أوغلو مهاجما أردوغان .. مشروع قناة إسطنبول خندق ستقع فيه تركيا
الإثنين، 17 أغسطس 2020 04:00 م
وجه رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو هجوما شديدا علي مشروع قناة إسطنبول التابع للحكومة التركية، مؤكدا أنه سوف يتسبب بتكاليف بناء فلكية، مع زيادة في التكلفة الضريبية على السكان بقيمة 100 مليار دولار.
من جانبه أطلق حزب الشعب الجمهوري المعارض، على قناة إسطنبول اسم "مشروع الخيانة"، في سلسلة من التغريدات على تويتر قائلًا : إن تركيا "تحفر خندقًا ستقع فيه" من خلال المشروع.
وقال إمام أوغلو إنّ الأضرار التي سوف تُسببها القناة لن تقتصر على إسطنبول، إذ سوف يؤثر المشروع سلبًا على اقتصاد تركيا وسياستها وبيئتها، كما شارك الشهر الماضي في عريضة على تويتر، دعا فيها 16 مليونًا من سكان أكبر مدينة في تركيا إلى الاعتراض على المشروع المثير للجدل.
من جانبهم قال 21 أكاديمياً شاركوا في تقرير لجمعية حماية الطبيعة عن الأضرار التي ستسببها قناة إسطنبول على المدينة والاقتصاد الكلي والسياسة الخارجية لتركيا، فضلاً عن البيئة، ستكون غير قابلة للإصلاح.
وقال التقرير إن مشروع الممر المائي الاصطناعي الذي يصنع وصلة ثانية بين البحر الأسود وبحر مرمرة عبر آخر مناطق الغابات المتبقية في إسطنبول في المنطقة الشمالية للمدينة الكبرى، سيحمل مياه شاطئ البحر الأسود المحملة بالتلوث إلى النظام البيئي الدقيق لبحر مرمرة.
وسيؤدي التطوير الحضري الجديد الناجم عن مشاريع الجسر الثالث على مضيق البوسفور ومطار إسطنبول الجديد الضخم وقناة إسطنبول إلى فقدان حياة بحرية فريدة قبالة شواطئ المدينة، فضلاً عن فقدان آخر غابات متبقية من المدينة القديمة التي تأسست قبل 8.5 ألف عام في حين يزيد عدد سكانها إلى مستويات غير طبيعية جديدة، حسبما جاء في التقرير.
وستؤدي الأضرار التي لحقت بالمياه الجوفية في إسطنبول إلى تدمير الأراضي الخصبة في منطقة تراقيا الشمالية بشكل كبير، مما سيؤدي أيضاً إلى تدهور سريع في جزء من الأراضي الصالحة للزراعة والتي تبلغ مساحتها 66 ألف هكتار وتقع معظمها في الجزء الشمالي من المدينة.
كما سيؤدي أي تسريبات من القناة إلى مكامن المياه الجوفية في إسطنبول إلى تملّح لا يمكن إصلاحه في الجانب الأوروبي من المدينة، كما ستصنع القناة أيضاً جزيرة من الجانب الأوروبي لإسطنبول، الأمر الذي سيجبر الحياة البرية على التكيف مع النظام البيئي للجزيرة أو مواجهة الهلاك، نتيجة لفقدان القدرة على السفر ذهاباً وإياباً في عمق تراقيا.
وقال التقرير "في مثل هذه الجزيرة التي من المتوقع أن تستسلم تماماً للمشهد الحضري، لا يمكن توقع استمرار وجود أنواع النباتات والحيوانات التي تعتمد على الأرض أو هبوط وطيران الطيور المهاجرة".
كما ستزداد البصمة الكربونية في إسطنبول بمقدار النصف تقريباً، من 49 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون إلى حوالي 71.3 مليون طن مع الزيادة المتوقعة في عدد سكان المدينة
وقال أستاذ الجيولوجيا ناجي غورور إن القناة ستواجه حتماً زلازل كبرى، مشيرا إلي أنه من المتوقع أن يحدث زلزال محتمل بقوة 7.3 درجة في منطقة مرمرة، بسبب الانهيار في خط صدع شمال الأناضول، قبالة شاطئ منطقة سيليفري في إسطنبول مما سيشكل الجانب الشرقي من القناة في حالة اكتمال المشروع. ويقول غورور إن مثل هذا الزلزال سيكون له تأثير على القناة أكثر من عشر درجات على مقياس ريختر.
وأضاف غورور أن الانزلاق أو الانكسار أو الالتواء في هيكل القناة في حالة حدوث زلزال سيؤدي إلى كارثة واسعة النطاق في حد ذاته.