يشمل التصوّر العام تنفيذ برنامج مرحلى عاجل للإعلام والتوعية، تمنحه الورقة عنوانا عريضا "خطة الإعلام والوعى لوحدة الشرائح 2020"، يتبعه عنوان توضيحى يشير إلى حملتين باسم "حملة الصف.. استقيموا وانطلقوا"، و"حملة المجتمع.. لا تركنوا وتقدموا"، بمستهدفات استراتيجية أولية: تثبيت وتأهيل الصف وزيادة إيمانهم بالجماعة وثقتهم فى القيادات وتشجيعهم على الانخراط فى أنشطة إعادة البناء وتقوية المكاتب واللجان، وتحفيز الفئات الاجتماعية المختلفة على الاعتراض ورفض سياسات الدولة بغرض زيادة رقعة المعارضة والانتقاد فى الشوارع والأسواق والمواصلات وعلى مواقع التواصل الاجتماعى.
وتحدد الخطة عدد من الإجراءات التنفيذية، منها إعداد مشروع إعلامى المستقبل وإعداد ومراجعة الدورات النوعية، وتجهيز فريق "السوشيال ميديا" لوحدة الشرائح وخطط النشر والمعالجة والقضايا الساخنة محل التناول مثل "القضية الفلسطينية واستهداف الإسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن دعوة الإخوان"، وتدشين منصات دعوية وبث حلقات "أونلاين" عبر المنافذ الإلكترونية والحسابات المُتخصصة التابعة للوحدة، وإطلاق غُرف للاتصال والتواصل بين الطلاب والمعلمين ومُشرفى الوحدات، وإعداد وتنفيذ تدريب على إدارة الحملات الإعلامية و"فضح النظام وفقدان الشرعية والفشل والانتهاكات" المدارس النموذجية.. البديل للاستقطاب
تضمنت الخطة التي حصلنا على تفاصيلها، آلية جديدة للتحرك، وهى التجنيد بشكل مباشر، من خلال وضع قائمة بالمدارس على مستوى الجمهورية، وإجراء دراسات عنها لتحديد أيهما المستهدف للعمل وفق الخطة الموضوعة التي أطلقت عليها الجماعة في هذه المرحلة مسمى "المدرسة النموذجية"، والتي تأتى ضمن مهام "لجنة المدارس"، التي تقع تحت مسئوليتها المدارس الحكومية والعامة والخاصة ومراكز الدروس الخصوصية والمدارس الامريكية والig والمراكز الثقافية والدينية داخل النوادى، وتعاونها لجنة أخرى وهى لجنة التربية، وهذه اللجنة من أخطر اللجان التي تعتمد عليها الخطة، لإن مهمتها ذرع أكبر عدد ممكن من أعضاء الجماعة داخل مراكز المناهج وكل القطاعات المسئولة عن وضع المناهج التعليمية والتربوية.
ووفق مصدرنا، فإن خطة الإخوان تولى أهمية كبرى للجنتين، لإنه حال نجاحهما فإن الجماعة ستكون قادرة على السيطرة على أكبر عدد من الطلاب، سواء في المدرسة أو خارجها في مراكز الدروس الخصوصية والمساجد والمراكز الثقافية بالأندية.
تحت عنوان "العمل في المدارس"، بدأت خطة "المدرسة النموذجية" باستخدام الحديث النبوى "مثـل القـائم علي حـدود الله والواقـع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينـة فأصاب بعضهـم أعلاها وبعضهــم أسفلهــا، فكان الذيــن في أسفلهـــا إذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهـم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنـا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكـوا جميعا وإن أخـذوا علي أيديهم نجوا ونجوا جميعاً"، واستخدام هذا الحديث في الخطة إشارة واضحة من واضعى الخطة للمكلفين بالتنفيذ والعمل على الأرض بأهمية تكامل كل العناصر الواردة في الخطة، لإن كل منها مكمل للأخر، ولن يكتب لهم النجاح الا اذا تناغمت كل الأطراف واللجان ضمن المنظومة الإخوانية التي تستهدف في النهاية صناعة كوادر طلابية إخوانية، يتم تكليفهم في المستقبل بمهام خاصة، وهو ما كشفته القضايا الإرهابية المتورط فيها عدد من الشباب والطلاب، فهؤلاء جرى تجنيدهم بذات الطريقة.
