تلك الصفحات سبق وحذر منها قداسة البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية بالعباسية، وأنها تعمل على تزييف الوعى المسيحي في تلك القضية، حيث روجت على مدار شهور التقاضى شائعات تؤكد براءة الرهبان.
لجنة شئون الرهبنة جردت الراهب إشعياء المقارى واسمه بالميلاد وائل سعد تواضروس من رهبانيته قبل صدور حكم المحكمة وقبل إحالته رسميا للجنايات وذلك لارتكابه مخالفات كنسية، بينما ما زال الجميع يترقب صدور قرار مماثل يخص الراهب فلتاؤس المقارى الذى لم تعاقبه الكنيسة بالتجريد حتى اليوم وانتظرت ثبوت التهم عليه.
ويعزز من نظرة عدم تصديق المخالفات، هو أن قطاع كبير من الأقباط تربى على الصورة الطوباوية للرهبان، لا يمكنه أن يصدق ما جرى فيبحث عن أسباب أخرى تغذى تلك الصورة الذهنية التى تربى عليها، رغم تأكيد قداسة البابا تواضروس أكثر من مرة أن يهوذا كان أحد تلاميذ المسيح وأن وجود عنصر غير صالح لا يسئ للمنظومة كلها لأنها أكبر من مجرد حادث.
فى كتاب "الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد"، يتحدث الباحث الكنسي كمال زاخر، عن تلك النظرية: "لكن منظومة الرهبنة شأن كل كائن حى تتأثر بما يعترى الإنسان -قوامها الأساسى- من تغيرات وتفاعلات، فتراها تتراوح بين صعود وهبوط، وبقدر التزامها بمحاورها تكون قوتها، وبقدر انتباهها لخصوصيتها وقدرتها على مراجعة واقعها قياسًا على هدفها الذى تأسست وقامت لتحقيقه".
واستكمل: "تأتى إمكانية خروجها من أزماتها وانتصارها فى حروبها التى لا تتوقف، من داخلها ومن خارجها. ولا شك أن الرهبنة المعاصرة تحتاج إلى وقفة جادة، مع نفسها أولًا، ومن الكنيسة معها ثانية، لكونها أحد أهم الأرقام فى معادلة الكنيسة الفكرية واللاهوتية، بل ومن المجتمع العام خارجها".