تحقق حلم أهالي مدينة رأس غارب بفتح "فنار رأس غارب" كمزار سياحي وتسجيله بالمناطق الأثرية التابعة للهبئة العامة للأثار.
وأعلنت محافظة البحر الأحمر، أنه تم بالفعل تسجيل فنار مدينة رأس غارب الشهير ضمن الهيئة العامة للآثار، باعتباره مبنى أثرى حيث تم بناؤه عام 1871 ميلادية، والذي يعد من أهم معالم المدينة وأبرزها.
وترجع أهميته إلى أنه موقع أثرى مميز، وما يميزه أكثر أن المهندس الذى شيده هو غوستاف إيفل الذى شيد برج إيفل بباريس، وذلك بأوامر من الخديوى إسماعيل لتنظيم حركة الملاحة بالبحر الأحمر .
وستخاطب محافظة البحر الأحمر، الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار المصرية، لدراسة تطوير وإدراج فنار غارب كمزار سياحى بإعتباره أقدم فنار قائم فى العالم، لكى يخدم أهالى المدينة ويحقق حلم أهالى وشباب مدينة رأس غارب الذى طال لسنوات.
وعلقت إيمان محمد، مديرة الآثار الإسلامية بالبحر الأحمر، إنه بالفعل صدر قرار من وزارة الآثار بتسجيل فنار رأس غارب ضمن الآثار الإسلامية، التابعة للهيئة العامة للاثار، وجارى تطبيق القرار من خلال إيفاد لجان لتطبيقه، حيث أنه من المقرر عقب الإنتهاء من إجراءات التسجيل يتم فتحه كمزار سياحي أمام المواطنين المصريين والسياح الأجانب.
وأضافت أنه تم إخطار مجلس مدينة رأس غارب، بصدور قرار تسجيل فنار رأس غارب ضمن المناطق الأثرية الإسلامية، إلا أن لجان تطبيق القرار لم تصل بعد، وفى إنتظار وصولها للبدأ فى أعمال التسجيل، موضحة أنه عقب عملية التسجيل يتم فتحه كمزار سياحي بعد التنسيق مع الجهات المختصة والمعنية، خاصة أنه موقع أثرى مميز، وما يميزه أكثر أن المهندس الذي شيده هو غوستاف إيفل الذى شيد برج إيفل بباريس، وكذلك مشيد تمثال الحرية بنيويورك، وذلك فى عام 1871 ميلادية فى عهد الخديو إسماعيل، ويعد من أقدم فنارات العالم.
وعن قصة إنشاء فنار رأس غارب جاءت فى عهد الخديو إسماعيل وعقب حفر قناة السويس، تم إنشاء عدة فنارات على ساحل البحر الأحمر، لتنظيم حركة الملاحة والسفن الواردة والخارجة لقناة السويس، ومن ضمن تلك الفنارات كان فنار رأس غارب، الذى أطلق عليه مسمى "إيفل رأس غارب"، نسبة إلى المهندس الفرنسى الشهير غوستاف إيفل.
وكانت مهام فنار رأس غارب، تأمين جزر البحر الأحمر وتحديد العلامات الملاحية على جزر البحر الأحمر الشمالية والملاحة البحرية به، وإرشاد السفن، وفي 16 نوفمبر 1869 افتتح فنار رأس غارب حيث تم تنظيم حفل إسطورى له بحضور كبار الدولة آنذاك، حيث عقد الخديو إسماعيل اجتماعا مع كبار الدولة عقب حفر قناة السويس، لتحديد نطاق الفنارات وتم إختيار النقاط بمعرفة المهندسين من البحارة وغيرهم، وصدر أمر من الخديو إسماعيل باشا إلى الكومبانية بعمل تلك الفنارات.
ويحيط فنار رأس غارب بناء دائرى من الأحجار الصابونية، ويشغل هذا البناء الدائرى مجموعة من الغرف المجهزة لساكنى الفنار من الفنيين القائمين على تشغيله ومنها غرفة مأمور الفنار، وغرف للماكينات والمعدات وغرفة الطعام وغرف الحراسة ويتوسط البناء الدائرى برج الفنار.
وشيد علي 3 محاور مقامة علي سوست، وذلك لمقاومة أى إهتزازات أرضية محتملة بالمنطقة، ويبلغ إرتفاع الفنار نحو 60 مترًا من سطح الأرض أى ما يقارب مبني بإرتفاع 16طابقا وخامة تصنيعه بالكامل من الحديد الأحمر، ويمتلك إضاءة عن طريق شعاع متقطع عبارة عن 4 ومضات من النور ثم ظلام لمدة 30 ثانية وذلك للتمييز بين الفنارات المختلفة وكل فنار له شعاع يميزه عن الفنارات الأخرى وضوؤه يصل إلى 55 كيلو مترا.
والفنار هو عبارة عن جسم أسطوانى به ثلاث فتحات رأسية لتوفير عناصر التهوية وللإضاءة من جميع الجهات، ويتم الدخول إلى جسم الفنار عن طريق باب حديدى يؤدى إلى سلم أسطوانى للصعود الى قمة الفنار، وينتهى السلم الحديدى إلى قمة الفنار وهى دائرية الشكل، حيث يستقر بها مصدر الإضاءة في الفنار ويحيط بقمة الفنار شرفة دائرية من الحديد .