قطعة من أوروبا.. جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا جامعة مصرية تضاهى جامعات أوروبا بمصاريف أقل.. خالد الطوخى يضرب مثالا وطنيا نادرا رافعا شعار من الصعب أن تنشأ جامعة راقية دون أن يكون للمجتمع نصيب في هذا الرقي
السبت، 22 أغسطس 2020 08:15 م
في العمل العام نماذج هامة ومشرفة يعرفها الجميع، ويدرك فضلها كل الذين يتعاملون معها أو يتابعون أخبارها وإنجازاتها، من هذه النماذج الدكتور خالد الطوخي رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الذي تشعر وكأنه هو وجامعته كيان واحد، فقد أمتزج الكيانان حتى صار التفريق بينهما مستحيلا، فصار جامعة في رجل، وحملت الجامعة شخصيته وروحه وبصماته.
جامعة مصر للعلوم والتكتولوجيا
هذا الامتزاج النادر أدى إلى تفوق جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في جميع المجالات عن نظيراتها، حتى أصبحت الجامعة على قدم المساواة مع جامعات أوربا وأمريكا، بحرصه الدائم على تنميتها وتطويرها وتحديثها بكافة الإمكانيات العملية والعلمية والخبرات البشرية والبحثية، وبرسالتها الاجتماعية التي يوليها الطوخي عناية فائقة تكاد تضاهي اهتمامه بالجامعة نفسها، ففي حين أن غالبية الجامعات والمدارس رفعت من رسوم التعليم فيها حرص هو على عدم الانسياق إلى مغريات المكسب السريع، وأصدر قرارا بعدم زيادة المصروفات، دون الإخلال برقي المنظومة التعليمية ولا تفوق المجالات الدراسية، كما ظهر هذا الحس الوطنى السامي في حرصه المستمر على أن تكون الجامعة بيتا للمتفوقين والنابغين حتى لو بدون مصروفات بالمرة، ولهذا استمرت الجامعة في عادتها الحميدة، بقبول العديد من الطلاب غير القادرين كمنحة تعليمية منه إيمانا بأن العلم ليس حكرا على القادرين وإيمانا أيضا منه بأن أبواب الجامعة ستظل مفتوحة للجميع شرط التفوق والاستحقاق.
جامعة مصر للعلوم
" كان كل همي أحقق حلم أبويا، وكنت أتمنى دخول كلية الطب البشرى وحاولت واجتهدت ولكن بسبب الظروف لم أحصل على مجموع الطب"، كانت هذه صرخة من الطالبة نور الهدى عبد الغفار التي أبرزت وسائل الإعلام قضيتها التي تصل إلى حد المأساة، فقد توفى والدها قبل أسبوع من الامتحانات، بعدما أصيب والدها بفيروس كورونا، ودخل العناية بأحد المستشفيات في أول يوم للامتحانات مما أثر على تركيزها، وبعد أسبوع من حجزه بالمستشفي توفاه الله، ولكنها ظلت على ثباتها واستمرت في أداء امتحاناتها، وحصلت على 95%، وللأسف لم توفق الطالبة في الحصول على مجموع كلية الطب، وترددت صرختها دون أن تجد لها صدى يذكر، لكن ما أن سمع "خالد الطوخي" رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بهذه الصرخة حتى نهض على الفور لتحقيق حلم هذه الفتاة المجتهدة، وأبيها الراحل، وأصدر قرارا بقبول الطالبة المتفوقة على نفقة الجامعة، لكي لا يضيع حلمها هباء، ولا تقف الظروف بينها وبين تحقيق أمنيات الطلاب المجتهدين.
جامعه مصر للعلوم
قبل هذه الواقعة بأشهر قليلة تطوع خالد الطوخي أيضا بتقديم مستشفى الجامعة لتكون جنديا مخلصا في حرب الدولة ضد جائحة كورونا، وافتتح دار العزل التابع لمستشفى سعاد كفافى الجامعى، بصورة مشرفة أمام العالم على مساحة 5 أفدنة، وبسعة 190 سرير، حيث يشمل المبنى على 5 أدوار، مزودة بأحدث الأجهزة اللازمة، وفق أعلى المعايير الطبية، في لافتة وطنية نادرة التكرار، ليعطي الجميع درسا بليغا في الوطنية والفداء، ويعلم طلابه أن رسالة الجامعة لا تهدف أبدا إلى تكون الثروات ولا حصد الأموال، لأن الجامعة في الأساس لخدمة المجتمع وأنه من الصعب أن تنشأ مؤسسة راقية دون أن يكون للمجتمع نصيب في هذا الرقي.
