قد تكون كورونا السبب.. هل تختفي النقود الورقية بأمريكا اللاتينية؟

الأربعاء، 05 أغسطس 2020 03:00 م
قد تكون كورونا السبب.. هل تختفي النقود الورقية بأمريكا اللاتينية؟
بيتكوين -أرشيفية

يعد تقليل الاعتماد على النقود الورقية فى أمريكا اللاتينية، واستبدالها بطرق جديدة للدفع، من أبرز التغييرات التي شهدها العالم على خلفية انتشار فيروس كورونا، وذلك بسبب الخوف من انتقال العدوى، منها العملات الرقمية، والتجارة عبر الإنترنت.

وقالت صحيفة "كلارين" الأرجنتينة فى تقرير لها، إنه بعد ثلاثة أشهر من العزل الاجتماعى بسبب كورونا، أصبح التسوق عبر الإنترنت أمرًا طبيعيًا اليوم للسكان الذين لم يشتروا أبدًا عبر الإنترنت، وحتى وقت قريب لم يتخيل أحد تقريبا أنه فى أسواق مكسيكو سيتى أصبح الدفع إلكترونيا عن طريق بطاقات " CoDi" والتى تعتبر طريقة جديدة يتم رؤيتها فى المتاجر.

ويبدو أن وباء كورونا جلب العالم الرقمى إلى حياة الجميع، وأصبح زوال النقد قريبا، ووفقا لأحدث تقرير صادر عن Capgemini، واحدة من الشركات العالمية الرائدة فى مجال التكنولجيا الرقمية والتحول، تسببت أزمة الرعاية الصحية فى دفع المدفوعات الرقمية، وسيستمر هذا الاتجاه فى الزيادة بالمستقبل.

وأوضح سيسى دى لا بينيا ميندوزا، مدير التجارة الرقمية والمنظمات الدولية التابعة لرابطة الإنترنت فى أمريكا اللاتينية (ALAI)، أن الوباء الذى أدى إلى عمليات رقمية متقدمة، فإن بيئة المدفوعات الرقمية سيستمر فى الانتشار، وهذا شىء سيحدث على المدى القصير للغاية، وأنا أتحدث، وهو تحول رقمى حيث ترى زيادة أسرع بشكل كبير، وفى غضون خمس سنوات، سيكون هناك استخدام جذرى للدفع من خلال الوسائط الرقمية.

وقال الخبير إجناثيو إيه كاربايو ، مدير النظام البيئى لبرنامج  Fintech التابع للجامعة الكاثوليكية في الأرجنتين (UCA)، إن عملية الرقمنة المالية فى أمريكا اللاتينية ستكون عملية بطيئة نظرًا لأن سياق المنطقة له عوامل اجتماعية واقتصادية مختلفة، وتعتبر الحالة الاقتصادية هى التى تعقد دخول مرحلة المدفوعات الرقمية بالكامل.

وأضاف أن العديد من الدراسات، أكدت أنه بحلول عام 2021، فمن المتوقع أن يكون هناك أكثر من 3 مليارات من مستخدمى الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، بزيادة 53% عن الوقت الحالى، والذين سيصلون إلى الخدمات المصرفية من الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو الساعات الذكية.

ومن ناحية أخرى، أشار إلى أن رقمنة المدفوعات فى أمريكا اللاتينية لا تبدو قريبة رغم أن حوالى 60 ٪ من المدفوعات بالمنطقة لا تزال تتم نقدًا، بينما 80٪ من المدفوعات الرقمية تتوافق مع مدفوعات البطاقة، وليس مع طرق الدفع الأخرى عبر الإنترنت.

ولكن إلى جانب تطوير الرقمنة المصرفية، يرى الخبير أن التكنولوجيا ستلعب دورا أساسيا فى عملية التعافى الاقتصادى فى مرحلة ما بعد الأزمة الصحية التى تسبب فيها كوفيد 19، مضيفا: "سيتعين علينا أن نرى السهولة التى توفرها المنصات الرقمية ووسائل الإعلام الرقمية لتسريع الاقتصاد أيضًا، لأن أولئك الذين فقدوا وظائفهم أو أغلقوا أعمالهم يمكنهم إعادة دخول الاقتصاد من خلال الاقتصاد الرقمى، من خلال "بيع الخدمات والمنتجات على المنصات، وهذا يعنى أنه يجب أن يكون هناك ترويج للمعاملات الرقمية".

ويعتقد كاربالو أن الزيادة فى المدفوعات الرقمية خلال فترة العزل لأزمة كورونا، تسبب فى رقمنة مالية قسرية سيكون لها آثار فى المستقبل، سواء من جانب الموردين أو المستهلكين، و"سيكون لهذه الرقمنة الإجبارية تأثير من جهة على العرض، وهو بالتحديد الشركات التى تقبل دفعات رقمية أكثر من ذى قبل، وعند الطلب، الأشخاص الذين لا يتعاملون مع النقد، ولن يذهبوا إلى المتجر وغيرهم "إنها تذهب إلى عالم رقمى".

ومع ذلك، أشار إلى أن هذا الدافع للرقمنة المالية سيكون له تأثير بين أولئك الذين سيحتفظون بالدفعات عبر الإنترنت على قائمتهم وبين شرائح السكان التى لم تصل إليها بعد.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة