وضع تمثال "سمراء إفريقية" مكان تمثاله.. قصة إدوارد كولستون "تاجر العبيد البريطاني"

"إدوارد كولستون" هو تاجر عبيد  إنجليزي لم يكن يتخيل يوما أن يصنع له تمثالا فى في مدينة بريستول الساحلية، ويظل لسنوات إلى أن يقوم متظاهرون بتحطيمه ليحل مكانة تمثال فتاة سمراء من أصل إفريقي وهي ترفع قبضتها في الهواء.

عاش "إدوارد كولستون" فى القرن السابع عشر، ووصف بكونه واحدا من كبار تجار الرقيق وكان عضوا في الشركة الإفريقية الملكية التي نقلت 84 ألف إفريقي، من بينهم رجال ونساء وأطفال، للعمل في الأميركتين إبان فترة العبودية وتوفى في عام 1721 ميلاديز.

وفق تقارير صحفية بريطانية فيعتقد أن "إدوارد كولستون" باع  نحو 100 ألف شخص من غرب إفريقيا في منطقة البحر الكاريبي والأمريكتين بين 1672 و 1689.

 صحيفة "الجارديان" البريطانية، كانت قد كشفت إن التمثال البرونزي الذي يبلغ طوله 5.5 متر (18 قدمًا) كان قد وضع في شارع كولستون منذ عام 1895 كنصب تذكاري لأعماله الخيرية ، والتى اتجه إليها بعد أن جرد نفسه من العلاقة بشركة متورطة في بيع عشرات الآلاف من العبيد. اشتملت أعماله في المدينة على أموال لدعم المدارس والبيوت والكنائس.

وفق تقرير للصحيفة البريطانية فإنه على الرغم من أن كولستون ولد في بريستول عام 1636 ، إلا أنه لم يعش هناك.ونشأ كولستون في عائلة تجارية ثرية في بريستول وبعد أن ذهب إلى المدرسة في لندن ، أسس نفسه كتاجر ناجح في صناعة المنسوجات والصوف.

في عام 1680 انضم إلى شركة الشركة الملكية الأفريقية (RAC) التي كانت تحتكر تجارة الرقيق في غرب إفريقيا. كان يرأسها رسميًا شقيق الملك تشارلز الثاني الذي تولى العرش في وقت لاحق باسم جيمس الثاني. وسمت الشركة العبيد - بمن فيهم النساء والأطفال - بالأحرف الأولى الخاصة بالشركة على صدورهم.

وانتزع المتظاهرون تمثال إدوارد كولستون، الذي جنى ثروة طائلة من تجارة العبيد في غرب إفريقيا، وألقوا به في الميناء الشهر الماضي عقب وفاة جورج فلويد الأمريكى من أصل إفريقي وهو في قبضة الشرطة بمدينة منيابوليس الأمريكية يوم 25 مايو الماضى.

يذكر أن المدن الأمريكية، ومن بينها العاصمة واشنطن، كانت قد  شهدت احتجاجات واسعة ضد عنف قوات الأمن والعنصرية أشعلها مقتل جورج فلويد، أمريكى من أصول أفريقية، جراء استخدام عناصر شرطة مينيابوليس العنف معه أثناء عملية القبض عليه يوم 25 مايو الماضى.

وخرجت مسيرات حاشدة في لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا ونيويورك وكذلك في العاصمة واشنطن قرب المتنزه الذي أُجلي المتظاهرون عنه، لإفساح الطريق أمام الرئيس دونالد ترامب حتى يسير من البيت الأبيض إلى كنيسة قريبة لالتقاط صورة.

ورشق المتظاهرين برشق الشرطة بزجاجات المياه في محيط البيت الأبيض الذي شهد عودة مكثفة للمحتجين مجددا، ووفقا لشبكة سكاى نيوز، فإنه تم منع المتظاهرين من اجتياز جسر بروكلين.

وفي هيوستن تظاهر عشرات الآلاف، تكريما لذكرى فلويد، وقال سيلفستر تيرنر، رئيس بلدية المدينة الواقعة في ولاية تكساس، مخاطبا المحتشدين الذين قدّر عددهم بحوالي 60 ألف شخص إن "هذا اليوم لا يتعلق بالبلدية بل بعائلة جورج فلويد، نريدهم أن يعرفوا أن جورج لم يمت هباءً، ونحن لسنا مثاليين ونعترف بذلك. في مدينتنا، نحن نحترم الجميع، كل حي له قيمته".

وعقب تزايد الاحتجاجات اضطر معه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي الاستعانة بالجيش، حيث تم نقل نحو 1600 من قوات الجيش إلى العاصمة واشنطن لدعم السلطات المدنية، حيث  تم نقلهم جوا إلى قواعد في العاصمة واشنطن حسبما أعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر.