متحف أيا صوفيا: استفزازات تركية.. واحتجاجات أرثوذكسية
السبت، 11 يوليو 2020 03:54 م
واصل الرئيس التركي رجب أردوغان، سياسته الاستفزازية للعالم المسيحي، بعدما قرر تحويل متحف أيا صوفيا التاريخي إلى مسجد، بهدف دغدغة مشاعر المسلمين وكسب تعاطفهم، الأمر الذي أثار الغضب بين صفوف الكنائس الأرثوذكسية.
ومتحف «أيا صوفيا» كان في الأصل كنيسة لديها تاريخ قديم يرتبط بكرسي كنيسة القسطنطينة، التي كانت تابعة للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية قبل سقوط القسطنطينية على يد محمد الفاتح.
الكنيسة الروسية الأرثوذكسية
في البداية، أعرب البطريرك كيريل بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، عن قلقه بشأن دعوات بعض السياسيين الأتراك لمراجعة حالة متحف آيا صوفيا، أحد أعظم المعالم في الثقافة المسيحية.
وقال البطريرك الروسي: عبر أجيال عديدة ظلت آيا صوفيا رمزا ، دخلت صورتها ثقافتنا وتاريخنا بقوة، مضيفا: «أعطى القوة والإلهام لمهندسينا المعماريين في كييف ونوفجورود وبولوتسك- في جميع المراكز الرئيسية للتكوين الروحي لروسيا القديمة».
وأشار البطريرك الروسي إلى تاريخ العلاقات بين روسيا والقسطنطينية كانت هناك فترات مختلفة، وأحيانًا صعبة للغاية، لكنها الآن محاولة لإذلال أو دحر التراث الروحي لكنيسة القسطنطينية، الذي يعود إلى ألف عام.
وتابع : بالنسبة لكل شخص أرثوذكسي روسي، تعد آيا صوفيا مزارًا مسيحيًا عظيمًا.. من واجب كل دولة متحضرة الحفاظ على التوازن.. التوفيق بين التناقضات في المجتمع، وعدم تفاقمها؛ تعزيز توحيد الناس، وليس الانفصال.
وأعرب البطريرك عن أمله في أن تتوخى الحكومة التركية الحكمة مضيفا: إن الحفاظ على الوضع الحالي المحايد لآيا صوفيا، إحدى أعظم روائع الثقافة المسيحية، الرمز الكنسي لملايين المسيحيين حول العالم، سيزيد من تطوير العلاقات بين شعبي روسيا وتركيا، ويعزز السلام والوئام بين الأديان.
كنيسة الروم الأرثوذكس
من ناحيته، قال المطران نيقولا انطونيو المتحدث باسم كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر، إن الكنيسة أحد علامات العالم المسيحي وأن العبث بها أصاب المسيحيين الأرثوذكس بالصدمة.
وروى المطران تاريخ الكنيسة العريقة وقال: في منتصف القرن الخامس الميلادي، منح المجمع المسكوني الرابع (451م) أسقفية أورشليم استقلالها عن سلطة القيصرية وأعطاها المرتبة الخامسة بين الكنائس الكبرى.
واستكمل: كما أعطي المجمع المسكوني الرابع التقدم لروما الجديدة (القسطنطينية) بعد روما القديمة (مدينة روما) لأنها مقر إمبراطور الشرق، وأقر بالمساواة في الكرامة بين أسقفي روما القديمة (روما التاريخية) وروما الجديدة (القسطنطينية). بذلك رُتبت الأولوية بين الخمس الكنائس الكبرى بحسب الأهمية الإدارية لكل منها في الإمبراطورية الرومانية الواحدة؛ لأن المدن الرئيسية لهذه الكنائس كانت المراكز الكبرى الإدارية والروحية للإمبراطورية.
وتابع: وكان لكل كرسي من هذه الكراسي سلطته على أقطار معلومة تسودها جميعها العقيدة الأرثوذكسية الواحدة، وقد كانت كنيسة أيا صوفيا هي مقر كرسي القسطنطينية بالغ الأهمية في العالم المسيحي.