كيف تحول كورونا من نمر إلي قطة؟
الإثنين، 20 يوليو 2020 07:13 م
انخفاض مستمر تشهده مصر منذ عدة أيام لمرضي فيروس كوروا المستجد ، حيث بدأ عداد الاصابات في النزول بشكل ملحوظ، وتم تسجيل 603 إصابة جديدة بعد أن كان أول أمس 698، وهو ما يعني انخفاضا ملحوظا حسبما سبق وتوقع الأطباء، ولعل هذا ما طرح عدة أسئلة أهمها ما هو سر هذا الانخفاض في اعداد المصابين ؟ خاصة وأن هذا الانخفاض واكبه انخفاض عدد المصابين في عدة دول منها إيطاليا وإسبانيا
يبدو أن الموجة قد انحسرت بالفعل في الصين بحسب موقع "science alert" ، فلم يتم تسجيل حالات محلية جديدة هناك، لكن هناك تساؤلات يطرحها أخصائي الصحة العامة وعالم الأوبئة الفرنسي أنطوان فلاهولت لمجلة لانسيت الطبية عما إذا كان الأسوأ لم يأت بعد.
وقال: " لفهم مدى تعقيد كيفية تطور الأوبئة، من الضروري العودة إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، عندما قتلت الإنفلونزا الإسبانية في ثلاث موجات ما يقرب من 50 مليون شخص - أكثر من الحرب العالمية نفسها ثم اختفى الوباء."
في أواخر عشرينيات القرن العشرين، طور ويليام أوجيلفي كيرماك واسكتلندا أندرسون جراي ماكيندريك نماذج في محاولة لفهم الأوبئة.
اكتشف كيرماك وماكيندريك أن الوباء لا ينتهي لأنه ينفد من الأشخاص المعرضين للخطر، ولكن لأنه مع زيادة عدد الإصابات، يتم الوصول إلى عتبة "مناعة القطيع" أو المناعة بالعدوى.
وقال فلاهولت، رئيس معهد الصحة العالمية بجامعة جنيف:"إن مناعة القطيع هي نسبة الأشخاص الذين تم تحصينهم ضد الفيروس ( إما عن طريق العدوى أو التطعيم عند وجوده) والذي يجب تحقيقه لوقف أي خطر عودة للظهور."
وتعتمد هذه النسبة على سهولة انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى شخص سليم.
وقال إنه بالنسبة لكوفيد 19 "يجب أن يكون هناك ما بين 50 و66 % من الأشخاص مصابين ومن ثم يصبحون محصنين للقضاء على الوباء".
وقال: لكن هذا لن يمثل بالضرورة نهاية للوباء، هذا قد يعني "استراحة للفيروس"، مضيفاً إن هذا "يحدث حاليًا في الصين وكوريا الجنوبية".
وقال إن الإجراءات الصحية أثناء الوباء مؤقتة فقط "وعندما تريحهم يبدأ الوباء مرة أخرى حتى يصل إلى مناعة قطيع مخصصة، أحيانًا على مدى عدة أشهر أو سنوات".
علي الجانب الأخر حذر رئيس خدمة الأمراض المعدية في مستشفى بيتي سالبترير في باريس، البروفيسور فرانسوا بريكاير، من احتمال عودة الفيروس من جديدة، مؤكدا لوكالة فرانس برس "ان عودة ظهور COVID-19 محتمل، مع عودة موسمية في نهاية المطاف".
أما شارون لوين، خبير الأمراض المعدية الأسترالية، فتساءل عن إمكانية العودة: "هل ستعود؟ .. لا نعرف"، مشيرا إلي أن السارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) وهو أيضًا فيروس تاجي، اختفى تمامًا بعد إجراءات إبعاد اجتماعي صارمة، بعد مقتل 774 شخصًا في عامي 2002 و 2003.
هل سيختفي الفيروس في المدي القصير؟
بحسب موقع شبكة التلفزيون العالمية الصينية ، أو CGTN ، قال وو دونج ، الأستاذ المساعد في كلية بكين يونيون الطبية، إن كوفيد 19 لن يختفي على المدى القصير لكنه متفائل بشأن المستقبل حيث يخبرنا التاريخ أن الفيروسات يمكن أن تتعايش مع البشر، وهو ما اتفق معه ليو تشى قوه، نائب كبير الأطباء من مستشفى قوانج آن مين التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الطبية الصينية، الذي أكد على أن COVID-19 سيتعايش مع البشر في المستقبل.
وقال لي جوانجشي ، مدير قسم الرئة بمستشفى جوانجانمن ، من خلال مقارنة الخصائص الديموغرافية والسريرية بين المرضى في المملكة العربية السعودية والصين، أن أعراض كورونا صارت أقل حدة تدريجيًا مع مرور الوقت.
انخفاض الفيروس في إيطاليا وإسبانيا
ففي إيطاليا تم تسجيل أدني معدلات وفيات بالفيروس، حيث أعلنت الأحد، عن تسجيل 3 وفيات بفيروس كورونا، فى أدنى معدل يومى للوفيات منذ 5 أشهر، كما بلغت عدد الاصابات المسجلة فى الساعات الأخيرة 219 حالة في حين لم يسجل إقليم لومبارديا وفيات لأول مرة منذ تفشى الوباء حسبما قالت وسائل الإعلام الإيطالية.
ففي إيطاليا تم تسجيل أدني معدلات وفيات بالفيروس، حيث أعلنت الأحد، عن تسجيل 3 وفيات بفيروس كورونا، فى أدنى معدل يومى للوفيات منذ 5 أشهر، كما بلغت عدد الاصابات المسجلة فى الساعات الأخيرة 219 حالة في حين لم يسجل إقليم لومبارديا وفيات لأول مرة منذ تفشى الوباء حسبما قالت وسائل الإعلام الإيطالية.
وقال الدكتور ماتيو باسيتي، رئيس عيادة الأمراض المعدية في مستشفى سان مارتينو بايطاليا، إن الفيروس أصبح أقل قوة، ربما بسبب الطفرات الجينية، حسبما ذكرت صحيفة صنداي تلجراف.
وقال باسيتي "الانطباع السريري لدي هو أن الفيروس يتغير في حدته ويمكن أن يختفي من تلقاء نفسه بدون لقاح."
وأوضح "في مارس وأوائل أبريل ، كانت الأنماط مختلفة تمامًا. كان الناس يأتون إلى قسم الطوارئ بصعوبة بالغة في إدارة المرض ويحتاجون إلى الأكسجين والتنفس الصناعي وبعضهم أصيب بالالتهاب الرئوي.
لكنه قال في الشهر الماضي ، "لقد تغيرت الصورة بالكامل من حيث الأنماط".
وقال باسيتي "لقد كان الفيروس مثل نمر عدواني في مارس وأبريل ولكنه الآن مثل قطة برية.. حتى المرضى المسنون ، الذين تتراوح أعمارهم بين 80 و 90 سنة، يجلسون وهم يتنفسون دون مساعدة.
وفى اسبانيا
انخفضت معدلات الإصابة كما توضح الخريطة مقارنة بالمعدلات التي كانت تصل إلى 9 آلاف إصابة يومية في شهر مارس الماضى والآن أصبحت 1360 إصابة.