أكبر معمرة بالوادي حضرت الملكية واستشهد أبنها في "أكتوبر".. ماذا نعرف عن "الحاجة نادية"؟
الأربعاء، 05 أغسطس 2020 12:22 م
عاشت قرن من الزمان وشهدت أحداث كبيرة مرت علي مصر ومحافظة الوادي الجديد مثل زيارة الملك فاروق لقريتها بالوادي وأحداث واستقلال مصر وحرب 6 أكتوبر إنها نادية غريب الخضرجى معتوق أقدم حكيمة صحة بالوادى الجديد، وعمرها 99 عاما، وهى من مواليد عام 1921 والحاجة نادية تعاني حاليا من ظروف صحية تعيقها عن الحركة بسهولة وتعيش فى منزل متهالك يزيد عمره عن 75 عاما، وهى مساكن كانت تابعة للسكة الحديد خلف مقر سينما هيبس بالخارجة، وعاش فيها خبراء الإنجليز عندما كانوا يشيدون خط السكة الحديد، وتعيش مع نجلها صبرى عبد السلام وهو بالمعاش وكان يعمل بقطاع السياحة خارج المحافظة.
ولا يعرف الكثير من أبناء المحافظة أن الحاجة نادية هى والدة أول شهداء ملحمة أكتوبر من المحافظة، والذى استشهد فى الخطوط الأولى على الجبهة فى حرب 73 المجيدة، ويدعى محمد عبد السلام عبد الهادى، عريف مجند، والذى استشهد يوم 9 أكتوبر ومنذ عام 1988 لم يزرها أحد فى ذكرى نصر أكتوبر، وتتذكر أن آخر زيارة لها تم وعدها بمنحها شقة للإقامة بها ولم يتم تنفيذ ذلك الوعد حتى الآن.
وقالت الحاجة نادية أنها عملت حكيمة صحة بمستشفى الخارجة العام وكانت مسئولة فى بداية عملها علي تعقيم الأدوات الصحية وملابس فريق الجراحة، وكانت ترافقهم فى إجراء العمليات المتنوعة، وحصلت على أكبر مرتب فى حياتها بقيمة 15 جنيها بالإكراميات وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لها آنذاك، ولم يسبق لها أن تغيبت عن العمل مطلقا إلا فى حالات قهرية كالولادة أومرض أحد أبنائها.
وتضيف الحاجة نادية، أنها شهدت زيارة الملك فاروق عندما جاء لمدينة الخارجة وكان لديها أحد أقاربها فى الحرس الملكى، وبعد الانتهاء من الزيارة استضافت قريبها وزملاءه من الجنود وقدمت لهم "البط بالسمن البلدى"، حيث كان الخير وفير جدا وكانت تعيش فى منزل من 3 طوابق، مقره سنترال الخارجة حاليا بعد سقوطه ونزع ملكيته، وكانت تذهب مع الأهالى لإحضار المياه من العين الفاروقية، وهى عين مياه شديدة العذوبة وتعرف أيضا بالعين الملكية والتى كانت متواجدة بمقر مديرية التموين حاليا وهى عبارة عن عين رومانية وأحجارها منقوشة بنقوش أثرية وتم غلقها ونقل أحجارها الأثرية بمعرفة الآثار.
وتؤكد الحاجة نادية، أنها حزنت جدا عندما علمت أن شارعهم الذى كان يحمل اسم نجلها الشهيد محمد عبد السلام، قد جرى تغييره الى اسم شارع الأمل وهو إجراء إتخذه أحد المحافظين السابقين، وهو ما أحزنها كثيرا فهى لا تعرف سببا لذلك وخاصة أن نجلها إستشهد على الجبهة ولم تراه فترة طويلة بعد أخر أجازة حتى أبلغوها بعد ذلك بمدة طويلة أنه استشهد في الحرب، متمنية أن يعود اسم نجلها على رأس الشارع الذى تعيش فيه تخليدا لذكرى نجلها الذى لا يعرف أهالى المحافظة عنه شيئا.