الإخوان يفضحون الإخوان.. خناقة بلال فضل ومذيع الجزيرة تكشف الصراع الشرس على التمويل المشبوه
السبت، 08 أغسطس 2020 09:46 مأيمن عبد التواب
- اتهامات متبادلة و"وصلات ردح" بين إعلاميي الجماعة الإرهابية في قطر وتركيا.. ومرتزقة التنظيم يعترفون بتنفيذ أجندة تخريبية بتمويل قطري
"الخناقة" الأخيرة بين الإعلامي الإخواني أحمد منصور، المذيع في قناة الجزيرة من جهة، وبين الكاتب الهارب المحسوب على الإخوان، بلال فضل، الذي كان يقدم برنامجًا على تليفزيون العربي القطري، من جهة ثانية- أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الإعلاميين المصريين الهاربين إلى تركيا وقطر، والناطقين بلسان حال أنقرة والدوحة، ما هم إلا مجموعة من المرتزقة.. ولاؤهم للمال، ويبيعون كل شيء من أجله؛ الشرف، العرض، الأرض، الأهل، والوطن.. وأنهم كالنائحة المستأجرة، ومستعدون للنباح على أي شخص «من أجل حفنة رز وخمسين درهم»..
وقبل أن نُتهم بالتجني عليهم، وأننا نشوه صورتهم، ونسعى إلى شيطنتهم، سوف ننقل الصورة «المتداخلة» وتفاصيل «الخناقة» المعقدة، لنتعرف على أصل الصراع بين الطرفين، ولصالح مَن يسعى كل طرف لتشويه الآخر، وهل هذه «الخناقة» هي الأولى، أم سبقتها «خناقات» أخرى؟ وهل هذا «الردح» الإلكتروني من أجل مبادئ ومُثل عليا، أم مجرد «هوهوه» و«نباح» خوفًا من ضياع «السبوبة»؟
أردوغان أصل الخناقة
تفاصيل «الخناقة» الإلكترونية بدأت في أعقاب يوم الجمعة، الموافق الرابع والعشرين من شهر يوليو الماضي، بسخرية بلال فضل من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنشر صورتين له على حسابه بموقع فيسبوك؛ الأولى وهو محاط بمطربة تركية، وعدد من النساء السافرات المتبرجات، ومصحوبة بتعليق «طول السنة».. والثانية وهو يقرأ القرآن داخل متحف آيا صوفيا، بعد قرار الحكومة التركية تحويله إلى مسجد، مصحوبة بتعليق «أيام الامتحانات»! كما نشر بلال صورة لرئيس الشؤون الدينية التركي، علي أرباش، حاملًا سيفًا، ومتكئًا عليه أثناء صعوده على منبر «آيا صوفيا»، وعلق عليها ساخرًا: «خد سيف، وكمان سيف»!
سخرية بلال فضل من أردوغان، وإهانته له هو ورئيس الشؤون الدينية التركي «أرباش»، لم ترق لعبيد السلطان العثماني.. فقد استشاط المذيع الإخواني أحمد منصور، غضبًا، وانبرى للدفاع عن أردوغان، واتهام بلال فضل «تلميحًا» بأنه «علماني تافه سفيه يبحث عن الشهرة ورضا أسياده».. وأنه «يتخذ من التطاول على الدين الدين وثوابت الأمة ورموزها بضاعة يروّجها تحت شعار حرية النقد وذلك من خلال مقالات ساذجة وروايات فارغة وبرامج تافهة» وفق تعبيره.