وتؤكد الخطة الإخوانية أن فكرة "المدرسة النموذجية" هى التي تمكنهم من تجنيد أكبر عدد من الطلاب، في ظل تواجد أعداد كبيرة من الطلاب، منهم المؤهلين للانخراط ضمن برامج وخطط الإخوان، وأخرين لازالوا في مرحلة يمكن التأثير عليهم وإدخالهم الحظيرة الإخوانية، وكما ورد في نص الخطة فإن المدرسة النموذجية تنبع أهميتها لسبب تراه الجماعة غاية في الأهمية بالنسبة لها وهو "وجود تجمع وفير من الطلاب ينتمون لشرائج اجتماعية مختلفة"، بالإضافة إلى إن تواجد الطلاب داخل المدرسة لأكثر من 8 ساعات في اليوم يتيح فرصة نموذجية للمعايشة والاحتكاك والتربية بين الطلاب والمعلمين المكلفين باستقطاب الطلاب والفرز، كما أن المدارس بشكل عام تشهد مجالات متنوعة وانشطة ومحكات جديدة تزيد من خبرات المعلمين والطلاب، كما تزيد من سرعة تأثر الطلاب بقيم المعلم وسلوكياته مما يوضح أهمية وجود المعلم القدوة.
التحكم في الأسرة يبدأ من المدرسة
ولم تنسى الخطة الإشارة إلى النقطة الأساسية التي تسعى إليها منذ البداية، فالمدرسة وغيرها ليست الا وسيلة للتأثير على عقول الطلاب، لذلك فإنهم من خلال استقطاب الطلاب يمكن التأثير في البيوت والاسر والمجتمعات من خلال الطلاب المستقطبين، وهو ما كشفت عنه الخطة في جملة أوردتها في سياق الحديث عن أهمية المدرسة النموذجية حينما قالت أن "العملية التعليمية لا تكتمل الا بتوفير أضلاع المثلث -التلميذ والمدرسة والبيت-"، وهو ما يؤكد الهدف الأكبر الذى تسعى له الجماعة، فهى لا تقتصر في تحركاتها فقط على الاستقطاب والتجنيد، بل ليكون الطالب نواة للتغير داخل أسرته وفى محيط المجتمع الذى يعيش فيه، سواء كان شارع أو حى أو حتى بين الأصدقاء المقربين إليه.
الإذاعة المدرسية والمسجد أساس التحرك الإخوانى داخل المدارس
مصدرنا داخل الجماعة أكد لنا أن هناك حالة من الخوف والقلق داخل الجماعة من التحرك بشكل واضح داخل المدارس، حتى لا يتم اكتشاف أمرهم، لذلك فإنهم حددوا آليات العمل والحركة داخل المدارس، لذلك فإنهم حددوا هدفهم المبدئى وهما الإذاعة المدرسية والمسجد، وهو ما تطابق مع الوارد في الخطة، حيث قالت أن أهداف النشاط داخل المدرسة سيكون مركزا على الإذاعة والمسجد، بالطلب من المعلمين الإخوان أن يكون لهم سيطرة على النشاطين، فالمشرف على الإذاعة المدرسية يكون معلم أو معلمة من الجماعة، وكذلك المشرف على المسجد أو المصلية داخل المدرسة.
وكما سبق الإشارة فقد حددت الخطة أنواع المدارس المستهدفة، وهى التربية الفكرية، الحكومية، الخاصة واللغات، التجريبية، الأزهر والأزهر النموذجى، الفنى بأنواعه، المهنية، ومدارس الصم والبكم، وفى سبيل التنفيذ على الأرض تم وضع شروط للمدارس المختارة لتكون ضمن خطة المدارس النموذجية، منها وجود مشرف نشاط للمدرسة، ووجود مجموعة العمل، ووجود خطة للنشاط داخل المدرسة، وأن يكون هناك اجتماع أسبوعى بين المشرف ومجموعة النشاط، وأن يكون العمل في ثلاث جماعات نشاط بينهم الإذاعة، بالإضافة إلى وجود أنشطة داخل الفصول، وأن تتمتع المدارس المختارة بتميز طلابها ورعايتهم، مع الطلب من المشرفين إعداد تقارير متابعة شهرية.
