هل نواجه موجة ارتدادية لكورونا؟
السبت، 15 أغسطس 2020 09:34 مأحمد سامي
مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية: الموجة الأولى من الفيروس لم تنتهى .. ووجود لقاح روسى يساعد على تقليل العدوى
رئيس اللجنة العلمية للمكافحة بالصحة: مصر لم تدخل في مرحلة الموجة الثانية.. وارتفاع الاعداد نتيجة عدم الحذر
رئيس اللجنة العلمية للمكافحة بالصحة: مصر لم تدخل في مرحلة الموجة الثانية.. وارتفاع الاعداد نتيجة عدم الحذر
عادت إصابات فيروس كورونا المستجد للتزايد، بعد قرابة شهر من الانخفاض في أعداد الإصابات الجديدة في مصر، والذي وصل إلى أدنى المستويات بتسجيل 112 إصابة جديدة فقط يوم 4 أغسطس الماضي، وبدأت الإصابات ترتفع مرة أخرى بشكل تدريجي، ما فتح باب الحديث عن احتمالية بدء الموجة الثانية أو الارتدادية من الفيروس في مصر، التي سبق وحذر الكثيرون منها خلال الفترة الماضية.
ويعول المصريين علي اللقاح الروسي الذي أعطت منظمة الصحة العالمية الضوء الأخضر لروسيا بشأن بدء الإنتاج الصناعي له، والذي تلقت ابنة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين جرعة منه، وطلبت عشرين دولة أجنبية مسبقا "أكثر من مليار جرعة" من اللقاح الروسي ضد كوفيد-19 الذي دخل المرحلة الثالثة من التجارب.
الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، قال أن ما يحدث من زيادة أعداد خلال الفترة الحالية هو أمر طبيعي، متوقعا زيادة فى عدد الإصابات بكورونا بسبب عيد الأضحى والانتقال بين المحافظات، مؤكداً أن شدة الفيروس بالدولة قلت وعدد الوفيات قل عن قبل، وكذلك الحالات البسيطة ضعيفة جدا، والحالات التى تحتاج رعاية قليلة جدا، مشيرا إلي إن وجود لقاح روسى للتطعيم ضد مرض فيروس كورونا يساعد على تقليل العدوى، موضحًا أن اللقاح فى مرحلته الثالثة سريريا، ويحدث عند التطعيم باللقاح سخونة فى الجسم.
وأكد تاج الدين، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن الموجة الأولى من فيروس كورونا لم تنتهى حتى نتحدث عن موجة ثانية، وأن هناك توصيات دائمة من إدارة أزمة كورونا بالبقاء على أتم الاستعداد باستمرار وتقوم باتخاذ الاجراءات الاحترازية، لذلك تم وضع 21 مستشفى عزل فى جميع المحافظات، إذا ارتفع العدد بالإصابات تكون الدولة مستعدة لاستقبال الحالات المصابة، مشدداً على ضرورة التزام المواطنين باتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى بعد وجود تطعيم، مشيرًا إلى أن التطعيم يكون نسبته 75%، وهناك أشخاص جسدها لا يقبل التطعيم.
وأوضح مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، إن الارتفاع والانخفاض في نفس الموجة يسمي بالموجة الارتدادية، التي تحدث غالبا بسبب إحساس الأمان الزائف لدى الناس أن الفيروس انتهى، فنجد ندرة في ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، مشيرا إلي أن وجود لقاح ربما يقي إلى حد ما من الموجة الثانية إذا كانت النتائج مبشرة، إلا أنه ليس حل نهائي لأن أغلب الفروض أن اللقاح سيقلل من فرصة العدوى ولن يمنعها تماما وفي حال حدوث عدوى سيقلل من شدة الأعراض.
الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، قال من جانبه أن ما يحدث من زيادة أعداد هو موجة ارتدادية لإصابات كورونا في مصر بسبب تخفيف المواطنين لإجراءاتهم الاحترازية خلال إجازة عيد الأضحى، لافتاً إلى أن المواطنين تناسوا أن الفيروس مازال موجود ولم ينتهي ولم يراع التباعد وارتداء الكمامات، وكان هناك تنقل كبير بين المحافظات، وكنا نتوقع ذلك بشدة لأنه نفس الشىء حدث في أيام عيد الفطر، وفى الأعياد تكون حركة كثيفة بين المحافظات وتجمعات كبيرة على السواحل والشواطئ
وأضاف حداد في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة"، أن الاجراءات التي اتخذتها الصحة في الفترة الحالية من إعادة مستشفيات العزل مرة أخري لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد جاءت نتيجة زيادة الأعداد والحالات المصابة ، مضيفا أن مستشفيات العزل مستعدة في حالة أي زيادة في الحالات والتي تحتاج رعاية مركزة فكل ذلك موجود ومتوفر، وأنه لا توجد حالات تحتاج للمستشفى والعديد من الحالات تُعالج في المنازل، مؤكدا أنه على مستوى الدولة والمستوى الطبى لم نفقد العزيمة والاستمرارية والمتابعة.
