فوضى في البرلمان التونسي بسبب إخوان الغنوشي.. وقيس سعيد: لن أقف مكتوف الأيدي
الإثنين، 20 يوليو 2020 10:41 م
دخلت تونس مع جولة جديدة من الخلافات السياسية حيث شهد البرلمان التونسى سجال بين الحزب الدستورى الحر وحركة النهضة الإخوانية بسبب اتهامات الحزب الدستورى للنهضة بدعم الإرهاب والسماح لعناصر متطرفة بدخول مجلس نواب الشعب التونسى، القصة بدأت حينما قام نواب الحزب الدستورى الذي ترأسه عبير موسي، المعروفة بخصومتها الشرسة لحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، بمقاطعة الكلمة الافتتاحية لرئيس البرلمان، رافعين شعار "لا للإرهاب بمجلس النواب".
وشهدت القاعة عقب ذلك مناوشات بين نواب كتلة الدستوري الحر ونواب كتلة حركة النهضة، حيث قطع نواب الحزب الدستورى التونسى الحر جلسات البرلمان التي كانت مخصصة للإعلان عن إطلاق مسار إعداد وإنجاز الاستراتيجية الوطنية للحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد للخماسية القادمة 2021/2025 بالمبنى الفرعي للبرلمان.
وبدأ نواب الدستوري الحر، اعتصاماً في البرلمان التونسى منذ عشرة أيام للمطالبة "باتخاذ إجراءات تمنع دعاة العنف والإرهاب من دخول مجلس نواب الشعب"، ودخل ممثلو عن النيابة العمومية التونسية مقر مجلس نواب الشعب الاثنين لمحاولة فك اعتصام نواب الدستوري الحر واخطار المعتصمين عبر الشرطة التونسية.
ورفضت رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسي هذه الممارسة انتهاكا لحرمة البرلمان التونسي وسابقة تاريخية، كما رفضت قبول التبليغ مطالبة بإذن كتابي من النيابة العمومية التونسية، واعتبرت موسي منددة بما اعتبرته موقفا سلبيا لجميع النواب من الحادث.
وبعد هذه المقاطعة قرر نواب تونس تعطيل انعقاد الجلسات العامة التي يرأسها الغنوشي، الذي يتهمون حركته بتبعيتها لجماعة الإخوان الإرهابية، وقبل أيام أيضاً عطلوا جلسة للبرلمان بعد أن احتلوا منصة الغنوشي، وبدورها، أكّدت رئيسة الحزب الدستورى التونسى الحرّ ، عبير موسي، على أنّ دخول الشرطة العدلية للبرلمان التونسى وقاعة الجلسات العامة دون إذن كتابي هو إختراق لحرمة مجلس نوّاب الشعب التونسى ومبدأ الفصل بين السلطات.
وتابع في بيان لها اليوم الأثنين أنّ الإخوان أثبتوا اليوم عدم احترامهم وايمانهم بالديمقراطية والحرية، وأن رئيس ديوان مجلس نواب الشعب الحبيب خضر قام بخرق النّظام الدّاخلي للبرلمان من خلال الدّخول لقاعة الجلسات المخصّصة للنوّاب فقط، مضيفةً أنّه من الضروري احترام الإجراءات الخاصة بالنوّاب معتبرة أنّ هذه الممارسات من عدم احترام للمؤسسات هو خطير.
وأشارت إلى أنّها وحزبها مصرّون على الدّفاع عن الشّعب التونسى وتطبيق الدستور أمام عدم قدرة السلطات والنيابة العمومية على التصدّي لرئيس البرلمان راشد الغنوشي وتجاوزاته، وفق تعبيرها، واستنكرت قول راشد الغنوشي "الموت لأعداء الديمقراطية" معتبرة أنّه أصدر بذلك فتوى، مشدّدة بأنّها وكافة نوّاب الكتلة مستعدّون للموت لكن لن يقوموا بالتسليم في حقّهم في معاينة ديمقراطية الخوانجية، حسب تعبيرها.
وطالبت بضرورة التدّخل العاجل لتصحيح المسار خاصّة وأنّ رئيس البرلمان التونسى الذّي سمي نفسه رئيس كلّ النوّاب قام اليوم بتنفيذ سابقة من خلال جلب الشرطة لنوّاب معتصمين داخل البرلمان، مشدّدة على أنّهم مواصلون لإعتصامهم خاصّة وأنّ اعتصامهم ليس من فراغ.
في السياق ذاته أعلن الرئيس التونسى قيس سعيد البرلمان التونسى فى حالة فوضى ولن يبقى مكتوف الأيدي، وأن تعطيل البرلمان أمر غير مقبول، قائلاً: الدستور يمكننى من التدخل حفاظا على الدولة، نعيش أخطر وأدق اللحظات فى تاريخ تونس بعد الاستقلال وعلى الجميع أن يتحلى بالمسؤولية".وتابع قيس سعيد: لن أترك الدولة التونسية بالشكل الذى تسير عليه وقد أستخدم حقوقى الدستورية.
واحتشد أمس مئات التونسيين من أنصار الدستوري الحر أمام مقر البرلمان، لمساندة ودعم اعتصام نواب الحزب والتنديد بالخطاب التحريضي الذي يتعرضون له من قبل كتلتي حركة النهضة وائتلاف الكرامة، وللمطالبة بسحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي.