بعد عدة أيام من اختفائها ومع المحاولات المضنية التي قامت بها أسرتها للوصول إليها، عثر عليها أخيرا ولكن داخل «فريزر» منزلها، الكائن في الطابق الخامس بأحد العقارات السكنية حديثة الإنشاء بمنطقة شارع زغلول، مقطعة إلى قطع صغيرة، لتصاب الأسرة بالهلع والرعب وتبدأ أجهزة الشرطة فك طلاسم القضية.
وشهد حى الهرم، جنوب محافظة الجيزة، جريمة بشعة، بعد عدة أيام من اختفاء ربة منزل، وبعد أن التمست أسرتها كل سبل الوصول إليها، عثروا على جثتها مقطعة داخل فريزر بمنزلها فى الطابق الخامس بأحد العقارات السكنية حديثة الإنشاء بمنطقة شارع زغلول، وفى نفس الوقت الذى يختفى فيه الزوج هو الآخر، وتنقطع كافة سبل الوصول إليه، ويثار حول الشبهات.
شهود عيان يكشفون الكواليس
في شارع جانبى مترفع من شارع ترعة زغلول لا يتجاوز عرضها الـ 10 أمتار، على ناصيته عقار يبدوا حديثًا، وفى الطابق الثالث منه كانت تقطن «أم آدم» مع أبنائها الاثنين «أدم وياسين» الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ4 و7 سنوات، على ناصية الشارع تجلس سيدة تبدوا فى الخمسينيات من عمرها، اقتربنا منها وسألناها عن "أم أدم".
قالت السيدة التى رفضت ذكر اسمها، إنه قبل الواقعة بعدة أيام فوجئت بأسرة "أم أدم" تبحث عنها، وعلى وجههم علامات الحزن والخوف، وبعد أيام من البحث، أبلغوا أجهزة الأمن التى تولت فتح الشقة وكسرها، وعثروا على جثمان السيدة مقطعة داخل ثلاجة لحوم بالمنزل.
وتابعت السيدة التى تبيع الخضروات على ناصية الشارع: "ماحدش كان مصدق إلى حصل "أم أدم" كانت ست طيبة، وعمرها مع عملت مشكلة مع حد، وكانت مهتمة ببيتها وعيالها، بس الشيطان شاطر، ضحك على جوزها لحد ما قتلها، ربنا يرحمها كانت ست بميت راجل.
في مواجهة العقار محل "بقالة" يجلس فيه شاب يبدوا في آواخر الثلاثينيات من عمره، تحدث معنا عن تفاصيل اختفاء "أم أدم" وما أظهرته الكاميرات، التي فرغته أجهزة الأمن حتى وصلوا لمكان اختفاء المجني عليها، يقول: "أم أدم وزوجها ساكنين في المنطقة من أكثر من 4 سنوات، وكان التعامل بينا قليل، في مرة بس طلب منى انقله بطاقة التموين من الفيوم للمنطقة، غير كده كل إلى بنا سلامات".
وتابع "محمود" الشاب الثلاثيني، قبل الواقعة بعدة أيام كانت "أم أدم" غاضبة عن والدها، بسبب خلافاتها مع زوجها هي عايز تشتغل وهو رافض، ويوم الثلاثاء الماضى عادت إلى المنزل، وشاهدتها يوم الأربعاء اشترت بعد احتياجات المنزل، وبعدها لم أراها مرة أخرى.
وأضاف "محمود"، أسرة "أم أدم" جاءت إلى المنطقة يوم الخميس يبحثون عنها، هم في الأصل من منطقة "نزلة السمان"، بعدما أجروا عدة اتصالات هاتفية بها ولكنها لم تجيب، صعدوا إلى المنزل وتركوا الباب كثيرًا ولكن لم يفتح لهم أحد فطلبوا تفريغ الكاميرات، وحينما رفض أصحاب بعض المحال ذلك، توجهوا إلى أجهزة الأمن وحرروا بلاغًا باختفاء ابنتهم وخوفهم من أن تكون أصيبت بمكروه، خاصة مع اختفاء زوجها هو الآخر.
بعد تفريغ أجهزة الأمن لكاميرات المراقبة، توصلت إلى أن الزوجة لم تخرج من المنزل منذ أن عادت إليه يوم الأربعاء، بينما غادر زوجها المنزل يوم الخميس في الساعة الـ9 مساءً وعاد مرة أخرى بعد 15 دقيقة تقريبًا من المغادرة، ولكنه لم تسجل خروجه مرة أخرى، ولم يعلم أحد كيف غادر المنزل وكيف اختفى، وحينما تواصلت أجهزة الأمن مع أسرته في الفيوم، قالوا إنهم لا يعرفوا عنه شيء.
التحقيقات كشفت أن أجهزة الأمن تمكنت من دخول المنزل بعد كسر الشقة، وبالبحث تم العثور على جثة السيدة "أم أدم" داخل فريزر لحفظ اللحوم متواجد داخل الشقة، مع بقايا بقع وآثار دماء في المنزل، وتعرفت أسرة الضحية عليها، وصدر قرار بالتشريح.
أحد جارات المجني عليها التي تقطن في الطابق العلوى من شقة "أم أدم"، تؤكد لـ"اليوم السابع"، أنه قبل العيد بما يقرب من شهر ونصف، كانت هناك خلافات بين "أم أدم" زوجها، وأنه رفعت عليه قضية نفقة وتمكين من منزل الزوجية، بسبب طرده لها من الشقة هي وأبنائها، ولكن زوجها قام بحل تلك الخلافات وعادت إلى المنزل.
وتابعت السيدة الأربعينية، قبل اكتشاف الجريمة، جاءت أسرة المجني عليها من بينها والدها، الذي سألها عما إذا كانت شاهدت ابنته ولكنها أخبرته بأنه لم تراها منذ عدة أيام، وعلمت منه أن أبناء "أم أدم" "ياسين وأدم" مقيمين معه في المنزل، حيث أنه اعتاد على اصطحاب الطفلين ليقيما معه غالبية أيام الأسبوع ما عدا يومي الخميس والجمعة يعودون فيه إلى والدته.