السنة الهجرية.. كيف كان التقويم عند العرب قبل هجرة الرسول إلى المدينة؟
الأربعاء، 19 أغسطس 2020 03:51 م
تبدأ السنة الهجرية بشهر محرم يتبعه سفر ثم ربيع الأول ثم باقى الشهور حيث تستطلع دار الافتاء المصرية مساء اليوم الأربعاء، هلال شهر محرم من العام 1442 هجريا، بواسطة اللجان المنتشرة بأنحاء الجمهورية، لتحديد غرة الشهر ورأس السنة الهجرية فمكيف كان العرب يستخدمون التقويم وما نوعه قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة؟
بعد ثلاث عشرة سنةٍ من البعثة والدعوة في مكة المكرمة، أذن الله -تعالى- لنبيّه بالهجرة إلى المدينة المنورة وفق ابن إسحاق الذى أورد أنّ الهجرة النبوية كانت في السابع والعشرين من شهر صفر من السنة الرابعة عشرة من بعثة النبي محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، أمّا وصوله إلى المدينة المنورة فكان في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وذلك على اعتبار أنّ شهر محرّم الشهر الأول من السنة الهجرية.
يكشف كتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" وكذلك كتاب "مروج الذهب" للمسعودي أن العرب قبل الإسلام كانوا يستعملون السنة قمرية وكان بها 12 شهرا قمريا تضبط من رؤية الهلال إلى رؤيته ثانية إلى أن تغيرت تلك الأسماء وتوحدت في ربوع الأرض العربية لتأخذ صورتها المعروفة عليها منذ أواخر القرن الخامس الميلادي – في عهد كلاب – الجد الخامس للرسول محمد عليه الصلاة والسلام . وكما يذكر (البيروني) في سنة 412 م . وكان فيها أربعة أشهر حرم يقعدون فيها عن القتال ويقيمون فيها أسواقهم بعكاظ وغيرها ويحجون إلى الكعبة وهم آمنون فى سفرهم وإقامتهم من الغارات والسلب وقطع الطريق.
كما استخدم العرب في جاهليتهم الأشهر الشمسية في بعض فتراتهم ومناطقهم و رغم اعتماد العرب على شهور السنة القمرية، لم يعتمدوا تقويما خاصا بهم يؤرخون به أحداثهم ، في غالب أحوالهم .
تذهب مراجع عديدة إلى أن العرب اعتمدوا في تأريخهم لأحداث حياتهم الهامة على حوادث تاريخية محددة ، إذ أرخوا بما يلي : بناء الكعبة من قبل إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام (حوالي 1855 ق. م.) وفى عام العذر نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بني حمير إلى الكعبة عام 461 ق. م
وكذلك حادثة انهيار سد مأرب في اليمن في سنة 120 ق. م و وفاة كعب بن لؤي ، الجد السابع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم سنة 59 ق. م عام الفيل ، وهو العام الذي ولد فيه الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم سنة 571 م حرب الفجار ، وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها ، لتحارب قبائلهم فيما بينها في الأشهر الحرم.
يذكر أن الفاطميين هم أول من احتفلوا ببداية السنة الهجرية، واتخذتها الدولة الفاطمية عيدا رسميا لها، والذي كان يتميز بمظاهر الفخامة والبذخ، في رسالة تعكس الحالة الاقتصادية للدولة في ذلك الوقت وتأكيدا لقوتها، لاسيما أن الجانب الاقتصادي هو خير كاشف عن قوة الدول وفق الأثري سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية.