مار مينا العجايبي.. معجزات قديس تحمل اسمه 17 كنيسة
الأربعاء، 08 يوليو 2020 05:00 م
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى تدشين أول كنيسة باسم الشهيد مارمينا وإقامة ديره بكينج مريوط والذى كان قد استشهد فى 15 من شهر هاتور لعام 1735 قبطي وهو الملقب بـ"الأمين المبارك" ،وهي الكنيسة التي اهتم بها البابا كيرلس السادس، وأقام حولها دير كبير باسم القديس مار مينا العجايبى وتوالت بعدها الكنائس التى حملت اسمه لتبلغ 17 كنيسة.
وينسب للقديس ما رمينا العجائبى الكثير من المعجزات فهو الذى شفى ابنة ملك القسطنطينية، من مرض الجذام بعد أن أخذت من التراب المدفون فيه جثمانه وبللته بالماء ولطخت جسمها ونامت تلك الليلة في ذلك المكان، فرأت في نومها القديس مينا وهو يقول لها "قومي باكرا واحفري في هذا المكان فتجدي جسدي".
استيقظت ابنة ملك القسطنطينية من نومها لتجد نفسها قد شفيت، وعندما حفرت في المكان وجدت جسد القديس مار مينا فأرسلت إلى والدها وأعلمته بالخبر فأمر ببناء كنيسة فى هذا الموضع.
كان والد "مار مينا" هو " اوذكسيوس" من أهالي نقيوس وواليا عليها، فوفق - السنكسار- حسده أخوه وسعي به عند الملك، فنقله إلى أفريقيا وولاه عليها ففرح به أهلها لأنه كان رحيما.
كانت والدة مار مينا عاقرا وتوسلت إلى الله أن يرزقها طفلا بعد أن شاهدت الأولاد في الكنيسة بملابسهم النظيفة مع والديهم في عيد السيدة العذراء، ليرزقها الله ولدا،فأسمته مينا.
توفى والد مينا عقب بلوغه إحدى عشرة سنة ورحلت والدته بعد ثلاث سنوات، "فكرس هذا القديس حياته للصوم والصلاة والسلوك المستقيم، حتى انه من حب الجميع له ولأبيه، أقاموه مكان أبيه، ومع هذا فانه لم يتخل عن عبادته".
الشهيد مارمينا
يقول " السنكسار" إنه عندما ارتد دقلديانوس واصدر أوامره بعبادة الأوثان، ترك مار مينا ولايته ومضي إلى البرية عقب استشهاد الكثير من المسيحيين ليكث اياما فى البرية يتعبد ثم يعود مرة اخرى إلى ولايته ليعترف بمسيحيته.
حاول "دقلديانوس" استمالة "مار مينا" إلا أنه فى النهاية أمر بقطع رأسه وطرح جسده في النار، وتذرية رماده في الرياح.
معجزات كثيرة وقعت طبقا للمعتقد المسيحى عقب استشهاد "مار مينا" فقد لبث جسد القديس في النار 3 أيام و3 ليال لم ينله فساد، واستطاعت أخته الحصول على الجثمان بعد دفعها أموالا كثيرة للجند.
وضعت شقيقة "مار مينا" جثمان شقيقها فى جول خوص وعزمت على التوجه إلى الإسكندرية كما أوصاها أخوها، فركبت ومعها جسد أخيها إحدى المراكب إلى الإسكندرية.
أثناء سير الركب خرجت عليهم وحوش بحرية له رقاب طويلة مثل الجمال لافتراس ركاب المركب، لتصلى آخت القديس إلى الله وتطلب شفاعة أخيها لتخرج نار من الجسد إلى وجوه لتجبر الوحوش، على أن تغطس في الماء.
عقب وصول الجثمان المقدس إلى الإسكندرية خرج الآلاف مع البطريرك وحملوا الجسد، وادخلوه المدينة فى احتفال مهيب وأودعوه في الكنيسة عقب تكفينه بأكفان غالية.
حمل البطريرك أثناسيوس الرسولي، عقب انقضاء زمان الاضطهاد، جسد القديس مينا على جمل وخرج به من المدينة، ولم يدع أحدا يقوده بل يتبعه من بعيد.
ساروا الجمل حتى وصل إلى مكان يسمي بحيرة بياض بجهة مريوط، وحينئذ أنزلوا الجسد ووضعوه في تابوت وجعلوه في بستان جميل.
عقب ثورة أهالي الخمس المدن علي البلاد المجاورة للإسكندرية، حمل الوالي معه الجثمان المبارك ليتغلب وجيشه علي البربر، لكنه أصر على عدم ارجاع جسد القديس إلى مكانه الأصلي و أخذه إلى الإسكندرية.
خلال مرور الركب على بحيرة بياض وهى مكان جثمان القديس مار مينا الأصلي، برك الجمل الحامل للجثمان، فنقلوه على جمل ثان فلم يتحرك من مكانه رغم كثرة ضربه
"صنعوا تابوتا من الخشب الذي لا يسوس ووضع فيه التابوت الفضة ووضعه في مكانه" وفق السنكسار حتى كان في البرية راعي غنم قد غطس منه يوما ما خروف اجرب في بركة ماء كانت بجانب المكان الذي به جسد القديس، ثم خرج الخروف وتمرغ في تراب ذلك المكان فبرئ في الحال، فلما عاين الراعي هذه الأعجوبة بهت وصار يأخذ من تراب ذلك المكان ويسكب علي الماء ويلطخ به كل خروف اجرب، أو به عاهة فيبرأ من وقته.