مليونير لكن «حافي».. يملك الملايين ويعيش على الرصيف (صور)
الأحد، 23 أغسطس 2020 05:42 م
قد يبدو لك من الوهلة الأولى مجرد عامل بسيط يحاول كسب قوت يومه، لكن لن تتخيل أبدا أنه مليونير مع إيقاف التنفيذ، يعيش داخل عشة مساحتها 10 أمتار، في مدينة الزقازيق، أمام إحدى العمائر.
في شارع عبد العزيز علي، بمدينة الزقازيق والمعروف بطريق موقف المنصورة، حيث الأبراج والعقارات الفخمة تمتد لمسافة أكثر من 4 كيلو، يسكنها الكثيرين من أصحاب المال والنفوذ والسيارات الأحدث موديل، تصادفك عشة الشاب الأربعيني، خالد فاروق أحمد، ناحية منشية السادات.
يطلق على خالد، لقب «المليونير الحافي»، حيث يعيش داخل عشة مساحتها 10 متر مزينة بقصاري الزرع، معروشة بالجريد، وغطاء بلاستيك، لكن بالنسبة لـ خالد هي الفيلا التي انتهى بها الحال بعدما ذهبت أملاكه، كما يقول خالد.
يصف خالد تلك العشة بقوله: الكنبة هي سريري، والمرآة المكسورة هي تسريحتي التي أرى فيها وجهي كل يوم وكيف فعل الزمن في شحوبه وكسره، على الزمن، وهذا الصندوق يحتوى على ملابسي، و ذاك الصندوق هو المطبخ، و هذا كرسي مكسور مزين حوله قصارى زرع و شجرة ريحان هو الصالون».
لعب الحظ بـ خالد، فالعمارة التي يسكن أمامها الأن في عشة كانت ملكه ورثها- كما يقول- عن والده، الذي كان يعمل في مقاولات البناء، بينما كان يعمل خالد في السابق في مجال نجارة المسلح، قبل أن يتزوج وينجب ثلاثة أبناء. يقول خالد: «لم أكن غنيا جدا ولكن كان الحال ميسور».
ويضيف: أعيش منذ عامين في هذه العشة، في ظروف غير آدميه، بعدما أعطاني الحظ الزهر و غدر بي الزمن، بعد وفاه والدى ورثت العمارة، و نظرا لوقوعها في موقع متميز، وانتشار الأبراج الشاهقة في المنطقة، قام العديد من أصحاب المنازل القديمة مثلي، بهدمها و إقامة برجا بدلا منها و بيعها نظام تمليك».
أراد خالد أن يفعل مثل جيرانه، لكن لم تكن لديه المقدرة على فعل ذلك لوحده، فاختار أن يتشارك مع آخر بالنصف، وبالفعل شارك سيدة أعمال مقابل بناء برج، على أن يكون نصيبه فيها وشقيقته 7 شقق والروف، لكن النهاية لم تكن سعيدة، إذ اختلف الشريكان، ليس على البناء وحسب بل على ملكية قطعة الأرض من الأساس.
يحكي خالد: «عشت في الأحلام الشقة التمليك في مثل هذا الموقع المتميز في منطقة سعرها يتعدى مليون جنيه، يعنى طبقا للأوراق والعقود التي معي أن أملاكي تتعدى 10 ملايين جنيه، وأنا من المليونيرات والزهر لعب، والأهالي ينادون على عم خالد المليونير».
ويضيف: «لكن قليل البخت.. بعد خروج السكان وهدم المنزل، قام الشريك ببناء 6 طوابق فقط، ووقعت مشاكل وأدعت ملكيتها للعمارة ودخلنا في نزاع قضائي على ذلك، فقررت محكمة تشميع العمارة لحين انتهاء النزاع وفقا لحكم المحكمة».
لم تكن تلك هي نهاية قصة المليونير الحافي وحسب، إذ لم يجد مكانا يعيش فيه، قبل أن ينفصل عن زوجته ويترك أولاده معها حفاظا عليهم من الشارع- كما يقول، وبالأخير لم يجد غير رصيف منزل والده ليأويه، على أمل العودة إلى منزله مرة أخرى.