د. سعاد كفافي
وإيمانا بدور المرأة في تكوين الشعوب ورفعا للظلم الذي مورس ضدها في كثير من العصور افتتح الدكتور خالد الطوخي قسما لصحة المرأة فى المستشفى والذى يهدف لخدمة كافة المواطنين فى شتى المحافظات، وجعل هذا القسم قسما خدميا غير هادف للربح، بل هادف إلى نشر الوعى ودعم الحق في العلاج، وتعد جامعة مصر أول جامعة مصرية خاصة تشارك مع الاتحاد الأوروبى فى تبادل طلابى كامل، ولها السَّبق الكامل في التعاون والتدريب مع الاتحاد الأوروبي، وشملت الاتفاقيات العديد من الجامعات العريقة بلندن وفرنسا ورومانيا، وتم سفر العديد من الطلاب فى دورات للتطبيق العلمى والتثقيفي واكتشاف الخبرات والتعاون المشترك.
خالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم
بهذا السلوك أصبح خالد الطوخي خير خلف لخير سلف، فقد ورث هذا النبل الأخلاقي من والدته الراحلة الدكتورة سعاد كفافى رائدة التعليم فى مصر وأيقونة العمل التربوى، حتى صارت الجامعة على قدم المساواة مع جامعات أوربا سواء في رسالته التعليمية أو رسالتها الاجتماعية، بالحرص الدائم على توفير كافة سبل التقدم والتنمية والتطوير والتحديث، وتذليل جميع العقبات أمام قيام الجامعة بدورها النهضوي، ليضرب مثالا للجميع بأن مصر قادرة على النهوض والتقدم بشرط توافر النوايا النبيلة والإرادة والحديدية والمتابعة الجادة، ولهذا شهدت الجامعة طفرات واسعة على كل المستويات، تعليميا وإداريا وثقافيا، وتوسعت لتصل الى 14 كلية آخرها كلية التمريض التى بدأ الطوخى فى تدشينها، لتنضم إلى قافلة كليات العلم والخير معا مع كلية الطب ومستشفاها التعليمي، وكلية الصيدلة والتصنيع الدوائي، وكلية طب جراحة الفم والأسنان، وكلية العلاج الطبيعي، اضافة الى كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية التكنولوجيا الحيوية، كلية الهندسة والتكنولوجيا، كلية تكنولوجيا المعلومات، كلية الاقتصاد و إدارة الأعمال، كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، كلية اللغات والترجمة، كلية الآثار والإرشاد السياحي، وإيمانا من خالد الطوخي بأهمية التحديث المستمر وعدم خضوع الجامعة لأية تقلبات مستقبلية سارع في تحويل الجامعة إلى جامعة ذكية موفرا لها البنية التحتية اللازمة من بنية تكنولوجية قوية وإمكانيات بشرية مدربة.
د. سعاد كفافى
ولأن الإنسان روح وقلب كما هو جسد وعقل، جعل خالد الطوخي من أوبرا جامعة مصر منارة ثقافية لفنانى مصر والعالم العربى، حيث فتح الأوبرا لتعليم الكبار والصغار جميع مجالات الفن والأدب، من فن تشكيلي وشعر ومسرح وغناء وباليه، ليتفرد طلاب جامعة مصر للعلوم التكنولوجيا بالثقافة كما تفردوا بالعلم والتفوق، وليفتح للوطن أفاقا جديدة من المعرفة الراقية والفن الراقي، إيمانا منه بأن هوية مصر الحضارية لابد أن تظل في قلوب الطلاب وأن المفردات الفنية المصرية لابد أن ترسخ في وجدان الجميع.