مروان محسن وحكمة برايز الخالدة
الإثنين، 24 أغسطس 2020 09:15 ص
تقابل فريقا الزمالك والأهلي أول أمس السبت في مقابلة هي للحقيقة تحصيل حاصل، فالأهلي ـ ولو نظريًا ـ لن يخسر الدوري المتربع على قمته، والزمالك ـ ولو نظريًا ـ لن يقفز إلى المركز الأول، في المقابلة العجيبة شأن الكرة المصرية عامة، فاز الزمالك بثلاثة أهداف لهدف، الطبيعي أن تشتعل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتحليلات الخبراء للمباراة، ولكن لأن الأمر كله عجيب، فقد مضت المباراة كأنها لم تلعب وتحالف جمهور وإعلام الناديين في سابقة هي الأولى من نوعها ضد لاعب الأهلي مروان محسن.
ليس غريبًا أن يهاجم الفريق الفائز لاعبي الفريق الخاسر ، ولكن أن يتورط جمهور الأهلي في صب اللعنات على رأس وقلب اللاعب فهذا عجيب ، بل مريب.
ماذا فعل مروان محسن لكي يصبح مستباحًا من جمهور وإعلام الفريقين؟
لقد شارك والأهلي خاسر وغادر الملعب مع رفاقه والأهلي خاسر فأين الكارثة التي تسبب فيها؟.
نعم هو كان يجب أن يحسن التصرف في لعبة وصلته، ولكنها لم تكن اللعبة الحاسمة، فوفق حالة الأهلي كان سيخسر حتى لو سجل مروان من اللعبة التي أصبحت ترند!
القصة ليست قصة مروان المنحوس أو مهدر الفرص، القصة هي قصة منظومة كرة القدم في مصر، كان مروان لاعبًا نجمًا واعدًا في فريق بتروجيت وسجل له في موسم واحد ثمانية عشر هدفًا، ثم واصل تألقه وهو يلعب للإسماعيلي وسجل له أربعة عشر هدفًا، ثم لعب للمنتخب الوطني وهو فوق العشرين بقليل وسجل للمنتخب، فأين المشكلة؟.
المشكلة هي كما قال برايز نجم الشريط السينمائي “فيلم ثقافي " في السستم ، أي في النظام ، ونظام الأهلي والزمالك قائم على خطف أي موهبة تبشر بالخير ، بدون التفكير في طبيعة التربة ونوع النبتة ، قصب السكر لن ينمو في الإسكندرية ، والبنجر لن ينمو في الصعيد ، التربة والمناخ مختلفان تمامًا ، وهكذا الإنسان ، فثمة طائفة من اللاعبين من بينهم مروان لا يعرفون التألق إلا في فرق الوسط التي لا تعرف الضغط الجماهيري وحمى التنافس على البطولات ، فلو ترك الأهلي مروان لبتروجيت أو للإسماعيلي لربحت الكرة المصرية مهاجمًا من طراز خاص ، لقد كان أحمد الشيخ نجمًا بالمقاصة وهدافًا للدوري ، ثم تشاجر عليه الأهلي والزمالك وفاز به الأهلي فأين هو الآن؟.
وكان خالد قمر نجمًا بفريق الشرطة وعندما لعب للزمالك لم يسجل نجاحًا يذكر، وها هو الآن نجمًا وهدافًا لفريق الاتحاد السكندري، مروان لم يتحمل ضغوط اللعب لفريق بحجم الأهلي، وجمهور الأهلي ناصبه العداء منذ أيامه الأولى بالفريق، ففقد المسكين ثقته بنفسه، حتى أنه عندما يريد الدفاع عن موقفه يرتكب خطايا لا يغفرها له الجمهور.
لماذا لا نعترف بأن هناك كمياء خاصة بالقبول ؟.
القبول مفقود بين هذا اللاعب وجمهور فريقه ، والأحسن للاثنين هو الفراق بالمعروف ، ولكن إدارة الأهلي هي التي سعت لتجديد عقد اللاعب حتى موسم 2923!
فأين الخطأ إن لم يكن في المنظومة المعوجة القائمة على خطف المواهب وعدم تركها لتنمو بطريقة طبيعية في بيئتها ومناخها ؟.
عندما تمتثل الكرة المصرية لحكمة برايز وتعرف أن العيب في السستم لن نفقد لاعبين مثل مروان.