اتهامات متبادلة بين منصور وبلال
بلال لم يصمت على تغريدة «منصور»، فكتب على «فيسبوك»: «لو انت من أنصار فكرة عدم السخرية من الرموز سواء الدينية أو السياسية أو الوطنية أو أي شيء تظنه رموز، فانت بالتأكيد جاي هنا غلط، ويستحسن تصلّح هذه الغلطة فوراً، وتروح مكان تاني تعظّم فيه رموزك اللي لا تخصني ولا تلزمني في شيء، والكلام نفسه ينطبق عليك لو كنت من الراغبين في شرح الإفيهات واستخراج مواضع السخرية من النص وعمل دراسات نقدية للميمز والكوميكس، ودي كلها ممارسات بضينة لا أؤمن بيها، لإن الإفيه ما يتشرحش، يا تلقطه يا تحل عن سماه وما تفطّسوش.. هتلاقي على هذه الصفحة من حين لآخر أشياء مختلفة ومتنوعة غير السخرية، وربما تجد فيها ما يفيدك أو يمتعك، ولو لقيت حاجة مزعلاك، فيمكن الرجوع إلى التعريف الدائم للصفحة واللي باقول فيه: إذا أغضبك ما أكتبه ارحم نفسك بالأنفولو ودع ما يغيظك إلى ما لا يغيظك فالحياة قصيرة».
الحرية الإخوانية والسحق بالأحذية
رد بلال فضل على تغريدة أحمد منصور جعلت الثاني يستشيط غضبًا، واتهمه «تلميحًا» أيضًا، بـ«الزندقة»، وأنه والذين يسخرون من أردوغان، تسللوا لمواقع صحفية، وقنوات تليفزيونية ويروجون للإلحاد، وأن هؤلاء «يجب أن يُسحقوا بالأحذية»، بحسب تعبيره.
هنا قرر بلال فضل أن يفضح «الحرية الإخواني»، فرد على أحمد منصور قائلًا: «مشروع الحرية الاخوانجية وتعميم السحق بالأحذية على المواقع والفضائيات.. ومعمول كمان حساب بتوع المقالات والروايات والبرامج.. المهم انه من شدة إعجابه بكلامه واطمئنانه إن ما فيش حد هيحاسبه على التحريض المباشر على العنف عمل لنفسه ريتويت.. يا عيني على الرأي والرأي الآخر، وجمال وطعامة المشروع الإخواني الأردوغاني»!
تصعيد «الخناقة»
أحمد منصور لم يكتف بما كتبه تلميحًا عن بلال فضل، فهاجمه «تصريحًا»، وكتب «تغريدة» ألمح فيها إلى الشبهات التي تحوم حول «الكفيل» الذي يعمل معه بلال فضل، ومن أين يتقاضى راتبه، ومَن يعطيه التعليمات، قائلًا: «بلال فضل وكلكم تعلمون أين يعمل ومن أين يتقاضى راتبه يسخر من كبير علماء تركيا رئيس الشؤون الدينية الدكتور على أرباش وسيفه الذى حمله على غرار أجداده الذين حافظوا على الخلافة الإسلامية قرونا، والأكثر من ذلك يزوّر صورة للرئيس أردوغان ويتطاول عليه».. ثم وجه الشكر لـ«عباس ناصر» مدير التليفزيون العربي، لأنه تبرأ من بلال فضل، وأوضح أن «بلالًا» انقطعت صلته بمؤسسة العربي القطرية، بانتهاء البرنامج الذي كان يقدمه على شاشتها.
ويبدو أن الإخواني أحمد منصور طلب «المدد» والعون والمساعدة لمواجهة بلال فض، فدخل الدكتور «الموريتاني» المقيم في الدوحة، محمد المختار الشنقيطي، الأستاذ في جامعة قطر، على نفس الخط، وكتب تغريدة قال فيها: «بلال فضل مثال على من يمارسون ما دعاه د. علي مزروعي، الخيانة الثقافية، ضد أمتهم، ممن يتخفَّون وراء شعارات ليبرالية، غالبا ما تكون مجرد ستار لأقليات مدلَّلة تمتطي ظهر أكثريات مغفَّلة. أو بدوافع الأنانية السياسية لدى نخب علمانية ابنتَّتْ عن مجتمعاتها وأدمنت السير في ركاب الاستبداد»، بحسب وصفه.
