محمد وحيد: أمامنا فرص اقتصادية تاريخية فى أفريقيا.. وزيارة رئيس الوزراء للسودان فاتحة خير
الأحد، 16 أغسطس 2020 03:58 م
قال محمد وحيد، رئيس مجلس إدارة كتاليست ومؤسس منصة جودة للتجارة الإلكترونية، إن ما يحققه الاقتصاد المصرى من نمو وطفرات واضحة فى عديد من القطاعات، يتطلب امتلاك رؤية شاملة للتوسع الإقليمى، وتوافر مجال حيوى يسمح بمزيد من النمو والتمدد إنتاجيا وتسويقيا فى أسواق جديدة وذات طلب عال على نوعيات عديدة من السلع والخدمات، وهو ما يتحقق بقوة فى الأسواق الأفريقية، التى تمثل فرصة اقتصادية تاريخية للاستثمار والإنتاج والتصدير بالنسبة لقطاعات الاقتصاد المصرى.
وأضاف مؤسس أول منصة إلكترونية لتجارة المنتجات المصرية، أن الدولة تعى تماما أهمية الظهير الأفريقى بالنسبة للاقتصاد والسياسة فى مصر، وحجم ما يمكن أن يوفره من دعم لخطط البناء والتنمية والعمل المشترك وخلق أسواق إضافية للمنتج المصرى، وهو ما تؤكده زيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولى للسودان أمس، على رأس وفد رفيع المستوى من الوزراء والمسؤولين، لمناقشة عديد من الملفات بينها مشروعات التنمية والربط الكهربائى والاستثمار المشترك وغيرها، متابعا: "الزيارة فاتحة خير مهمة للغاية، ليس لأنها تعيد الأوضاع السياسية إلى ما كانت عليه قبل سيطرة الإخوان على السلطة فى السودان فقط، ولكن لأنها تمثل قفزة واسعة وضرورية باتجاه خلق تعاون اقتصادى وتنموى يحقق التكامل بين الخبرات المصرية والموارد والمتطلبات فى أسواق شابة مثل الأسواق الأفريقية، إضافة إلى أن تلك الخطوة يمكن أن تكون مقدمة لمزيد من الاتفاقات والتحالفات مع المحيط الأفريقى، لا سيما الدول النامية التى يتوافر لديها طلب واسع على عديد من السلع والخدمات، مع قدرات تشغيلية وبنية تحتية يمكن توظيفها فى ابتكار مشروعات مشتركة، بما يُشبع هذا الطلب ويفتح لمصر منافذ إضافية إقليميا".
وأكد رئيس مجلس إدارة كتاليست المتخصصة فى ريادة الأعمال والحلول المبتكرة للتجارة والخدمات، أن كثيرا من الأسواق التى تتواجد فيها المنتجات المصرية حاليا تبدو مُتخمة بالسلع والمنتجين، ولا تمتلك مزيدا من فرص النمو واستيعاب مزيد من الفوائض الإنتاجية، فضلا عن شراسة المنافسة ومخاطر التشبع، وفى المقابل فإن الأسواق الأفريقية ما تزال ساحة بكرا للغاية، وتملك قائمة احتياجات طويلة للغاية، فضلا هياكل اقتصادية ناشئة بدون أعباء باهظة فى الاستثمار والتشغيل وكُلفة الإنتاج، لذا فإن الاتجاه إلى تلك الأسواق يبدو أكثر فائدة، أولا لأنه يُعمق العلاقات ويزيد الروابط السياسية والاجتماعية، كما يمنح مصر حضورا مؤثرا وتنافسية كبيرة حتى مع التحولات المستقبلية المتوقعة، فضلا عن الاستفادة من الطلب المرتفع والحاجات الغزيرة لمواطنى تلك الدول، ومن توافر مدخلات الإنتاج ومحدودية التكلفة الاستثمارية والأعباء الحكومية والأيدى العاملة، وفى ضوء كل تلك المزايا فإن المبادرة بالاتجاه جنوبا وتدشين مشروعات استثمارية مباشرة فى الدول الأفريقية، أو فتح قنوات تجارية مع تلك الأسواق، أو البحث عن فرص للتعاون والعمل المشترك فى المشروعات الكبرى أو برامج ريادة الأعمال والمحطات الإنتاجية المحدودة، تمثل خيارا مهما وعاجلا فى الوقت الراهن والمدى القريب، باعتبارها فرصة تاريخية تفتح الباب لمزيد من النمو وتحسين الاقتصاد المصرى وإنعاش الأسواق الأفريقية فى إطار حالة تنموية تكاملية شاملة.
وشدد "وحيد"، على أن مكونات الاقتصاد المصرى لديها من التنوع ما يضمن لها تحقيق حضور واسع ومؤثر فى الأسواق الأفريقية، سواء من خلال ابتكار شراكات ومشروعات إنتاجية مباشرة فى تلك الأسواق، أو اجتذاب المواد الخام والمدخلات الصناعية منها، أو توفير سلاسل الإمداد والتموين والمراحل التحويلية والخدمات اللوجستية لربط تلك الدول بالعالم، لافتا إلى أن الكيانات الصناعية العملاقة فى مصر يمكن أن تحضر بقوة فى الأسواق الأفريقية، كما يمكن أن تستفيد شركات الإنتاج والتصنيع الزراعى من موارد وقدرات تلك الدول، لكن تظل الفرصة الأكبر لريادة الأعمال والمشروعات المتوسطة والصغيرة وبرامج التكامل فى القطاعات الإنتاجية المحدودة، بوصفها أقدر على إشباع الاحتياجات الأولية المحدودة بكُلفة أقل، وامتلاك مرونة حقيقية فى التأقلم والتحول وتغيير مكونات النشاط وفق طبيعة الاحتياجات وتحولاتها.
جدير بالذكر، أن محمد وحيد رائد أعمال شاب، أطلق عددا من المشروعات الرائدة على مدى خمس عشرة سنة، وحقق نجاحات عديدة فى قطاعات التجارة والعقارات والخدمات، ومؤخرا أسس مشروعه الجديد مُمثلا فى شركة "كتاليست" المتخصصة فى ريادة الأعمال والحلول المبتكرة للتجارة والخدمات، التى أطلقت أولى علاماتها التجارية أواخر يناير الماضى من خلال منصة جودة للتجارة الإلكترونية، أول سوق رقمية لتجارة المنتجات المصرية، التى فتحت باب تسجيل العارضين بالإعلان عن حزمة من المزايا التسويقية والخدمية، وشبكة واسعة من الشركاء والموزعين ومقدمى خدمات النقل وأنظمة السداد النقدى والإلكترونى، فضلا عن برامج للتدريب والتأهيل والدعم الفنى لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة، بينما قال "وحيد" فى تصريحات صحفية سابقة إن "كتاليست" تُخطط خلال الفترة المقبلة لإطلاق مزيد من العلامات الرائدة فى مجالات خدمات النقل الذكية ومنصات التشغيل المستقل، كما تسعى لإبرام اتفاقات وتحالفات مع شركاء صناعيين من مصر وعدة دول إقليمية، بغرض تعزيز فرص الدعم والمساندة لرواد الأعمال، وتسهيل نفاذ المنتجات المصرية للأسواق الخارجية، وصولا إلى إنشاء سوق إقليمية مُتكاملة تكون بمثابة حاضنة للمشروعات الصغيرة، بغرض تطوير القدرات الإنتاجية والتجارية، وتعزيز الإيرادات وفرص نمو الاقتصادات الناشئة بالمنطقتين العربية والأفريقية.