الأمن القومي المصري واحلال السلام في ليبيا
الجمعة، 21 أغسطس 2020 06:47 م
هدف واحد فقط تبحث عنه القيادة السياسية المصرية في ليبيا،ألا وهو الحفاظ على الأمن القومى المصري،والليبي، والعربى في هذه المنطقة التي انهكتها الحروب، والصراعات بسبب التدخل الأجنبي بغرض اقتسام ثرواتها، وهو ما ظهر جليا في محاولة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن يجد لبلاده موطا قدم في الأراضى الليبية، في مخطط خبيث لاستزاف النفط الليبى، وذلك لتعويض ما خسره اقتصاد بلاده المنهك عبر سنوات حكمه بسبب دعمه للإرهاب، وانفاقه المليارات على المرتزقة، والميليشيات في سوريا، وليبيا ،وغيرها بزعم محاولة إعادة ما يسميه الخلافة العثمانية، مع انه- أردوغان- يدرك جيدا استحالة استدعاء الموتى من التاريخ،لكنه بذلك المشروع " الخزعبلى" يدغدغ مشاعر المتأسلمين الذين يتخذهم كـ"حصان طروادة" لتحقيق أحلامه في نهب خير وثروات البلاد العربية.
لم ولن تكن لمصر يوما أطماع في دولة ليبيا الشقيقة التي تجمعنا بها أواصر الدم، والعرق، والدين فالشعب الليبى الشقيق امتداد للشعب المصرى تجمعنا العروبة ولا تفرقنا محاولات خسيسة لمستعمر يحاول أن يحتل ليبيا تحت مزاعم شتى، بحثا عن أمجاد جدوده الزائفة الذين ارتكبوا جرائم مروعة ليس في ليبيا فقط بل في العديد من الدجول العربية تحت مسمى الخلافة منذ ان احتل سليم الأول مصر، بعد هزيمته للمماليك بزعامة السلطان قانصوه الغوري دابق شمال حلب في 24 أغسطس عام 1516 ثم في موقعة الريدانية قرب القاهرة في 22 يناير عام 1517 وقيامه بشنق " طومان باى" وتعليق راسه على " باب زويلة" لتبدأ حقبة الاحتلال العثمانى لمصر وسوريا بل يحتل السلطان العثمانى سليم الأول العالم الإسلامى رمزيا وفعليا بعد أن سلم شريف مكة مفاتيح الكعبة للغازى العثمانلى.
أخيرا أدرك "فائز السراج" رئيس حكومة الوفاق الليبية أن مصر لا أطماع لها في ليبيا وهدفها لم شعب الأشقاء وإعادة اللحمة للبلد العربى العزيز علينا من جديد ما يحقق أمن مصر القومى، وأخيرا أدرك أن هدف مصر الأساسى هو احلال السلام فى ليبيا بعد شهور من المواقف الملتبسة التي تسببب فيها التدخل التركى الخبيث في الشأن الليبى.
إعلان حكومة الوفاق فى ليبيا اليوم الجمعة، وقف إطلاق النار فى كل الأراضى الليبية موقف شجاع، وتتويج للجهود المصرية التي دائما ما وضعت المصلحة الليبية نصب عينيها،وعملت على تحقيق وحدة الأراضى الليبية والحفاظ عليها من التقسيم.
المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق كان صريحا فى تأكيده على وقف النزاع، والتناحر، وهو ما جاء في بيان تاريخى واضح لا لبس فيه بقوله: "انطلاقا من مسؤوليته السياسية والوطنية، وما يفرضه الوضع الحالى الذى تمر به البلاد والمنطقة، وظروف الجائحة، يصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنى تعليماته لجميع القوات العسكرية بالوقف الفورى لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية فى كل الأراضى الليبية".
الاتفاق الليبى بالطبع لن يصب فى مصلحة السلطان العثمانى، والذى راح يروج لانتصار وهمى يغطى به على فشله فى ليبيا بإعلانه اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي في تاريخ البلاد، في البحر الأسود حسب زعمه، وبقوله نصا "فتح الله لنا طاقة خير كبيرة في مكان لم يكن بالحسبان" فى عبارة تفوح خداعا ودغدغة لمشاعر الداخل، والناخب التركى الذى فقد ثقته فى مشاريع أردوغان السياسية ومغامراته الفاشلة الداعمة للإرهاب والخراب.