الغضب الدولي يزداد.. عقوبات أوروبية تنتظر أنقرة والكشف الغازي مبالغ فيه
السبت، 22 أغسطس 2020 10:14 م
تثير تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة من الغضب لدى المجتمع الدولي، في الوقت التي تتزايد فيه توقعات بفرض عقوبات على أنقرة.
ووصف أعضاء بالكونجرس الأمريكي، السبت، التصرفات التركية في شرق المتوسط بـ"المتهورة"، حيث دعا نحو 16 عضواً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الإدارة الأمريكية إلى إدانة تصرفات تركيا.
ونقل تقرير لقناة العربية، عن مصادر رسمية يونانية، قولها إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على تركيا الأسبوع المقبل، وفى مشهد يؤكد نوايا تركيا الخبيثة وعدوانها على جيرانها وأطماعها، ذكرت وسائل إعلام يونانية أن قراصنة أتراك يخترقون مواقع للجيش اليونانى، وذلك وفق خبر عاجل لقناة العربية.
ونقلت صحيفة زمان التركية المعارضة عن خبراء في مجال الطاقة تصريحات أكدوا خلالها، أن التهويل الإعلامي لعملية الاكتشاف الأخيرة للغاز الطبيعي في البحر الأسود غير مبررة، وأن تركيا لن تستطيع التخلي تمامًا عن استيراد الطاقة من الخارج، حيث إنها تعتمد حاليًا على الخارج في 95 بالمئة من احتياجاتها.
في الوقت ذاته، علق رئيس مجموعة دراسات الطاقة في غرفة مهندسي الماكينات في إسطنبول، أوغوز تُرك يلماز، بقوله إن استخراج الغاز الطبيعي من الحقل الجديد المعلن اكتشافه، سيحتاج إلى ما بين 5 و10 سنوات على الأقل من أجل مد الأنابيب لنقل الغاز، مشيراً إلى أن الحقل يقع على بعد 170 كيلو مترًا من الشاطئ.
وأوضح يلماز أن تركيا تحتاج إلى 34 مليار متر مكعب سنويًا، لافتًا إلى أن هذا يعني أن الحقل الجديد يكفي احتياجات تركيا من الغاز لمدة 7-8 سنوات فقط، مضيفاً: "لا يمكننا استخراج الغاز مباشرة. يجب أولًا بدء أعمال الحفر، في حالة التمكن من حفر بئر واحد، فإن مرحلة الإنتاج تستمر 20-30 سنة. هذا يعني أن تركيا ستنتج 16 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، أي أنه يعادل 20-25% من احتياجات تركيا السنوية من الغاز الطبيعي".
وبحسب الصحيفة، قال خبير ومحلل الطاقة أوزجور جوربوز، إن وكالة رويترز أعلنت قبل يومين أن حجم احتياطي الحقل يتجاوز 800 مليار متر مكعب وهو حجم ضخم فعلا، لكن: "الرئيس أردوغان أعلن أن احتياطي الحقل 320 مليار متر مكعب فقط"، مضيفاً: حسب المعلن فإن استهلاك تركيا من الغاز في عام 2017 كان 53 مليار متر مكعب، وهذا يعني أن الاحتياطي المعلن رسميًا يكفي تركيا لنحو 6 سنوات فقط، بهذا الحجم لا يمكن لتركيا أن تكون دولة مصدرة للغاز بأي شكل من الأشكال.
وأوضح جوربوز أن هذا حجم الغاز المكتشف لا يتناسب مع المبالغة في التهويل الإعلامي له، وأن الغاز المكتشف قد يكون غير مجد اقتصاديًا، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج مقابل تراجع الأسعار عالميًا متأثرة بزيادة الإنتاج الأمريكي من الغاز.
واعتبر محمد أويوتشو، رئيس شركة الاستشارات الاستراتيجية “Global Resources Corporation” صاحبة الاستثمارات في مشروعات الطاقة العالمية، إعلان أردوغان، استخراج الغاز المكتشف في مياه البحر الأسود خلال ثلاث سنوات “غير منطقي”.