رغم الشكوك الدائم حول نشاطها المتطرف في المنطقة العربية، تحاول قطر أن تضفي طابع رسمى على تحالفاتها الإقليمية خاصة مع تركيا وحكومة الوفاق في ليبيا، من خلال تدخل مباشر متصاعد داخل طرابلس، وإرسال مستشاريها العسكريين لدعم الميليشيات التابعة للحكومة هناك.
وأكد موقع ذى ناشيونال أن الاتفاق الثلاثى بين حكومة الوفاق وتركيا وقطر، الذى تم الإعلان عنه هذا الأسبوع، يهدف إلى تعزيز دور الميليشيات بالأراضى الليبية.
وكانت تركيا قد قدمت لحكومة الوفاق الليبية الأسلحة والخبراء والمرتزقة السوريين الذين قامت بتدريبهم، فى خطوة أدانها المجتمع الدولي على نطاق واسع بينما حذرت مصر من الاتفاق بين الدوحة وأنقرة وطرابلس الذى ينص على إقامة قاعدة بحرية لتركيا فى مصراته.
ويعتقدون الخبراء أن أنقرة التى تعانى من ضعف اقتصادها فى الوقت الراهن تعتمد على التمويلات القطرية من أجل توسيع تواجدها فى طرابلس،وقال أحد خبراء الدفاع إنه بعدما وصل الأتراك إلى حالة الجمود العسكرى فى ليبا، فإنهم يحاولون الآن بناء قدرات ولأنهم يعانون اقتصاديا، فإن القطريين يتدخلون تحت بند أنهم يريدون المساهمة.
ووفقا للموقع أكد فادى هوكورا، الخبير فى شون تركيا بمعهد شاتام هاوس البريطانى الصلة بين ضعف الموقف المالى لأنقرة وأموال الدوحة، وقال إن تركيا تحاول تعزيز علاقتها بقطر بعدما أصبحت الليرة التركية ضعيفة للغاية، مضيفا: قدمت قطر 15 مليار دولار من السيولة لتركيا.
وقال هاكورا إن أردوغان أراد أن يبرز نفسه كقوة لا غنى عنها فى المنطقة وكان حريصاً على إحياء الوعد الذى قدمته ليبيا من قبل للتجارة التركية، فقبل 10 سنوات، وقع أردوغان عقداً قيمته 16 مليار دولار بناء مع الرئيس الليبيى الراحل معمر القذافى.
وما أظهر مدى إصرار الأتراك على البقاء في المنطقة، وفقا لمحلل ليبى آخر هو الاتفاق الأخير بين طرابلس والدوحة وأنقرة.
وأشار توبياس بورك، من المعهد الملكى للخدمات المتحدة فى بريطانيا إلى أن خلاصة القول هى أن تركيا تحاول تعزيز وتوطيد من قامت به خلال الأشهر الأخيرة على الجانب الجنوبى من البحر المتوسط.
وكان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، قد حذر من تحول المعركة في ليبيا إلى معركة إقليمية، كاشفا عن أن نحو 30 ألف مرتزق أرسلتهم تركيا وقطر إلى ليبيا، وقال فى تصريحات لقناة العربية إن البلدين يعملان على تجنيد المتطرفين وإرسالهم إلى ليبيا.
وكان اللواء أحمد المسمارى، المتحدث باسم قائد الجيش الوطني الليبى، قال إن دخول قطر إلى الأرض في طرابلس جاء بقرار دول أخرى، موضحا أن سرت هى الملف الأهم.
وأضاف المتحدث باسم قائد الجيش الوطنى الليبى خلال مؤتمر صحفى: "سجلنا عدة محاولات لاقتحام سرت منذ الاتفاق على وقف النار"، لافتا إلى أن تركيا حشدت كل إمكانياتها لمعركة سرت بدعم مالى قطرى.
وأوضح اللواء أحمد المسمارى أنه على المجتمع الدولى إخلاء طرابلس من السلاح قبل التفكير في سرت، مشيرا إلى أن زيارة وزراء حرب تركيا وقطر إلى طرابلس دليل على التخطيط للهجوم على سرت.
وأوضح المتحدث باسم قائد الجيش الوطني الليبى أن زيارة وزراء حرب تركيا وقطر دليل على التخطيط للهجوم على سرت، مؤكدا أن قرار فتح منشآت النفط جاء نتيجة مفاوضات دامت أسبوعين.