"إسكوا" تنتقد عدم فرض ضرائب ببعض الدول العربية على السجائر والكحول
الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 10:44 صسامي بلتاجي
تشوب النظم الصحية الوطنية في المنطقة العربية مكامن ضعف عديدة، تفاقمت بفعل الصراعات وحركات النزوح القسري التي عطلت خدمات الرعاية الصحية، وزادت كثيرا من الطلب عليها؛ وبالنسبة إلى صحة الأمهات، لا تزال الفوارق كبيرة لا سيما بين البلدان منخفضة الدخل، التي تعاني من محدودية إمكانية الحصول على خدمات الولادة الطارئة، وعدم توفرها بالدرجة الكافية، وبين البلدان متوسطة الدخل، حيث تنتشر التدخلات الطبية الباهظة التكلفة والمبالغ في الحاجة إليها؛ وذلك وفق ما جاء في التقرير العربي للتنمية المستدامة 2020، الصادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا ESCWA)، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة؛ لافتا إلى أن مصر، التي شهدت تحسينات كبيرة في تدريب المساعدين في التوليد وتراجعا في وفيات الأمهات، تشهد من نصف عمليات التوليد على المستوى الوطني قيصريا؛ ولوحظت معدلات مماثلة في لبنان، وفي بلدان أخرى، بحسب ذات التقرير.
التقرير العربي للتنمية المستدامة 2020، بلغت نسبة الإنفاق الشخصي على الرعاية الصحية، 62% في مصر، و76% في العراق، في عام 2015، بينما لم يتجاوز 6.4% في عمان؛ في حين بلغت نسبة الإنفاق الشخصي على الرعاية الصحية حدا كارثيا لعدد من الفئات الاجتماعية، في عدد من الدول العربية الأخرى، وفي البلدان الأقل نموا في المنطقة، يصعب على الفئات المحتاجة إلى الخدمات الصحية، الحصول على رعاية صحية ميسورة الكلفة، ويزداد الوضع سوءا بسبب ارتفاع نسبة العاملين في القطاع الاقتصادي غير النظامي، ونسب البطالة لدى النساء والشباب.
تقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، المذكور، حذر من أن التكاليف الشخصية الباهظة تحول دون الوصول للخدمات الصحية، وتعوق استمرارية الرعاية، وقد تؤدي إلى إفقار مستخدميها، بحسب تقرير اللجنة حول التنمية المستدامة بالمنطقة العربية؛ حيث تتفاقم المخاطر بسبب التجزؤ الشديد في الرعاية الصحية.
هذا، ويؤدي التجاوز المستمر لخدمات الرعاية الصحية الأولية لصالح الخدمات الثانوية والمتقدمة إلى ارتفاع التكاليف وتدني الكفاءة، كما أن تعاظم دور القطاع الخاص في الرعاية الصحية يشجع على الاستثمار في التقنيات والتدخلات العلاجية المكلفة بدلا من التركيز على انتظام الرعاية الوقائية الأولوية؛ ولم تبدأ المنطقة في المحددات الأساسية والمتعددة القطاعات للصحة إلا مؤخرا؛ ومن تلك المحددات، التعليم الذي يؤثر على السلوكيات، لا سيما تلك التي تتصل بمتطلبات الرعاية الصحية، وخيارات نمط الحياة؛ وذلك بحسب ما ورد في التقرير العربي للتنمية المستدامة 2020، الصادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، والذي ذكر أن الخلل ظهر في تنامي استهلاك منتجات التبغ، مثل: التبغ والنرجيلة، في حين يتناقص استهلاك تلك المنتجات في سائر أنحاء العالم؛ وقليلة هي الحكومات في المنطقة، التي تبحث في إمكانية اتباع سياسات مالية، لفرض ضرائب على السجائر أو الكحول، من أن تلك السياسات يمكنها أن تدر إيرادات إضافية، وتحد من استهلاك تلك السلع.