خصومة الإخوان بلا شرف
بلال رد سريعًا على «مذيع الجزيرة»، وكتب «بوست» قال فيه: «بغض النظر عن تفاهة المعركة اللي داخلها بشراسة عدد من مشايخ ورموز الإخوانجية بسبب الكوميكس اللي نشرتها عن أردوغان، وهي معركة تكشف الكثير عن بؤس حالتهم وخطورتها، فالحقيقة مش فاهم إزاي مشايخ ودعاة المفروض إنهم بيلتزموا بالضوابط الشرعية، يستحلوا الكذب فيقولوا إن صورة أردوغان مع المغنية التركية اللي اتنشرت في واحد من الكوميكس صورة متفبركة وإن راسه متركب على حد تاني، طبعا هما معتمدين على إن أتباعهم هياخدوا كلامهم ثقة وهيزيطوا في الزيطة، وما فيش حد فيهم هيخطف رجله للإنترنت ويلاقي الفيديو كاملا ويعرف إن الصورة مش متفبركة».
وأضاف بلال: «يعني كان المشايخ دول يقدروا يقولوا إن الصورة مقتطعة من سياق الفيديو، وإن أردوغان كان مكسوف وهو بيسلم على المغنية اللي دبّسته عشان يتصور معاها، لكن برضه لقوها خطر إنك تقول لأنصار الخلافة إن الخليفة تهاون في تطبيق المحرمات والنواهي الشرعية وصافح امرأة كاسية عارية مائلة مميلة كأسنان البُخت، حتى لو كان ده حصل في مرحلة الدحلبة قبل التمكين، لذلك الأسهل بالنسبة للأنصار والمهاجرين إلى تركيا إنك تقول لهم إن الصورة متفبركة وخلاص، وتسيب جنود الخلافة يكفّروا اللي نشرها، ده حتى في شوية "عقلاء" قالوا إن الصورة دي المفروض تحسب لأردوغان وتبين إنه راجل كيوت، لكن طبعا الإسلامجية تجاوزوا المرحلة دي، الكلام ده كان بياكل قبل مرحلة الخلافة وفتح أيا صوفيا والسيف على المنبر، إنما دلوقتي الأسلم إنك تقول إنها متفبركة عشان تقدر تجند المزيد من المقاتلين لنصرة جيش الخلافة في معركته عشان الغاز والبترول».
واختتم فضل قائلًا: «طبعا كان ممكن الإسلامجية يتجاهلوا الموضوع اللي هو آخره بالكتير كام ألف واحد هيشوفوا الصورتين ويطنشوا، بس المشكلة إن الخبطة جت في التعويرة، وخدشت هيبة السلطان في وقت هو وأنصاره منتشين بالانتصار الوهمي، وده اللي عملته برضه الصورة العبقرية بتاعة الشيخ اللي واقف بالسيف وسط الشاورمة، وبالتالي بقت مسألة استعادة هيبة السلطان حالة حرب يجوز فيها للمشايخ استخدام كل الأسلحة حتى الكذب، أما شرف الخصومة فده من امتى كان موجود أصلا عند الإخوانجية، عشان تسألهم عنه دلوقتي، وما تنساش المثل العظيم اللي بيقول: ما تستكترش الرفص على البغل النجس».
وقعوا في بعض
الإعلامي الهارب إلى تركيا، محمد ناصر، الذي يقدم برنامجًا على قناة «مكملين» التي تبث من داخل الأراضي التركية.. دخل على الخط هو الآخر، وهاجم بلال فضل بشدة لسخريته من أردوغان.. كما هاجم بضراوة «عزمي بشارة» الذي يدير «قناة العربي، وصحيفة العربي الجديد» التابعة والممولة من النظام القطري، بسبب انتقاده تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.. وقال إن بشارة «بشارة» الذي كان عضوًا في الكنيست الإسرائيلي، هو مَن يمتلك ويدير مؤسسة العربي، وأنه ينفذ أجندة إسرائيلية.
وعبر قناته على اليوتيوب، واصل محمد ناصر هجومه على عزمي بشارة، الذي وصفه بـ«الجاسوس الإسرائيلي»، و«الجاسوس القومجي».. وقال إنه: «تربى في أحضان الصهاينة، ويكره كل ما هو إسلامي، وانتقل من أحضان الصهاينة إلى أحضان البترول،»..
