ماذا لو تمكنت تركيا من احتلال ليبيا؟.. (سيناريوهات في أحلام أردوغان)
الأربعاء، 15 يوليو 2020 03:47 ممحمد الشرقاوي
تدفع تركيا بثقلها لوضع قدم لها في ليبيا، فمشروعها الإخواني الجديد-العثماني سابقاً- يتطلب أن تكون طرابلس عاصمة للدولة الإخوانية والتي سبق وأعلن عنها أردوغان.
بالطبع، لن يقبل الليبيون بذلك، ولا دول الجوار أيضاً، فالدولة التي بدأت حربها ضد المشروع الإخواني في العالم ككل لن تسمح له بالتمدد، هكذا يقول مراقبون، على الرغم من توجيه مصر رسائل مباشرة بأنها لن تسمح بالمساس بأمنها القومي ولا العربي. الرئيس عبد الفتاح السيسي قال ذلك.
وفي أصعب السيناريوهات، ماذا لو تمكنت تركيا من احتلال ليبيا؟، المؤكد أن ستكون هناك تداعيات تبشر بالشر، فالدولة التي تدفع بالآلاف من الإرهابيين الذي زرعتهم في سوريا، لن يكون وراءها خير.
دوافع تركيا لتهديد أمن مصر
تريد الدولة العثمانية ذات التاريخ القذر، أن تهدد أمن مصر، الدولة العصية، والتي كسرت شوكتها قديماً، في معركة قونية، في 21 ديسمبر 1832.
الصفعة المصرية كانت قاسية، وبداية سقوط الخلافة الفاسدة- التي يريد أردوغان إحياءها مجدداً- في معركة قادها إبراهيم باشا، بينما قاد العثمانيين رشيد محمد خوجة باشا، وانتهت بانتصار ساحق لجيش محمد على واقتراب إبراهيم باشا من الآستانة عاصمة الدولة العثمانية، وهي التي لا ينساها أردوغان.
توالي الصفعات المصرية على وجه الدولة التركية، خاصة مع سقوط مشروع الإخوان المسلمين في 2013ن عمق الجراح التركية، حيث كان يسعى الأتراك، لنشر مخططهم من مصر.
كان الحل من وجه نظر الفاشي العثماني، هو تهديد الحد الغربي لمصر، بعد سقوط مشروع الإخوان أيضاً في السودان، وسقوط عمر البشير، وبالتالي لم يبق أمامه سوى ليبيا، العائمة في الفوضي.
بدأت قطر رحلة الفوضى مبكراً في 2011 في ليبيا، فمولت الميليشيات المسلحة، وامتد نفوذها حتى قرب الحدود المصرية، لكن ومع إفاقة الجيش الوطني الليبي واستعادة قواه، بات الخطر ينجلي رودياً رودياً، حتى أوشك القضاء عليه في العاصمة طرابلس.
لذا دفع أردوغان بآلاف المرتزقة السوريين إلى طرابلس، في محاولة منه لمنع سقوط المشروع الإخواني هناك، غير دوافع أخرى منها نهب ثروات البلد التي تعوم على النفط.
مصر هدف المرتزقة في ليبيا
أرسلت تركيا حتى اللحظة، نحو 18 ألف مرتزق سوري، بعدما دربتهم وأهلتهم في معسكراتها في الشمال السوري، جميعهم لديهم عقيدة، أن مصر الهدف، وأن إسقاطها واجب شرعي.
الأمر تأكد في مقطع فيديو، حيث كشف مرتزق من المعارضة السورية، ممن أرسلهم أردوغان للقتال في ليبيا، عن حقيقة النوايا التركية، وقال: "قادمون لتحرير مصر، بعد تحرير ليبيا".
وقال المسلح السوري، إنه يوجه تحية من قلب ليبيا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفاً: "هي ذخيرة أردوغان، وإن شالله رح نرميها كلها في الحفاترة، ومنجيك يا سيسي ومنحرر مصر منك، جايينك بعد ما نحرر ليبيا، هي الذخيرة ما نخلصها غير بليبيا، ذخيرة كبيرة".
لتنجلي المطامع التركية نحو مصر، وأن الأمر ليس مجرد دعم للوفاق، وهو ما حذرت منه الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
تركيا تهدد أمن أوروبا
ليست مصر وحدها مهددة، بل أوروبا أيضاً، وهو ما أكده مسؤولون أوروبيون، ونقلته تقارير صحفية، منها مقال نشره موقع "يوروبيان ريبورتر" البلجيكي، جاء فيه أن السياسة التي تنتهجها تركيا في ليبيا تمثل تهديدا للاتحاد الأوروبي.
التاريخ المنشور في 28 يونيو الماضي، قال إن التدخل التركي في الصراع الليبي أحدث تأثيرا سلبيا في المنطقة، وهو ما عززه تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "تركيا تلعب لعبة خطيرة في ليبيا، لا أريد أن أرى ليبيا في غضون ستة شهور أو عام أو عامين في نفس الوضع الذي باتت عليه سوريا اليوم".
اليونان أعلنت عن ذلك، وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، في بيان رسمي، إن أنقرة تواصل تدمير الأمن والاستقرار والسلام في شرق البحر المتوسط وتتسبب في مشكلات مع كافة جيرانها.. تركيا انتهكت سيادة ليبيا سوريا والعراق وجمهورية قبرص شريكتنا في الاتحاد الأوروبي".
وتابع الوزير: "في ليبيا تنتهك تركيا حظر السلاح الأممي سعيا وراء تحقيق تطلعات دولة عثمانية جديدة، وتتجاهل بشكل صريح نداءات أوروبا المتكررة لاحترام الشرعية الدولية".
نهب ثروات الليبيين
عبر الإخوان، تنهب تركيا ثروات الليبيين في الوقت الحالي، لكنها تريد المزيد، عبر السيطرة على موانئ وحقول النفط الليبية، وباتت تهدد بشكل علني أنها ستتدخل عسكرياً في تلك المنطقة لاستعادتها.
وتعتبر مصر منطقة الهلال النفطي، خط أحمر بالنسبة لأمنها القومي، وقال الرئيس السيسي، أننا نسعى إلى التوصل إلى حل سياسي في ليبيا، ولن نسمح بتجاوز الصراع لخط سرت، مشيراً إلى أن سرت والجفرة بالنسبة لأمن مصر خط أحمر لن نسمح بالمساس به.
وبالتالي توقن تركيا، مدى أهمية تلك المنطقة، لأن السيطرة عليها، سيتيح لها تهديد الأمن المصري، والسيطرة على حقول وموانئ النفط.