يواكب احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الاثنين، الذكرى الـ97 لميلاد البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، مع إعادة فتح الكنائس للصلاة مجددا بعد توقف 4 أشهر بسبب تفشى فيروس كورونا.
البابا شنودة الثالث وهو البطريرك الـ 117 على رأس الكرسى المرقسى، وقد ولد باسم نظير جيد بقرية سلام فى محافظة أسيوط عام 1923 يتيمًا بعد أن توفيت أمه، لينتقل بعد ذلك لحي شبرا مع أخوته، حتى شب يافعًا من معلمي مدارس الأحد في الكنيسة القبطية، ثم دخل دير السريان قاصدًا الرهبنة عام 1953 حتى صار أسقفًا للتعليم ليتم انتخابه بطريركًا للكنيسة بعد وفاة البابا كيرلس السادس.
التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والحديث، وحصل على الليسانس بتقدير اميتاز عام ، ليعمل مدرساً للتاريخ، وخلال ذلك كان يحب "نظير جيد"، الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية، ومن أبرزها "قلبي الخفاق"، و"ياصديقي لست أدري ما أنا"، كما عمل لسنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الأحد، ثم ضابطاً برتبة ملازم بالجيش، ومنحت نقابة الصحفيين "الأنبا شنودة" عضوية النقابة عام 1966م، وكان رقم عضويته "156".
وفي يوم السبت 18 يوليو 1954 رسم "نظير جيد" راهباً باسم "انطونيوس السرياني" ، وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً، وقال إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، وفى حدث تاريخي بالكنيسة القبطية، تحديدا فى مارس من العام 1971 رحل البابا كيرلس، البابا الـ116 بالكنيسة القبطية، ليتم بعدها بعدة أشهر تتويج الأنبا شنودة بابا للكنيسة ليصبح البطريرك الـ117 لكنيسة مارمرقس، وتبدأ الكنيسة مرحلة أخرى فى تاريخها.
عمل البابا شنودة طوال مدة خدمته على تخريج أجيال من الأساقفة والكهنة يحملون رسالة مارمرقس الرسول فى مصر وخارجها، حيث تم في عهده تعيين أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بما فى ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة فى القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
أما عن المرأة ، فقد أولي البابا الراحل شنودة الثالث، اهتماما خاصا لخدمة المرأة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقد سمح للكاتبة نبيلة ميخائيل يوسف كتابة باب "روائع العلم" فى مجلة الكرازة، وهي نفسها أول امرأة عضوة في المجلس الملي العام منذ عام 1989.
وكان البابا بحرص على قدر الإمكان قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا فى دير وادى النطرون، وأدى حبه لحياة الرهبنة إلى انتعاشها فى الكنيسة القبطية، حيث تم فى عهده رسامة (تعيين) المئات من الرهبان والراهبات، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى اندثرت.
ومن أهم الأحداث التي تميزت بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عصره هي إقامة حفلات إفطار رمضانية لكبار السياسيين وفعاليات المجتمع المصري السياسية منذ عام 1986.
وقد رحل البابا عن عالمنا فى 17 مارس 2012، ليخلفه على كرسى مار مرقس الرسول، البابا تواضروس الثاني.