بعد القبض على الدويلة في تسريبات خيمة القذافي.. هل تساقطت أوراق الإخوان بالكويت؟
الأربعاء، 15 يوليو 2020 04:49 م محمد الشرقاوي
يبدو أن أوراق شجرة جماعة الإخوان الإرهابية في الكويت، بدأت في التساقط، ولكن هذه المرة بفضائح وعمليات تخابر تمس الأمن القومي للكويت، وهو ما كشفت عنه قضية الإخواني مبارك الدويلة.
اليوم الأربعاء، ألقت أجهزة الأمن الكويتية، القبض على النائب السابق في البرلمان مبارك الدويلة، بناء على قرار من النائب العام بشأن القضية التي سميت "تسريبات القذافي"، بعدما أصدرت النيابة العامة الكويتية، قراراً، بضبطه وإحضاره، على خلفية هذه التسريبات.
اقرأ أيضاً.. الإخوان في تركيا.. "التطبيل" لأردوغان واجب شرعاً
التسريبات المتورط فيها مبارك الدويلة، تمس الأمن القومي للكويت، وهي عبارة تسجيلات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية بين الدويلة والقذافي، يتحدث فيها عن الشأن العربي والخليجي، وإسقاط أنظمة الحكم.
صحيفة القبس الكويتية، نقلت عن مصدر - لم تسمه- قوله إن الدويلة، المنتمي لعناصر جماعة الإخوان، سيمثل أمام النائب العام للتحقيق حول ملابسات القضية بشأن تسجيلات سرية تعود للرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
وفي وقت سابق، برر القيادي الإخواني ما تداوله النشطاء، بقوله: "اضطررنا خلال الجلسة مع القذافي لمجاراته في حديثه لطمأنته ومعرفة ما وراءه، وبصراحة لم نجرؤ على معارضته ونحن معه في الخيمة". أحد التهم الموجهة للدويلة "المساس بالذات الأميرية"، تصل عقوبتها إلى السجن 10 سنوات.
التآمر على الدول أمر معتاد بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية، فليس مبارك الدويلة وحده، بل الأمين العام السابق لحزب الأمة حاكم المطيري، يواجه هو الآخر تهماً خطرة، على رأسها التخابر مع جهة أجنبية، والتي تمس بأمن الكويت وعلاقاتها الدبلوماسية مع بعض الدول.
ومن شأن التسريبات المتورط فيها الدويلة، المساس بمكانة الكويت السياسية، والعلاقات الدبلوماسية الكويتية مع السعودية، اللتين تجمعهما علاقة استراتيجية، ومن الممكن أن تهدد العلاقات مع مملكة البحرين والعراق.
وفي يوليو الماضي، ألقت السلطات الكويتية، ضبط خلیة "إرهابية" تتبع تنظيم الإخوان، ویحمل أعضاؤها الجنسية المصرية، وصدرت في حقهم أحكام قضائية وصلت إلى 15 عاما، وهو ما اعترف به التنظيم الإرهابي في مايو الماضي، حينما سلمت السلطات الكويتية الخلية إلى مصر.
وقال الجماعة في بيان لها، في مايو الماضي، إن هؤلاء العناصر ينتمون لها، وصدرت ضدهم أحكام قضائية في مصر، زاعمة أن السلطات الكويتية تخلت عن حيادها، وحملتها المسؤولية عن مصير عناصرها، مطالبة الكويت بالتوقف عن توقيف عناصرها على أراضيها وتسليمهم للسلطات المصرية، داعية إلى السماح لهم بمغادرة الكويت إلى أي دولة أخرى وبشكل آمن.
ولم ينكر أفراد الخلية التهم الموجهة إليهم في التحقيقات، وأٌقروا بقيامهم بعمليات إرهابية، وإخلال بالأمن في أماكن متعددة داخل الأراضي المصرية.
ويتحرك الإخوان في الكويت، ضمن خلايا عنقودية تسمى "البقع السوداء" السرية التابعة لجماعة الإخوان، بما يشبه اللجان الإلكترونية ظهروا للدفاع عن العناصر الإخوانية التي تم كشف تآمرها على دول الخليج أو تورطها بالتحريض على الإرهاب من أمثال عبدالله النفيسي ومبارك الدويلة وحاكم المطيري.
وقالت تقارير إن "البقع السوداء" هم عناصر تابعين لجماعة الإخوان أو داعمين لها، ويتبنون منهجها وفكرها، ولكنهم لا يعلنون ذلك، وتوظفهم الجماعة لتحقيق أهدافها، إما للدفاع عنها، أو لإثارة الفتنة، حسب الحاجة، وتستفيد ممن يتمكن منهم من الوصول لمراكز قيادية في بلدانهم.
البقع السوداء، كشف عنها القيادي الإخواني الهارب يوسف ندا، عبر قناة "الجزيرة" القطرية، وكذلك من خلال كتابه "من داخل الإخوان"، قال فيه: "لقد احتفظنا بصلاتنا بأشخاص في الظل كانوا بمثابة البقع السوداء في ارتفاعات لا يكشفها الرادار، ولكن عند الحاجة إليهم يتم إيقاظهم، وهذا ما اتبعناه في كل الأماكن التي حظرت نشاط الإخوان، كنا نعلم أن هؤلاء الرجال قبلوا بنا ولهم نفس أفكارنا ونأمل إذا طلبنا منهم شيئاً أن يفعلوه".
واعتبر مراقبون تحركات الدولة الكويتية على مدار العام الجاري والمنقضي، بمثابة تغيير جذري في تعامل الدولة الأميرية مع حركات الإسلام السياسي والإخوان على رأسها.
إطلاق "البقع السوداء" في الكويت – تم رصده- بعد نشر تسجيلات مسربة للإخوانيين مبارك الدويلة وحاكم المطيري يتآمران فيها على السعودية والكويت والبحرين ضمن ما يعرف إعلاميا "بتسريبات خيمة القذافي"، إضافة إلى نشر مقاطع فيديو للإخواني الكويتي عبدالله النفيسي، توثق تحريضه على الإرهاب، والفخر والاعتزاز بالإرهابيين، والإساءة لدول ورموز المنطق