لماذا يجب الإنصات لشيخ الأزهر؟
الأربعاء، 26 أغسطس 2020 01:49 م
لكل إنسان منا حظ من اسمه، وفي ظل الظرف الراهن نجد أن تربع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على رأس الهرم الوسطي الأقدم والأعرق، نجد أنه حقا اسم على مسمى، عرفته الأمم المختلفة وعهدته ذاك الطيب والخلوق الذي يحترم الجميع، إلا أنه في الوقت نفسه لم يكن ذلك الرجل الذي يتهاون في أمر مهما يهدد الأمانة التي ألقيت على عاتقه.
تحمل الشيخ الأمر الجلل والصعاب المختلفة على مدار فترة اعتلائه منصب المشيخة وإلى اليوم، فكان حائط صد منيع في وجه التحديات الفكرية والأزمات السياسية التي افتعلتها جماعة الإخوان الإرهابية وسعت إلى إقحام تلك المؤسسة الدينية والعلمية في براثن التيه والخطر، فلم تتركه الجماعة قط. وضعت له العديد من العراقيل وكالت له كثير من الاتهامات لكى تضعه فى موقف محرج أمام الرأى العام.
فتارة بالترويج عن انتمائه للحزب الوطنى سابقاً وتارة بسبب مشروع قانون الصكوك، كما رفض الإخواني الراحل محمد مرسي أن يجلس الشيخ فى الصفوف الأولى فى احتفالهم بتنصيبه رئيساً للبلاد.
ذات يوم حضرعبد الرحمن البر مفتى الجماعة الإرهابية ومحمد البلتاجي وعدد من طلاب جامعة الأزهر بمسيرات على سلم المشيخة يطالبون بإقالته، حيث كان لقاء الطيب بالطالب محمد بدران رئيس اتحاد جامعة القاهرة وقتها ورؤساء اتحاد الجامعات الأخرى، سبباً في اشتعال غضب طلاب الإخوان ومنهم الطالب أحمد البقرى الذى نصبته الجماعة رئيسا لإتحاد طلاب الأزهر فدعا للتظاهر بحجة رفض الشيخ مقابلته وأخذ يردد هتافات ضده
وفي سياق متصل تصدى الطيب للإخوان فعندما حاولت فرض سيطرتهم على الأزهر عندما كانوا يحاولون تطبيق قانون الصكوك رفض دعمهم في هذا الأمر، كما كان له موقفه من مفتى الشر الشيخ يوسف القرضاوى فأصدر في عام 2013 قرار فصله من هيئة كبار علماء الأزهر بسبب مواقفه المعادية للجيش والشرطة ونشر فتاوى شاذة إلى تحرض على العنف وأعلن أن المجلس الذى أسسه القرضاوى ويترأسه لا يمت لمؤسسة الأزهر بأى صلة.
كما تصدى لمحاولتهم بنشر الفتن الداخلية بين الأزهر والكنيسة ونشر الشائعات والفتن، مما دفع الشيخ لتأسيس بيت العائلة المصرية وعقد العديد من الدورات التدريبية واللقاءات بين الوعاظ والقساوسة والرهبان لنشر قيم المواطنة وتغذيتها لدى الشباب.
كما أسس الطيب بيت الزكاة والصدقات لتقديم المعونات لأبناء الشعب المصرى بمختلف أطياف دون تفرقة بين مسلم ومسيحى وإلى الآن تصرف مساعدات من بيت الزكاة لبعض الأسرة المسحية تطبيقا لوصية النبى بأهل الذمة، كما شكل لجنة الصالحات لمناقشة الخلافات الأثرية بصعيد مصر .
وقدم الطيب العديد من التسهيلات للطلاب الوافدين للتعليم بالأزهر ولم يغلق الطيب مكتبة لحظة أمام اى طالب من الطلاب الوافدين وكذلك المصريين لتأسيس وأعلن من الأزهر ليكونوا رسول للاسلام فى بلادهم .
أصبح شيخ الأزهر مجاهدا فى مجال تحسين صورة الإسلام بوسطيته بصفة عامة وعلاقات مصر على الصعيدين المحلى والخارجى، فنجح في إعادة الحوار مع الفاتيكان بعد قطيعة 6 سنوات كاملة، وبين للعالم ما عليه ديننا الحنيف من رحمة وتسامح وأخوة تمتد لتشمل المسلمين وغيرهم ليتوج هذا الأمر بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها في بلاد الشيخ زايد مع بابا الفاتيكان منذ نحو عامين.
ولتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبى ألقى خطبة عن وسطية الإسلام أظهر خلالها مدى احترام الازهر لجميع الأديان السماوية وأن الازهر لا يخرج إرهابيا كنا تدعى الجماعات الإرهابية.
وأنشأ مركز تطوير التعليم للطلاب الوافدين ومعهد الشيخ زايد لتعليم اللغه العربية لغير الناطقين بها لحمايتهم من المراكز المتخصصة التى كانت تستغل الطلاب الوافدين وتعليمهم منهج سيد قطب وحسن البنا مؤسس الجماعة
وختاماً فإن لقانون دار الإفتاء الذى أثار جدلا واسعا في الأزمة الأخيرة مع البرلمان ورغبة الشيخ في حضور جلسته العامة التي انتهت بسحب مشروع القانون، فلم يكن الشيخ باحثاً عن مجد شخصي ولم يكن مصادراً لأحقية الدار بقدر ما سعى لترسيخ قواعد دستورية ودفاعا عن استقلال الأزهر وهيئاته من أي خطر يهددها، ويعد هذا أكبر دليل على دفاع الإمام الأكبر عن المؤسسات الدينية وجعلها مستقلة.