وأوضح حداد، أنه حتي الأن لا نعرف طبيعة الفيروس، وهناك احتمالات للموجة الثانية المتوقعة في فصل الشتاء أو الخريف، وهي أن تكون ضعيفة، كنهج جميع فيروسات كورونا السابقة مثل سارس وميرس والتي جاءت موجاتها المتوالية بعد الأولى أضعف، متمنيًا أن يتبع كوفيد-19 نفس نهج باقي فيروسات كورونا، ولكن الاحتمال الثاني أن تكون بنفس قوة الموجة الأولي أو أعنف منها كما حدث في الأنفلونزا الاسبانية، مؤكدًا أنه وفقًا للسياسة الصحية الأمثل، يجب الاستعداد للموجة الثانية حسب السيناريو الأسوأ.
من جانبه أكد الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، أن مصر لم تدخل في مرحلة الموجة الثانية من فيروس كورونا وإنما ارتفاع فى الأعداد نتيجة عدم الحذر، ولكنه مازال موجود وان انخفضت الإصابات وما يحدث فى العالم فى تراجع للإصابات لكن الفيروس لايزال موجود، مضيفا أن هناك توقعات بوجود موجة ثانية من إصابات كورونا فى الشتاء وهو نفس موسم وجود الانفلونزا.
وأضاف حسني، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أنه يجب الحذر واتخاذ كامل الإجراءات الاحترازية وفى مقدمتها الكمامة، وقال إنه لم يتم الانتهاء من الوباء، ولكن بشكل كبير تم السيطرة عليها، بفضل جميع الجهات، مضيفا أن الدولة نجحت فى تجاوز تحديات كبيرة فى فترة انتشار الفيروس منها امتحانات الثانوية العامة، مطالبا المواطنين اتخاذ التدابير الاحترازية بقوة للحفاظ على صحتهم، ولقاح كورونا يسير بخطوات سريعة متخطيا تصنيع الدواء، وخلال أسابيع سيتم إتاحة اللقاح.
وأوضح حسني أن الزيادة التى شهدتها الإصابات مؤخرا طفيفة وغير مؤثرة بشكل كبير، لذا عادت الوزارة للسيناريو القديم مع وجود بعض الإجراءات المختلفة، حيث تذهب الحالة إلى المستشفى، ويتم إجراء الأشعة وتحاليل الدم وحال تم تشخيصها كإيجابي كورونا يتم تحويلها لمستشفى عزل، لافتا إلى أن الصحة لن تُعيد فتح نزل الشباب أو المدن الجامعية مرة أخرى، مع صرف الدواء للمخالطين بشكل كامل، وهناك أكثر من 17 تجربة سريرية على لقاحات كورونا.
وكان قد أعلن الرئيس الروسي التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا وتلقي ابنة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين جرعة من اللقاح في إشارة للعالم إلى مدى ثقة الروس في اللقاح المنتج، وقال فلاديمير بوتين "على الرغم من أنني أعلم أنه يعمل بفاعلية كبيرة، إلا أنه يشكل مناعة مستقرة وقد اجتاز اللقاح جميع الاختبارات اللازمة"
وأعلن رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف أن الإنتاج الصناعي الرسمي للقاح سيبدأ الشهر المقبل، وسيتم توزيعه في الأول من يناير 2021، وأن نحو 20 دولة أجنبية قد طلبت مسبقا "أكثر من مليار جرعة، "، مضيفا إن اللقاح أُطلق عليه تسمية “سبوتنيك في”، تيمّنا باسم القمر الصناعي السوفييتي، وهو أول مركبة فضائية وضعت في المدار، و”في” تمثل أول حرف من كلمة لقاح في عدة لغات أجنبية.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جسارفيتش، أن المنظمة على اتصال وثيق بالسلطات الصحية الروسية، والمناقشات جارية فيما يتعلق بالتأهيل المسبق للمنظمة بخصوص اللقاح، ولكن مرة أخرى يشمل التأهيل المسبق لأي لقاح مراجعة وتقييما صارمين لجميع بيانات السلامة والفعالية المطلوبة".