المال مقابل "الفنكوش".. هكذا يسلب أردوغان أموال القطريين والليبيين
السبت، 04 يوليو 2020 10:24 ممحمد الشرقاوي
في وقت تعيش فيه تركيا أسوء فتراتها الاقتصادية، في ظل سياسات فاشلة للرئيس التركي رجب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية، قد تدفع بها نحو الهاوية، تواصل نشر قواتها في دول عدة وهو الأمر الذي قد لا يجد البعض له تفسير.
الأمر ليس غريب، فالعلاقة بين الاقتصاد المتهاوي ونشر القوات العسكرية، هو أمر له تداعيات كثيرة على الاقتصاد التركي وذلك في حال عدم وجود عائد مادي عن تلك الضربات التي تنفذها في ليبيا كذلك القوات المتواجدة في الدوحة.
لكن العائد المادي الكبير يعطي قبلة الحياة للاقتصاد التركي، في ظل نظام سياسي يتعامل مع حلفاءه بمبدأ جباية الضرائب، هو بالفعل ما يحدث مع قطر وليبيا، فمقابل الحماية العسكرية ودعم ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الليبي.
كل ذلك بثمن، فالقواعد التركية في قطر لحماية نظام الدوحة، باتت ورقة تجيد بها أنقرة اللعب لسلب ثروات الدوحة وهو الأمر الذي أكده مراقبون، تقول صحيفة أحوال التركية: أردوغان يحاول تحذير عائلة آل ثاني من أن القواعد العسكرية التركية في الدوحة يمكن أن تصبح قريباً الحماية الوحيدة لقطر من القوى الإقليمية المعادية مثل المملكة العربية السعودية، خاصة وأن الولايات المتحدة تدرس خيار تقليص قاعدتها هناك.
وبالتالي وجدت قطر نفسها مجبرة على دعم الاقتصاد التركي بزيادة صفقة مبادلة العملة لوقف الليرة التركية من الانهيار، حيث رفعت قيمة الصفقة إلى 15 مليار دولار، كذلك تمويل مخططات أردوغان في المنطقة، في ظل تزايد المخاوف من نية الولايات المتحدة تنفيذ تهديدها بتقليص وجودها العسكري في قاعدة العُديد الجوية في الدوحة.
الأمر نفسه تفعله تركيا مع حكومة الوفاق في ليبيا، حيث استحوذت مؤخراً على أموال ليبية كانت لديها في بنوكها دون انتظار تسوية ديونها مع ليبيا وتنفيذ الأحكام القضائية القاضية بتعويض الشركات التركية عن عقود توقف تنفيذها بسبب سقوط نظام معمر القذافي، وذلك في وقت تعاني فيه المصارف الليبية من شح في السيولة.
وقبل أيام قال رئيس لجنة إدارة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزي البيضاء، رمزي الأغا، تحولاً كبيراً حصل في إدارة العمليات الخارجية بمصرف ليبيا، خاصة في ما يتعلق بالتحويلات والودائع المالية بعد التدخلات التركية، حيث غير محافظ البنك المركزي الإخواني الصديق الكبير، عمليات إدارة الاحتياطيات المالية وخلق مجموعة من الودائع الزمنية تبلغ مدتها نحو 4 سنوات بدون أي عائد تسمى الودائع الصفرية وصلت قيمتها إلى 8 مليارات دولار أودعت بكاملها في مصرف تركيا المركزي.
وأشار إلى أن هذه الودائع وحسب الاتفاقية الموقعة بين السراج وأردوغان ستستمر في بنوك تركيا لمدة 4 سنوات، وبدون أي فوائد أو تكاليف من أجل استقرار الليرة التركية وحماية الاقتصاد التركي ، مشيراً إلى وجود تعليمات بتوجيه جميع الاعتمادات المالية إلى البنوك التركية وتحويل الأموال والودائع الليبية التي كانت متواجدة في بنوك أوروبا إلى بنوك تركيا.
واستولى أردوغان على أموال الليبيين مقابل الدفع بآلاف المرتزقة إلى ليبيا وتقديم دعم استشاري وميداني عسكري للوفاق ضد الجيش الليبي، وتتحمل حكومة الوفاق تكلفة كل ذلك، من أموال الليبيين.
تقارير صحفية وصفت زيارات أردوغان ووفوده إلى قطر وليبيا مؤخراً، أشضبه بعمليات جباية الضرائب، فكان برفقته وزير المالية بيرات ألبيرق ووزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان.
وبعد يوم واحد من زيارة الخليج، توجه أكار ورئيس الأركان العامة التركي يشار غولر إلى العاصمة الليبية طرابلس لمراجعة اتفاقية التعاون الأمني بين أنقرة مع حكومة الوفاق.
ووقعت أنقرة وقعت مع حكومة الوفاق أواخر العام الماضي مذكرة تعاون عسكري في مقابل مذكرة ترسيم الحدود البحرية التي أتاحت لها التنقيب عن النفط في المتوسط بشكل رسمي، ومكافأة للوفاق نقلت تركيا قوات عسكرية إلى ليبيا وجندت مقاتلين سوريين للقتال في ليبيا.