ووضعت الخطة خصائص ومهام كل شخص مختار من جانب المكاتب الإدارية للإخوان لتنفيذ المطلوب منها، فوضعت صفات لمشرف النشاط بالمدرسة، منها أن يكون شخصية قيادية ولديه القدرة على التواصل المباشر مع الطلاب والقدرة أيضاً على الاقناع، وأشارت الخطة إلى أن "العمل داخل المدرسـة في هذه المرحلة مهم جداً وهو يحتاجإلى الوقت والجهدوالذهن الخالي والإعدادالجيــد، لذا كـان من الضـروري أن يكــونالمشـــرف متفرغا وخاليــاً من أي شيء يشغله عن عملـه بقــدر الإمكــان، فيجب ألا يكـون للمشــرف أعمــــال أخرى تشغـل ذهنــه ووقتــه بما يتعارض مع إعداده لهذا العمـل، ومتابعة أدائه، والالتقاء بالطـلاب الذين يمكن أن يشاركوا في إقامة الأنشطة".
وأضافت الخطة أن "المشــرف وهو يعتبــر المنفـــذ الأول فـي المدرسة وهو الفردالوحيدالذي يعدل من شكل العملية التعليمية سلباً أو إيجاباً، وهو كذلك الذي يقـــوم بريــــادة الفصــــلإذاكان مدرســـاً ويُنــاط به قيــــادة جـمــاعـــاتالنشـــــاط، لـذلك فهـــو المحتـــك الأولبالطــلاب ويزيد على ذلك الصفـات الأساسية الآتية لمشرف المدرسة".
ووضعت الخطة تعريفاً لمجموعات العمل التي سيقوم المشرفين بتشكيلها داخل المدارس المختارة، وقالت أنها تضم مجموعة الطلاب الذين يمثلون ركيزة النشاط داخل المدرسة على أن يتم توزيعهم على ثلاث جماعات نشاط مدرسي علي الأقـل، مع تحديد مجموعة من الشروط للطلاب المختارين للأنضمام لهذه المجموعات، منها أن يكون على مستوى متميز من الأدب والأخلاق والابتكار، والإيجابية، والنشاط والحيوية، كما يفضل أن يكون من المتفوقين دراسياً، ومتميز في أحد مجالات النشاط الثقافية والدينية/ الرياضية/ الفنية/ الاجتماعية/ العلمية.
ويكون محور عمل هذه المجموعات داخل الفصل من خلال خمس مجالات، وهى المجال الثقافي والدينى، المجال الرياضى، المجال العلمى، المجال الفني، المجال الاجتماعى.
ولم تترك الخطة، المشرفين أو المعلمين التابعين للإخوان للعمل وفق أهوائهم، بل وضعت لهم قاعدة مطلوب منهم السير عليها، لتحقيق الأهداف المطلوبة من كلاً منهم، وأطلقت الخطة وصف "القاعدة الذهبية 20/80" على هذه القاعدة، وشرحتها بالقول أنها تشمل إنفاق 20 % من الموارد لإنجاز 80 % من المهمة المطلوبة، وقالت "وعندما نطبقها على مهمتنا نعني أن يبحث المشرف عن الوسـائل التي تمثل 20 % من الإمكانات ليحقق 80 % من المطلـــوب مثل التجار المهرة الذين يركزون على التجارة التي تحقق ربحا أكثر، فلابد أن ينظـر المشـرف إلى الأهــداف ومدى أولوية هذا الهـدف ويختار الوسائل القليلة التي تحقق أهدافا كثيرة، ويتوقف هذا الأمر على ظروف كل مدرسة على حدة، ولا يصح أن يركز المشرف على نشاط واحد يكرس فيه جهده ووقته".
