الكنائس المصرية تحتوي فتنة الكتب الدينية المحرفة.. وأقباط يتهمون الفاتيكان بالتورط
السبت، 18 يوليو 2020 10:00 معنتر عبد اللطيف
نقلا عن العدد الورقي
الأنبا أغاثون: الكتب الأربعة تشكك فى الكتاب المقدس وتحى بدعة "آريوس" وتطعن فى لاهوت المسيح
الأنبا أغاثون: الكتب الأربعة تشكك فى الكتاب المقدس وتحى بدعة "آريوس" وتطعن فى لاهوت المسيح
لا تزال أزمة واقعة ترجمة 4 كتب دينية مسيحية تردد إن محتواها يتناقض مع العقيدة المسيحية ويختلف عن الترجمة العربية للكتاب المقدس التي تصدرها دار الكتاب المقدس المصرية، تثير جدلاً بين الكنائس حيث حملت تراجم الكتب المثيرة للجدل اسم القس الإنجيلي دكتور إكرام لمعى، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية الذى نفى علاقته بها، إلا أن الأزمة تعدت الطائفة الإنجيلية، بعدما استغلتها جماعات قبطية بالخارج معارضة للكنيسة الأرثوذكسية ليتهموا "الفاتيكان" بالوقوف وراء هذه الأناجيل، فيما حذرت الكنيسة الأرثوذكسية من تداول هذه الكتب ووصفتها بـ"المزعزعة للإيمان"، وقال الأنبا اغاثون، أسقف إيبارشية مغاغة والعدوة للأقباط الأرثوذكس أن هذه الكتب المحرفة تروج لتعاليم "آريوس" التى تصفها الكنيسة بـ"الهرطقة".
الكتب الأربعة المثيرة للجدل جاءت بعناوين "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، والبيان الصحيح لحوارى المسيح، والإنجيل قراءة شرقية، وقراءة صوفية لإنجيل يوحنا".
وبالرغم من نفى الدكتور إكرام لمعى صلته بتراجم هذه الكتب إلا أن الاتهامات لم تتوقف بشأن مسئوليته عنها، لدرجة أن بعض المسيحيين تسأل عبر مواقع التواصل الإجتماعى عن سر صمت رئيس الطائفة الإنجيلية فى أزمة الاناجيل المحرفة وقالوا: "أين القس أندريا ذكى رئيس الطائفة الانجيلية وأعضاء السنودس الانجيلى من هذا الكتاب المجهول الهوية، المفروض أن القس إكرام تحت رئاستهم الدينية؟"، بل ذهب البعض إلى التأكيد أن هذه الأناجيل المحرفة بمثابة إنجيل ومسيح جديد لا يعرفه أحد، لافتين إلى أنها مؤامرة كبيرة لتحريف المسيحية ونشر الإلحاد محذرين المكتبات المسيحية من بيع نسخ هذه الأناجيل.
ولم تقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صامتة أمام ما يحدث، فأصدرت تحذير من تداول كتب إنجيل مزورة، تقدم مجانا لأبناء الكنيسة، وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، القس بولس حليم، في بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "ترفض الكنيسة التام لمحتوى هذه الكتب وغيرها من الكتب الفاسدة، التي تحاول أن تجذب القارئ بإقحام عبارة "إنجيل المسيح" في عناوينها"، مشيداً ببيان دار الكتاب المقدس في مصر، لكونها الجهة الوحيدة التي تتولى مسؤولية طبع الكتاب المقدس وتوزيعه، من خلال الكنائس، إلى جانب مكتبات الدار، وأكدت الكنيسة القبطية رفضها التام لهذه الكتب، التي يتنافى محتواها بشكل كامل مع أساسيات الإيمان المسيحي، وأهابت بالجهات المعنية "الوقوف بحزم ضد من يقف وراء هذه الإصدارات الملفقة والكاذبة، التي تعبث بالسلام المجتمعي من التلاعب بنصوص الكتب المقدسة".
الأنبا اغاثون، أسقف إيبارشية مغاغة والعدوة للأقباط الأرثوذكس قال فى تعليقه على واقعة الكتب الأربعة المحرفة "إن من مراجعتنا المبدئية لهذه الترجمة ونصوصها؛ اتضح لنا أن هذه الترجمة صدرت عن اُناس ليس لهم الحق في ترجمة وطباعة الكتابالمقدس"، مؤكدًا أن دار الكتاب المقدس هي الجهة الوحيدة والمنوط بها طباعة على مستوى العالم والتي تبرأت من ترجمة هذه الكتب.
