المنظمة العربية للتنمية الزراعية: معظم مشاريع الري بالمنطقة شيدت في حقبة لم تقدر ندرة المياه
الأحد، 23 أغسطس 2020 12:53 مسامي بلتاجي
الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بسرعة الانتهاء من أعمال المشروع القومي لتأهيل الترع المتعبة
الموازنة التقديرية لتأهيل 2900 كم من الترع في مصر 8.4 مليار جنيه
معظم مشاريع الري القائمة حاليا في المنطقة العربية، شيدت في حقبة زمنية لم يتم فيها التقدير المناسب لندرة المياه، كما أنها لم تشهد التطوير والتحديث وإعادة التأهيل، بما يحقق مواكبة التقنيات الحديثة، ومواجهة ما يكتنفها من تحديات ومعوقات؛ وذلك وفق دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف في الدول العربية، والتي أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية
وفي هذا السياق، نجحت وزارة الموارد المائية والري، في مصر، حتي 20 أغسطس 2020، في الانتهاء من طرح وتدبير الاعتمادات المالية لعدد 383 عمليه لتأهيل الترع بطول حوالى 2900 كيلو متر، بقيمة تقديرية، وصلت حوالي 8.4 مليار جنيه، فى زمام حوالي 1.2 مليون فدان، موزعة على 19 محافظة، هي: أسوان، قنا، سوهاج، أسيوط، المنيا، بني سويف، الجيزة، الفيوم، القليوبية، المنوفية، الشرقية، الغربية، الاسماعيلية، الدقهلية، دمياط، البحيرة، الإسكندرية، وكفر الشيخ؛ يأتي ذلك، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بسرعة الانتهاء من أعمال المشروع القومي لتأهيل الترع المتعبة؛ وفى ضوء خطة الوزارة لتأهيل وتبطين الترع، ضمن المشروعات التى يتم تنفيذها لترشيد استخدام الموارد المائية، كأحد محاور الاستراتيجية القومية للموارد المائية 2037، والتى تهدف إلى توفير الموارد المائية المطلوبة لكافة القطاعات المستفيدة من الموارد المائية.
وكذلك، تم الانتهاء من تأهيل عدد من الترع فى محافظات: الشرقية، بني سويف، أسوان، وقنا، بطول حوالي 180 كيلو متر؛ وتجري حاليا أعمال التأهيل بطول 420 كم، فى 15 محافظة، هى: أسوان، قنا، سوهاج، أسيوط، المنيا، الفيوم، الجيزة، القليوبية، الاسماعيلية، الشرقية، بني سويف، المنوفية، الدقهلية، البحيرة، والغربية.
وأوضحت دراسة المنظمة العربية للتنمية الزراعية، حول سبل تطوير الري السطحي والصرف في الدول العربية، أن المياه المفقودة من المجاري المائية أو القنوات الناقلة للمياه، من المصدر إلى الحقول أو المزارع، في الدول العربية، تقدر بكميات تصل نحو 50 مليار متر مكعب في السنة؛ حيث التسرب والرشح واستهلاك الحشائش والأعشاب، فضلا عن البخر.
وبحسب دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف في الدول العربية، تقدر كميات المياه المفقودة غلى المستوى الحقلي، في الدول العربية، بحوالي 37 مليار متر مكعب، سنويا، بسبب الممارسات الزراعية الحالية داخل الحقول؛ ولا تقتصر سلبيات الري السطحي، على هدر المياه في القنوات الناقلة أو على المستوى الحقلي، لكنه يمتد ليصيب الأراضي الزراعية، حيث ذكرت الدراسة، المشار إليها، أن 40 مليون هكتار (نحو 16187123 فدانا)، الدول العربية، تعاني من الملوحة، وفقا للدراسة التي أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية.
الدراسة ذاتها، حذرت من أن وقوع المنطقة العربية في أكثر مناطق العالم جفافا، يعد من أعظم التحديات التي تواجه المنطقة، إذ أدى ذلك إلى تدني مصادرها المائية، حتى أنه بالرغم من أن جملة هطول الأمطار على المنطقة العربية، تقدر بحوالي 2282 مليار متر مكعب سنويا، إلا أن 18% فقط من الأراضي العربية، هي المؤهلة لزراعات مطرية، وهي الأراضي التي تزيد فيها معدلات هطول الأمطار عن 300 ملليمتر، مما يعني حتمية وضرورة العمل بنظام الزراعات المروية بباقي الأراضي، لضمان زراعة مستقرة فيها، حسبما أشارت دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف في الدول العربية؛ لافتة إلى أن نسبة 85% من الأراضي المروية، تستخدم نظام الري السطحي والصرف، مما يسهم في تدني كفاءة استخدام وحدة مياه الري؛ وذلك، حيث أن الكفاءة الكلية للري السطحي في الدول العربية، تقل عن 40%، مما يعني فواقد مائية سنوية، تقدر بحوالي 91 مليار متر مكعب.
12 (7)
12 (8)
12 (9)
12 (6)