جداول محددة للتقييم داخل المدارس مطلوب من المشرفين الإخوان تنفيذها
وحصلنا على نماذج للجداول الستة، التي تؤكد المبدأ القديم الذى تسير عليه الجماعة، وهو الولاء والطاعة العمياء، فأى مشرف أيا كانت وضعيته داخل الجماعة، لكنه لن يكون له حرية الحركة، بل سيكون محكوم باطار عمل ونماذج لا يستطيع الخروج عنها أيا كانت الأسباب.
الأماكن البديلة للمدرسة.. الخطة البديلة
خطة الجماعة الأساسية لتجنيد الطلاب أساسها استهداف التلاميذ في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية أيضاً، لكن الجديد في الخطة التي وضعتها الجماعة أنها وضعت إطاراً لاستهداف من لم تستطع الوصول إليهم من خلال المدارس، وهذا الإطار اختارت له الخطة مسمى "أماكن بديلة للمدرسة".
وبالنظر إلى المسمى سنجد أن الإخوان يستهدفون الطلاب في أماكن أخرى بخلاف المدرسة، مثل مراكز الدروس الخصوصية سواء كانت "سناتر" أو مجموعات التقوية التي تتم بداخل بعض المدارس، أو حتى مجموعات الدروس الخصوصية التي تتم في منازل التلاميذ أو لدى المدرسين الأعضاء في جماعة الإخوان، بالإضافة إلى التركيز على المساجد القريبة من المدارس، كونها تشهد ظهوراً للطلاب لأداء فريضة الصلاة، وزادت الخطة على هذه الأماكن وسائل التواصل الإجتماعى، من خلال الحسابات الشخصية للمستهدفين على فيس بوك وتويتر، وغيرها من السوشيال ميديا.
ووفق أحد مصادرنا قريبة الصلة من الجماعة، والذى أطلع على تفاصيل خطة استهداف النشء والشباب في الأماكن البديلة للمدرسة، خاصة السناتر والمساجد، فإن الإخوان أجرت دراسة اعتمدت فيها على استطلاعات رأى قام بها عناصر إخوانية، بالإضافة إلى الاستعانة بأحد شركات التكنولوجيا التي كانت مكلفة من الجماعة برصد عدد الساعات التي يقضيها الشباب على وسائل التواصل الإجتماعى، وانتهت هذه الدراسات واستطلاعات الرأي إلى أنه بجانب الأهمية التي تطلع بها المدرسة، لكن هناك أماكن أخرى لا تقل أهمية عن المدرسة، بل تزداد أهميتها وفق المنطقة الجغرافية التي يعيش فيها المستهدفين من جانب الجماعة، لذلك تم توصيف هذه الأماكن في خطة الجماعة بأنها "اماكن طبيعية يتواجد فيها الطالب، وتعد بديلة للمدرسة، حيث يقضى الطالب بها اكبر وقت ممكن، وبجانب ذلك فإن الطالب خلال تواجده في هذه الأماكن يكون أكثر استعداداً للتلقي سواء من المعلمين أو المربين أو الاقران ممن لهم تأثير على الطالب فى هذه المرحلة من خلال المسارات والانشطة المتاحة داخلها وخارجها، خاصة في المساجد".
المطلع على خطة الجماعة في هذا الشأن سيجد أن تركيزها على سناتر الدروس الخصوصية والمساجد ووسائل التواصل الإجتماعى، تحظى بأهمية كبيرة لدى الجماعة، خاصة بعدما استنتجوا أنها الأماكن التي يقضى فيها الطالب أكبر فترة زمنية ممكنة على مدار اليوم، وأكدت الأحصائيات التي اعتمدت عليها الخطة أن طلاب المرحلتين الأعدادية والثانوية العامة هم أكثر المترددين على هذه الأماكن على مدار اليوم، فضلاً عن أن ذهابهم إليها أو تعلقهم بهذه الأماكن ووسائل التواصل الاجتماعي يأتي بناء على رغبة شخصية من الطالب، على عكس المدرسة، التي يكون الذهاب إليها ليس اختيارياً، وهو ما يجعل الطالب في المدرسة أقل استعداداً للتلقى أو الارتباط الشخصى والمعنوى مع المعلمين.
