المشكلة أن المقايضة تطورت بشكل خطير خلال الأيام الأخيرة، حيث أصبح الشعب اللبنانى يقايض ملابسه والأجهزة الكهربائية بالمنازل من أجل الحصول على كيس حليب أو حصص غذائية وأدوية كي يستطيعوا استكمال حياتهم، وذلك لعدم قدرتهم على شراء السلع الغذائية فى ظل ارتفاع الأسعار، إضافة إلى الأضرار المتزايدة على حياتهم بعد تفجيرات مرفأ بيروت والتى خسر كثيرين بسببها مصدر رزقهم.
وفى جولة سريعة بين التدوينات على الجروب، نجد فتاة تقايض كرسى طفلها للحصول على الغذاء، وتقول: "كرسى أكل بحالة جيدة للمقايضة ع أيا شى غذائية"، فيما تقول أخرى، "فستان جديد نسوانى للمقايضة ع كيس حليب كليم"، كذلك عرضت أخرى ملابسها للمقايضة، وأضافت: "أوفرلو مخمل سهره مش ملبلبوس.. بدى قيضو على زيت قلى ومواد غذائية من عد العدس إذا بتريدو".
كذلك بحث آخر لطريقة من أجل الحصول على أدوية، فكتب "للمقايضة تلفزيون جديد.. عائلة محتاجة بداله الأدوية يلى بالصورتين وقنينة كبيرة زيت زيتون وقنينة كبيرة Vegetaline coconut oil.. وشكرًا جزيلًا"، وكانت هناك مقايضة أخرى قال صاحبها، "تياب رجالى بنطالونات كتان، وقمصان نضاف كتير قياس لارج.. للمقايضة ع مونة أكل، وحصة غذائية.. موجودين فى بيروت"، كما عرض أخر ممتلكاته للمقايضة، وكتب: "موجود بطرابلس بدى بدلو ع كيسين حفاضات لولو مقاس 1 وكيس حليب كليم كبير".
وفى تعريف الجروب لنفسه، كتب: "المقايضة هى أحد الأنظمة الاقتصادية التى كانت وما زالت تستخدم فى العديد من الأغراض التجارية، وتحمل معاملات المقايضة فى مضمونها تبادل المنافع من خلال تبادل السلع أو الخدمات بين طرفين.. كانت عملية المقايضة العملية السائدة فى التبادل التجارى فى حياة الناس قديماً قبل استخدام العملات النقدية وظهور مفهوم البيع والشراء النقدى، وعلى الرغم من التطورات الكبيرة فى العمليات المالية والتجارية، إلا أنّ مفهوم المقايضة ما زال مُستخدماً فى العديد من المعاملات المالية والتجارية".