الحرب على الإرهاب ذريعة واهية.. ما الذي يريده أردوغان من تدخله في العراق؟
الإثنين، 13 يوليو 2020 05:03 م
لا تزال تركيا تنظر إلى منطقة الشرق الأوسط على أنها مجرد كعكة كبيرة ترغب في أن تستفيد منها أكبر استفادة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري بعيدا كل البعد عن ما تدعيه من أهداف كالدفاع عن الشرعية ومحاربة الإرهاب والتعاون الوثيق مع الشعوب العربية، ولعل مفارقات تدخلات تركيا في المنطقة بين دولة وآخرى خير دليل على تناقضات مبرراتها.
ففي ليبيا تدعى تركيا أنها هناك للدفاع عن الشرعية بحكم اتفاقيتها مع حكومة الوفاق، في حين يكتشف أن هذا المبرر سيكون أضعف عند استخدامه في تبرير التدخل التركي في العراق، لذلك تواصل تركيا انتهاكها للأراضي العراقية تحت مزاعم ملاحقة قوات حزب العمال الكردستاني ومكافحة إرهابه.
وترفض العراق التدخلات التركية في شمالي البلاد، وتصفها أنها انتهاك وخرق للسيادة، لكن رغم تحذيرات بغداد المتكررة، كثفت أنقرة من غاراتها لمواقع واقعة ضمن قضاء زاخو بمحافظة دهوك شمالي البلاد.
واندلعت معارك طاحنة بين قوات حزب العمال الكردستاني والقوات التركية، استخدمت فيها أنقرة الطائرات المقاتلة وسلاح المدفعية، فيما أسفرت عمليات القصف التركي المستمرة على العراق، عن خسائر كبيرة في ممتلكات ومنازل المدنيين، كما أدت إلى تهجير أعداد كبيرة من سكان القرى الواقعة ضمن الإقليم العراقي.
وجاء هذا التصعيد التركي على الشمال العراقي في خضم التوتر العراقي التركي المتنامي على خلفية الانتهاكات التركية، ما اسفر عن مطالبة العراق للمجتمع الدولي بوقف تلك الانتهاكات، ووضع حد للخطوات التصعيدية غير المسبوقة التي باتت تنتهجها أنقرة في الآونة الأخيرة.
وجاءت هذه العملية العسكرية التركية خلال اليومين الماضيين بعد تعزيزات عسكرية دفعت بها أنقرة إلى شرقي قضاء زاخو، فيما يؤكد مراقبون أنها محاولة تركية لتعزيز النفوذ التركي في المنطقة عبر توسيع مناطق سيطرتها في الشمال العراقي.
لكن بعض المحللون يرون في خطوات أنقرة في العراق مساعي جدية بتثبيت الأولى قواتها على طول الشريط الحدودي بين البلدين، على أن يكون ذلك تواجد ثابت للقوات التركية في العراق.