وحتى تستطيع الجماعة تنفيذ خطتها، فإنها حددت ضمن خطتها مجموعة من الإجراءات والوسائل التي سيلجأ إليها عناصر الإخوان للتنفيذ، ومنها إجراء مسابقات العمل الفردي من خلال الدرس الخصوصي أو في الصلاة أو من خلال "خاطرة قبل الحصة"، بالإضافة إلى عمل مقرأة في المسجد لحفظ سورة من القرآن، وإجراء نشاط يومى يكون عنوانه نشر القيم وسط الطلاب، وتنظيم رحلات كشفية او زيارات إلى المتاحف أو زيارات متبادلة، لزيادة وتوثيق العلاقة بين المعلم والطلاب، وأيضاً المشاركة فى الانشطة المختلفة للمؤسسة ودعوة زملائهم لها مثل تنظيم يوم رياضى أو يوم متعدد الفقرات، ومع مرور الوقت وبعد انتهاء عملية الانتقاء يتم الطلب من الطلاب المختارين الدخول إلى صفحات الجماعة على صفحات التواصل الإجتماعى بشكل يومى للإطلاع على اخبار الجماعة ورسائل قياداتها
7 مراحل للتجنيد تنتهى بأعداد كوادر طلابية
حددت خطة الإخوان لاستهداف الأماكن البديلة للمدرسة، سبعة أهداف سيعمل عناصر الجماعة على تحقيقها، واللافت في هذه الأهداف أن كل هدف منها عنوان لمرحلة يمر بها الطالب المستهدف، فإذا اجتاز المرحلة الأولى يتم الانتقال للثانية وهكذا وصولاً إلى المرحلة الأخيرة، بأن يكون الطالب عضوا نشطاً لدى الجماعة، ويدين لها بالولاء والطاعة الكاملة.
وتبدأ الأهداف بعنوان عريض "إيصال دعوة الله إلى عموم الطلاب"، ثم توسيع دائرة العمل والانتشار للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب، والانتقال للمرحلة الثانية وهى بداية التأثير على الطلاب، سواء كان ذلك من خلال المدرس أو الشيخ الذى يلقى دروس في المساجد، وبعدها تبدأ المرحلة الثالثة وهى الأخطر، ففي هذه المرحلة تتدخل عناصر إخوانية أخرى كانت تراقب أداء الطلاب خلال المرحلتين الأولى والثانية لانتقاء واختيار من يرونهم الأكثر ميلاً للتجاوب مع الجماعة، وتسمى هذه المرحلة من الخطة "الاختيار الامثل من وسط المجموع".
بعد وضع عناصر الجماعة يدها على المختارين من الطلاب تبدأ المرحلة الرابعة وهى تربية كوادر وقيادات طلابية، وهنا تبدأ الخطة في أفراز نتائجها، فالاختيار قد وقع بالفعل على عدد من الطلاب المستهدفين، ممن تأكدت الجماعة أنهم مؤهلين لإعدادهم كقيادات طلابية داخل الجماعة، وبعدها تبدأ مرحلة جديدة، تقوم على فرز هذه القيادات وفق مهارة كل شخص فيهم، وتنمية هذه المهارات حتى يمكن للجماعة أن تستفيد منهم في المستقبل، وتسمى هذه المرحلة ضمن الخطة "اكتشاف المواهب وتنمية المهارات لدى الطلاب والاستفادة منها".
الخطة لم تنتهى بعد، فهناك مرحلتان وضعتهم الجماعة لزيادة قدرات كوادرها الطلابية، ومن خلال مجموعات خاصة تستهدف كما أكد مصدرنا "حصر الظواهر السلبية لدى بعض الكوادر المختارين ومحاربتها"، ثم بداية تدريبهم الأخير على منهج "حماية الطلاب من الهجمة الشرسة عليهم".