من القتل إلى التنقيب عن الآثار.. اللعنة تحل على قصر أندرواس باشا بالأقصر
الإثنين، 10 أغسطس 2020 05:00 م
تحول قصر أندرواس باشا بالأقصر إلى لعنة تصيب ورثته، فلم تكن واقعة القبض على 4 أشخاص في اتهامهم بالتنقيب عن الأثار داخل القصر هى الأولى، فقد شهد القصر عام 2003 جريمة قتل بشعة حيث تم العثور على جثتي ابنتي توفيق باشا أندراوس، نائب مجلس الأمة في ثورة 1919، ملقاة على الأرض داخل القصر.
وتحفظت نيابة الأقصر على 4 أشخاص بينهم سيدة حصلت على حكم قضائي بالتمكين في يونيو الماضي عقب ضبطهم أثناء تنقيبهم عن الآثار بداخل قصر أنداروس باشا المقام على أطلال معبد الأقصر، لحين الانتهاء من جمع التحريات حول الواقعة بمعرفة ضباط إدارة شرطة السياحة والآثار بالمحافظة، حيث أنكر المتهمون بواقعة التنقيب عن الآثار بداخل قصر أندراوس باشا التاريخى المقام على أطلال معبد الأقصر، التهم الموجهة إليهم من جانب النيابة العامة، بالحفر والتنقيب خلسة عن الآثار، بقصد بيعها والاتجار فيها، وفقًا لقانون العقوبات بموجب المادة 41 من القانون.
وأنكر المتهمون أمام النيابة تنقيبهم عن الأثار، وأضافوا أن رجال الشرطة هم من اكتشفوا مكان الحفرة العميقة التي عثر عليها بداخل غرفة بالطابق الأول من القصر، وأنهم لم يلحظوها من قبل، وأنهم فوجئوا بوجودها، مؤكدين على أن القصر ظل مغلقًا لسنوات طويلة، وزاره الكثير من الورثة خلال السنوات الماضية، لذا فإنه من المحتمل أن يكون أحد الأشخاص استغل ذلك وقام بالحفر والتنقيب عن الآثار بداخل القصر.
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى رجال شرطة السياحة والآثار بمديرية أمن الأقصر، إخطاراً من مفتشى معبد الأقصر يفيد بوجود نواتج أعمال حفر خلف قصر أندوراس التاريخى بكورنيش النيل، مما آثار حفيظتهم وشكوكهم حول وجود عمليات تنقيب عن الآثار داخله، وعلى الفور إنتقلت قوة من رجال شرطة السياحة والآثار بمعرفة كل من المقدم حسام الدين محمد علي، رئيس مباحث شرطة السياحة والآثار، ووكيل النائب العام لمعاينة القصر والتأكد من البلاغ، وبمعاينة القصر تبين وجود حفرة 6 أمتار أسفل القصر من ناحية المعبد، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ونجح رجال شرطة السياحة والآثار بالأقصر، بعد معاينة القصر والموقع فى ضبط 4 أشخاص بينهم سيدة من ورثة القصر وإبنها وعامل وحارس، وتم تحرير عن ذلك المحضر رقم 8636 لسنة 2020 إدارى قسم شرطة الأقصر، وجارى التحقيق مع المتهمين بمعرفة رجال النيابة العامة.
ويعد قصر «يسى أندراوس» أشهر وأغلى منزل فى جميع أرجاء محافظة الأقصر، حيث ظل قصر «توفيق باشا أندراوس» الواقع فوق معبد الأقصر فى الواجهة المطلة على النيل مباشرة، مكان يحيطه الغموض لسنوات طويلة خاصة بعد قيام ثورة 1952م، ورحيل معظم أفراد عائلة يسى أندراوس شقيق توفيق باشا اندراوس عن المنزل المجاور لمنزل توفيق أندراوس، فى حين ظللن بنات توفيق فى القصر رافضات الرحيل عنه، ويبلغ سعر القصر الذى طلبه الورثة لبيعه للمتقدمين للشراء حوالى 75 مليون جنيه.
وحتى الفترة الأخيرة كان لا يتم السماح بدخول القصر إلا للقليل، حيث إنه ذو شهرة كبيرة بالمحافظة، ويتناوله أهالى الأقصر بالعديد من الحكايات عن التحف والمقتنيات الأثرية الموجودة به، ومنها قصة سيارة جميل بك، ابن توفيق باشا انداروس، وهى من أوائل السيارات التى شاهدها الناس بالأقصر، ويقال إنها مطلية بماء الذهب وبعد وفاته قامت أخواته البنات بإدخال السيارة إلى داخل البيت فى قلب حجرة أخيهم.
وشهد القصر جريمة قتل بشعة حيث تم العثور على جثتي ابنتي توفيق باشا أندراوس، نائب مجلس الأمة في ثورة 1919، ملقاة على الأرض داخل القصر يوم الاثنين الموافق 7 يناير 2013، حيث وجدت جثتهما ملقاة في كل غرفة منفصلة عن الأخرى واحدة منها مضروبة بالخلف بآلة حادة والأخرى مضروبة من الأمام.
وعندما تمر بجانب القصر لا تجد فيه أى علامة من علامات الحياة أو وجود اشخاص يعيشون به، وكان الغريب فى الأمر أنه فى الأسبوع الأخير قبل مقتلهن شوهدت لودى وصوفى فى المدخل الصغير أمام البيت وهن يجلسن بحثا عن دفء الشمس والغريب أن هذا حدث أكثر من مرة فى أسبوع واحد، وهو أمر غير معتاد منهن، بل إن هناك من شاهدهن وهن يتحدثن مع عدد من السائحين والمارة فى الشارع وسائقى الحنطور الموجودين فى هذه المنطقة بشكل كبير، بل إن أحد الشهود قال إنه شاهد أحد سائقى الحنطور يجلس معهن فى شرفة المنزل فى الطابق الأول.
أما القصر، الذى يعد حتى الآن هو الشاهد الوحيد على الجريمة، فكان أيضا شاهدا على العديد من الاحداث التاريخية، فإذا نظرنا إلى قصر توفيق اندراوس أو بيت الأمة أو بيت الأقصر الكبير، كما أطلقت عليه الأديبة فوزية أسعد فى روايتها الشهيرة «بيت الأقصر الكبير» نجد أنه تحول عام 1921 إلى مكان دولى ممنوع الاقتراب منه من أجل استقبال الزعيم الوفدى سعد زغلول.
وتعتبر عائلة أندراوس باشا بالأقصر من أثرى العائلات ذائعة الصيت منذ زمن، حيث إن توفيق باشا أندراوس هو أحد رجال الحركة الوطنية المصرية خلال ثورة 1919 ونائب الأقصر لثلاث دورات بمجلس الأمة ولم تنتخب الأقصر نائبًا غيره فى تلك الفترة، وأحد الأصدقاء المقربين للزعيم الراحل سعد زغلول باشا، والذى زاره فى قصره.