التحركات المصرية تربك أردوغان: يتخبط كالسكران
الجمعة، 24 يوليو 2020 04:58 ممحمد الشرقاوي
على مدار أشهر، أربك الموقف المصري الحازم حسابات تركيا في ليبيا والمنطقة ككل، خاصة في التعامل مع ليبيا، فما من مرة اتخذت مصر فيها قراراً أو عبرت عن موقف إلا واتخذت تركيا موقفاً مناوئاً.
الأمر ظهر جلياً مؤخراً، بداية من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، في يونيو الماضي، استعداد القوات المسلحة للتدخل في ليبيا، لحفظ حقوق الليبيين وفرض الاستقرار وبناء المؤسسات، وإحلال السلام بين الفرقاء.
بعد ساعات زعمت الرئاسة التركية عن عدم شرعية مصر في التدخل في ليبيا، وأنها الوحيدة التي لها الشرعية موجب اتفاق تم توقيعه مع حكومة الوفاق، في نوفمبر الماضي، بموجبه أرسلت تركيا نحو 16.5 ألف مرتزق سوري وأسلحة وطائرات مسيرة إلى ليبيا.
واستمر التصعيد التركي ضد الموقف المصري، ففي 20 يونيو، قال وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، إنه "لا يمكن التغاضي عن أهمية السلام في ليبيا بالنسبة إلى مصر بسبب تردي علاقاتنا معها، موقف مصر وبعض الدول كان مخطئًا في ليبيا، وأرجو أن تعود هذه الدول عن خطأها ونساهم سويًا في نهضة ليبيا مجددًا".
واستمر التصعيد السياسي من الجانب التركي ضد مصر والعسكري في ليبيا، وإرسال شحنات عسكرية ومرتزقة للسيطرة على خط سرت – الجفرة، والذي أعلن الرئيس السيسي، عن أنه خط أحمر، غير مقبول تجاوزه.
والخميس من الأسبوع الماضي، فوض مجلس القبائل الليبية والأعيان مصر بالتدخل في ليبيا، لتكتمل مقومات الشرعية المصرية في التدخل، لتخرج تركيا بتصريحات أكثر حدة، عن أن مصر ليس لها أي شرعية في التدخل في ليبيا.
والأحد الماضي، اجتمع مجلس الدفاع الوطني، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي ناقش تطورات الأوضاع في ليبيا على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وذلك في ظل سعي مصر لتثبيت الموقف الميداني الراهن وعدم تجاوز الخطوط المعلنة، بهدف إحلال السلام بين جميع الفرقاء والأطراف الليبية.
والإثنين أعلن مجلس النواب موافقته على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، لفرض الأمن وإحلال السلام إذا تطلب الأمر، ليخرج الرئيس التركي أردوغان مواصلاً مزاعمه أن بلاده لن تسمح بأي عمل متهور في ليبيا، فلا يتهور أحد، لأننا لن نسمح بذلك، رداً على إعلان البرلمان المصري إتاحة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
في حين زعم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن بلاده ليست مع تصعيد التوتر في ليبيا، لكنها ستواصل دعم حق حكومة طرابلس بالدفاع عن نفسها، وليس لدينا أي خطة أو نية أو تفكير لمجابهة أي دولة هناك.
والأربعاء، اجتمع مجلس الأمن القومي التركي، برئاسة رجب أردوغان، في محاولة للتصعيد، مؤكداً عزم أنقرة المطلق على الدفاع عن حقوقها ومصالحها في شرق البحر المتوسط، حسب قوله.
وأعلنت تركيا عن تصريحين متناقضين، الأول في بيان لها مشترك مع روسيا، حول ضرورة الحل السلمي في ليبيا، عقب مشاورات بين البلدين، حول تطورات الأوضاع في ليبيا
وفي نفس اليوم أيضاً، قالت تركيا إنها لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة في ليبيا لدعم حكومة الوفاق، زاعمة أنها ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الليبي ضد أي شكل من أشكال الاستبداد، ولن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبدا الموقف التركي متخبطاً للغاية، رداً على الموقف المصري الحازم، فما بين مراوغة سياسية والإعلان عن ضرورة الحل السلمي وبين التصعيد العسكري في ليبيا ومواصلة إرسال الأسلحة والمرتزقة لدعم حكومة الوفاق.
ويرى مراقبون ومسؤولون عسكريون ليبيون، أن دعم مصر السياسي والعربي، أربك حسابات أردوغان، والعسكريين الأتراك وضعوا أمام أردوغان أن المعركة أصبحت مختلفة تمامًا ومعقدة للغاية بعدما دخلت مصر في الصورة.
العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، قال إن الحسابات بعد دخول مصر ودفاعها الجوي وطيرانها معقدة بالنسبة لأردوغان والمرتزقة الموجودين في ليبيا، لا سيما أنهم ليسوا لديهم الكفاءة لردع الطائرات المتطورة التي تملكها مصر، مشددًا على أن هذه المنطقة ستكون مقبرة لهؤلاء المرتزقة، وهزيمتهم ستفتح الأبواب للتخلص من هؤلاء المرتزقة من طرابلس.