وتابع "أغاثون" في بيان، أن الكتب الأربعة تعمدت ترجمة الكتاب المقدس بترجمة خاطئة، كما أنها تؤدي إلى أضرار جسيمة متعددة الجوانب، كما أن هذه الكتب في مقدمتها تؤدي إلى الشك والطعن في صحة وسلامة الكتاب المقدس من التحريف، لافتًا إلى أن هذه الكتب تطعن في لاهوت السيد المسيح له كل المجد وتقلل في طبيعة وجوهرة المساوي للأب والروح القدس في الطبيعة والجوهر والألوهية.
ولفت أسقف مغاغة والعدوة إلى أن من قاموا بترجمة هذه الكتب الأربعة لهم هدف خطير وهو إحياء البدعة الأريوسية التي حاربت لاهوت المسيح في الماضي وقضت عليها الكنيسة الجامعة في مجمع نقية المسكوني عام 325م بحضور 318 أسقفًا من جميع كنائس العالم الذي وضع قانون الإيمان المسيحي "بالحقيقة نؤمن بالإله واحد"، مؤكدًا أن هذا القانون يؤمن به كل مسيحي العالم، موضحاً أن هذه الترجمة تنكر تسجد الله الكلمة في ملء الزمان، بل القبول فقط بتجلية في شخص السيد المسيح، مؤكدًا أن هذه الترجمة هدفها ايضًا هدم عقيدة الثالوث القدوس القائم عليها الايمان بوحدانية الله.
أما الكنيسة الكاثوليكية فقالت فى بيان لها أنها لا تعتمد ولا تعترف بهذه الكتب كترجمات مقبولة للعهد الجديد، وتؤكد أيضا أنه لا علاقة لها بمثل هذه الترجمات، سواء من ناحية المحتوى الخاص، ولا من ناحية الذين قاموا بإعدادها أو نشرها وتوجهاتهم الفكرية أو الدينية.
مارى ملاك صادق مذيعة قناة "لوجوس" القبطية التى تبث من الخارج وهى قناة معارضة للكنيسة المصرية الأرثوذكسية استغلت الأزمة وقالت فى بوست نشرته عبر صفحتها فيس بوك: "لا تستغربوا الترجمات المسمومة المنشورة حاليا.. كل هذا منشأه المجمع الڤاتيكانى الثانى المسموم الذى نادى بطرق متنوعة للخلاص وببدعة خلاص غير المؤمنين.. فتشوا بعمق وستجدوا أن وراء كل كارثة كانت البداية من الڤاتيكان".
وقال بشير آدم أحد رواد فيس بوك: " على الكنائس الأرثوذكسية أن تعقد مجامعها المقدسة وليس فقط المحلية وفضح هذه الدعوات والهرطقات في موضوع الاناجيل الأربعة، وتدعوا باقي المسيحيين الذين يرفضون هذه الظلالات أن يعقدوا مجمع مسكوني لإدانة هذه التصرفات الشيطانية وفضح من ساهم بشكل فعلي او من ايد هذه التصرفات المشينة ضد المسيح كائن من كان من الطوائف المسيحية وتحريمها".
وكان المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي برئاسة نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز قد أصدر بيانا بشأن واقعة الأربع كتب المحرفة، وقال إنه نظرًا للاستفسارات والاتصالات التي وصلت إلينا بخصوص الأربعة كتب الآتية، المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، والبيان الصحيح لحواري المسيح، والإنجيل قراءة شرقية، وقراءة صوفية لإنجيل يوحنا، نوضح أن هذه الأربعة كتب محرفة النصوص، مشيراً على أن الكتب الأربعة لم تصدر من دار الكتاب المقدس أو طُبعت به وهو الجهة الوحيدة المنوط لها طباعة الكتاب المقدس في العالم، وأن هذه الترجمة تنشر بدعاً وهرطقات لهدم الإيمان المسيحي، وأن المقصود من هذا التحريف نقض وهدم العقيدة المسيحية وإضاعة لاهوت وجوهر السيد المسيح.
وسبق أن أصدر الدكتور القس اكرام لمعي رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بيانا قال فيه "أنني لم أقم على الإطلاق بعمل ترجمة لأي جزء في الكتابين، حيث إنني لست متخصصًا في هذا الشأن، وبالتالي أؤكد على عدم مشاركتي في هذه الترجمة، وتم وضع إسمي على غلاف الجزء الثاني من هذه الترجمة من قبل دار النشر التي طبعتها، وسواء وضع إسمي أو اسم غيري فمن الواضح أنه بهدف الترويج لهذه الترجمة".
كما نفى سنودس النيل الإنجيلي علاقته بالترجمة، وقال في بيان صادر له عن القس نادي لبيب رئيس سنودس النيل الإنجيلي، والقس رفعت فتحي الأمين العام للسنودس، أن الكنيسة الإنجيلية المشيخية أو أي من مجالسها أو مؤسساتها لم تشارك في هذه الترجمة، كذلك لم يكلف السنودس أي من اعضائه بالاشتراك فيها.