أسرى داعش صداع في رأس المجتمع الدولي.. 20 ألفا بمخيمات بسوريا ومخاوف من هروبهم
السبت، 25 يوليو 2020 11:59 ص
احتمالات هروب عناصر تنظيم داعش في آثار هزائم التنظيم في سوريا والعراق، تثير مخاوف المجتمع الدولي، خاصة في ظل عودة العمليات الإرهابية وانشغال دول العالم كورونا.
وفي تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية قالت إن الخطر الذي يشكله الآلاف من المقاتلين المهزومين والأسرى الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي يكبر في معسكرات السجون في شمال شرق سوريا، حيث أصبحت أعمال الشغب ومحاولات الفرار كثيرة وشائعة.
وبعد تعهد "داعش" بتحرير أعضاءه الأسرى وزوجاتهم وأطفالهم والانتهاء من إعداد شبكة لتهريبهم باستخدام الرشوة لتأمين عمليات التهريب السرية.، ذكر تقرير BBC أنه عندما خسر تنظيم داعش الإرهابي آخر معاقله في سوريا في 2019، تم اعتقال الآلاف من أعضائه الباقين على قيد الحياة واحتجزوا لأجل غير مسمى في مخيمات يديرها الأكراد السوريون، وهو ما يراه النقاد عمل غير مكتمل ويخاطر بالتحول ليصبح مشكلة أمنية عالمية.
وحذر بحث نشرته مؤسسة "كينجز كوليدج لندن" للدراسات الدفاعية، هذا الشهر من هروب مقاتلي داعش خاصة وأنهم كانوا يعيدون تجميع صفوفهم في دول أخرى من العالم مشيرين إلى خطر عودة التنظيم الإرهابي.
وقال رئيس لجنة الدفاع البرلمانية البريطانية توبياس إلوود: "إن هزيمة داعش لا يعني فقط التعبئة بعد انتهاء الحملة الجوية"، مشيرا إلى وجود الآلاف من المتطرفين وعائلات المتشددين وغيرهم من مؤيدي داعش الذين لا يزالون في العراق وسوريا.
ويعتقد أن حوالي 40 ألف من العناصر الارهابية ذهبوا إلى سوريا للانضمام إلى داعش في الفترة من 2014 إلى 2019 وتتراوح تقديرات ما يسمى بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين نجوا والبعض منهم في السجن، والبعض الآخر في حالة هروب بين 10 آلاف إلى 20 ألف مقاتل.
وتمت محاكمة قلة منهم في العراق لكن معظمهم ما زالوا في مخيمات يحرسها الأكراد، حيث تعهدت قيادات داعش الهاربة بتحريرهم بما في ذلك النساء الذين يطلقون عليهم "عرائس الخلافة".
وأكدت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام أن حوالي 8000 طفل من العناصر الإرهابية الأجانب المحتجزين في معسكرات الاعتقال التي يديرها الأكراد، ويعتقد أن أكثر من 700 طفل ينتمون إلى أوروبا.
وبحسب التقرير فإن روسيا استهدفت استعادة مواطنيها الذين إنضموا لتنظيم داعش، حيث ذهب عدد كبير من الجهاديين للانضمام إلى الجماعة من منطقة شمال القوقاز .
وقالت إيكاترينا سوكيريانسكايا، مديرة مركز تحليل النزاعات ومنعها في سان بطرسبرج: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد على ضرورة إعادة النساء والأطفال إلى روسيا"، وأضافت أنه أدلى ببيان واضح بأن الأطفال ليسوا مسئولين عما فعله آباؤهم وأن روسيا لا يمكنها تركهم في منطقة الحرب.
وتنقسم قضية عناصر داعش المحتجزين في مخيمات بسوريا إلى ثلاثة جوانب: قانونية وإنسانية وأمنية، فمن الناحية القانونية لا يمكن الدفاع عن ترك الآلاف من الناس وخاصة الأطفال عالقين في هذه المخيمات دون محاكمة، حيث يقول العديد من المقاتلين إنهم على استعداد للعودة إلى الوطن ومواجهة العدالة وقضاء وقتهم في السجن.
وجوهر المشكلة في أن الحكومات الغربية لا تريد إعادتهم إليها لأنه في حالة عدم وجود أدلة كافية لإدانتهم سيطلق سراحهم وهو ما لا تقبله الدول أن يكون بين سكانها إرهابيين طلقاء.
وهناك الجانب الأمني، حيث يعود إلى خيار الحكومات بشأن أيهما أكثر خطورة إعادة مواطنيها إلى مواجهة العدالة أو تركهم وحتى الآن عاد أكثر من 400 بريطاني من ساحة المعركة السورية إلى المملكة المتحدة، وقد قدموا القليل جدًا من التحديات الأمنية.
واليوم، تقلق وكالة المخابرات الداخلية البريطانية والشرطة من أن بعض أولئك الذين ما زالوا في المخيمات أكثر تطرفًا، حيث تعرضوا للعنف الشديد على مدى سنوات.
الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، خاصة وان الأكراد السوريون ، الذين قاتلوا داعش والذين يحرسون المخيمات التي يوجد بها عناصر التنظيم الآن ، لديهم مشاكلهم ليقلقوا بشأنها، حيث إن الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من سوريا جعلهم عرضة للهجوم من القوات التركية.
الذين ألقي القبض عليهم في آثار هزائم التنظيم في سوريا والعراق،