ووفق تعبيره، قال إن عزمي «جلس على حجر أمير قطر، تميم بن حمد، وأخذ منه أموالًا لا تعد ولا تحصى»! وأضاف متهكمًا: «يبدو أن أمير قطر اتكيف من عزمي بشارة فسلمه جريدة العربي الجديد يكتب فيها ما شاء، وعمله تلفزيون العربي محدش بيشوفه غير هو وخمسة صحابه»!
خطر على الإسلام والهوية القطرية
بدورها شنت الكاتبة الإخوانية إحسان الفقيه- عبر حسابها بموقع تويتر- هجومًا ضاريًا على عزمي بشارة.. متهمةً إياه بأنه يُروّج لنسخة جديدة من الإسلام بأسلوب خبيث، من خلال المنابر الإعلامية التي يديرها، ومنصات التواصل الاجتماعي التي يشرف عليها.. كما اتهمته بالسيطرة على «المثقفين العرب» بأموال القطريين.. واتهمته كذلك بالتخديم على العلمانية والعلمانيين، ونشر الإلحاد، ونزع الهوية الإسلامية، والتشكيك في القرآن الكريم والسنة النبوية، مستشهدةً بمقولته: «القرآن كُتِب بمرجعية سياسية»! مضيفة أن بشارة- بادعائه الوقوف بجانب المظلومين- «حصد مغانم لنفسه ولنهجه الخبيث، أكبر بكثير مما حصده دحلان بل ويوسف العتيبة»، بحسب قولها.
«إحسان الفقيه» لم توجه حديثها للنظام القطري الذي يمول «عزمي»، وناشدت القطريين بعدم فتح منابرهم الإعلامية لـ«علماني»- تقصد بشارة- «يهاجم مع غلمانه ثوابت الإسلام»، وقالت: «مهما كانت الدوافع والحسابات السياسية للتمسك ودعم مشاريع عزمي بشارة، فإنها تهدد بذوبان الهوية القَطرية والمنهج الوسطي الذي يحيا في ظلاله القطريون»، وفقًا لتعبيرها.
ولأن الخناقة لم تنته بعد، ولم يسع أحد من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي للتهدئة بين الإخوان الموالين للنظام التركي من جهة، وأقرانهم الموالين للنظام القطري من جهة أخرى، فقد دخل الإخواني «صابر مشهور» الهارب إلى تركيا، الخناقة الإلكترونية، وهاجم الإعلام التركي الناطق باللهجة المصرية مثل قنوات «الشرق، ومكملين، والقناة» وغيرها، لأن القائمين عليه «يتلقون تمويلًا من عزمي بشارة، وبينفذون أجندة إسرائيلية» بحسب قوله.
قطعًا.. الاتهامات التي وجهها مشهور لـ«إعلاميي الإخوان» في تركيا، وأنهم «ينفذون أجندة إسرائيلية يشرف عليها عزمي بشارة، ويمولها أمير قطر، تميم بن حمد».. هذه الاتهامات لو كانت صدرت عن الإعلام المصري، أو قيلت على لسان أحد الإعلاميين المصريين، لكان الإخوان ولجانهم الإلكترونية شككوا فيها، وهاجموا قائلها.. لكن أبطال هذه الاتهامات هم مجموعة من مرتزقة الإخوان، والطعنة جاءت منهم فيهم، وأنهم «فضحوا بعض»، ونشروا غسيلهم القذر في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، واعترفوا بـ«عضمة لسانهم» بأنهم ينفذون أجندة إسرائيلية، بتمويل قطري.. فهل هذه الفضائح ستكون فرصة لكي يراجع الإخوان والمتعاطفين معهم، والمخدوعين فيهم، أنفسهم، ويتأكدون أن هذا التنظيم الإرهابي، ومرتزقته، لا يحملون ذرة خير لمصر وأهلها.