علاقة التباعد الفكري بـ "التحرش والتيك توك والإرهاب"!
السبت، 04 يوليو 2020 03:10 م
جاءت جائحة كورونا لتجبر العالم على اتباع عادات غير مسبوقة من تباعد إجتماعى إلى الإلتزام بإرشادات صحية كان دائما ما يتجاهلها الإنسان.
حالة من الرعب أصابت العالم فما من بضعة أشخاص يجمعهم مكان واحد إلا ويحافظوا على مسافة آمنة بينهم ، دون السلام بالأيدى، فلقد أصبحت "الكمامة" شعار المرحلة.
إستطاع فيروس كورونا أن يغير من السلوك البشرى الفوضوى ويضعه فى إطار نسق منظم وقواعد يحترمها الجميع للحفاظ على الحياة.
إذا ما ضرب شخص ما عرض الحائط بتعليمات السلامة فى أزمة كورونا التى يبدو انها لن تنتهى على المدى القريب فالمصاب سيكون جلل والمرض اللعين لن يصيبه بمفرده بل سينتقل منه إلى عشرات الابرايا لذلك فالمسئولية هنا مجتمعية يتحمل نتائجها السلبية والإيجابية الجميع دون استثناء!
التعايش الإجتماعى صار ضرورة حتمية فى ظل عجز العلماء حتى لحظة كتابة هذه السطور عن الوصول إلى لقاح أو علاج يجنب البشرية مخاطر الفيروس القاتل.
السؤال .. هل هناك علاقة بين التحرش و"التيك توك" والإرهاب وكورونا؟.. من وجهة نظرى نعم هناك علاقة وثيقة بينهم،فكما استفدنا من جائحة كورونا فى تغيير بعض سلوكيات البشر فنستطيع عبر استلهام إيجابيات التجربة أن نحاول حل أزمات ومشكلات سببها انتشار ظواهر سلبية فى المجتمع مثل التحرس والتيك توك والإرهاب!
لو جربنا ما أطلق عليه " التباعد الفكرى" على طريقة " التباعد الإجتماعى" ربما ساهم فى حل الكثير من المعضلات الحياتية الراهنة مثل قضية الإرهاب والتى حلها يكمن فى مجرد تطبيق التباعد الفكرى بين المعتقدات والتصورات والأفكار فلماذا لا نحترم التباعد الفكرى؟
التباعد الفكرى هو احترام ما يعتنقه الآخر دون الخوض فى تفاصيله ومحاولة نقده والنبش فيه بغرض هدمه لإجبار هذا الآخر على اعتناق ما أتصوره صواب.
فى أزمة مثل الإرهاب تظل الأفكار، والمعتقدات المشوهة حاضرة بقوة، فهى التى تطلق الرصاص عبر أشخاص لم يحترموا أن هناك ثقافات أخرى مختلفة بالكلية عما يظنوا أنه الصواب.
وفى أزمة انتشار ظاهرة فتيات "التيك توك" تستمد استمرارها من أرباح خيالية تحصل عليها فتيات غير ناضجات فكريا فلو تجاهلنا البحث عن مقاطع الفيديو التى تبث عبر الشبكة العنكبوتية لافلست الشركات التى تدفع بالدولار وتجنى الأرباح مستغلة عدم وعى الفتيات بالمحتوى السام الذى ينتشر فى المجتمهع ويشجع آخريات على إتخاذ "التك توك" حرفة!
أما قضية التحرش فمعظم حوادثها تقع لعدم احترام الشاب المستهتر للأنثى متذرعا بملبسها، أو طريقة مشيتها، وهى أكاذيب تدحضها وقائع التحرش بمنتقبات.
إحترام الأنثى ككائن له نفس حقوق الرجل وعليه ذات الواجبات هو ما قد يحد من الظاهرة، ويأتى ذلك بتوعية الشباب ،ورفع مستوى ثقافتهم والتنبيه عليهم بوضع تباعد فكرى بين ما تنادى به غرائزهم، وما يجب عليهم أن يطبقوه فى المجتمع، ومع أنفسهم من سلوكيات حميدة.
لو حافظ البشر على ما أطلق عليه "التباعد الفكرى" لاستطعنا حل الكثير من المشاكل، فبمجرد أن نضع بيننا وبين الآخر هذا القدر من التباعد مع احترمه وعدم المساس به فربما ينصلح حال العالم وتخفت فيه اصوات الصراعات وطلقات الرصاصودانات المدافع.
"التباعد الفكرى" الذى نؤكد عليه بمعناه الإيجابى فلا يستطيع أحد أن يدعو كائن إجتماعى بطبعه مثل الإنسان أن يتقوقع داخل نفسه وعليها ولا يتواصل إجتماعيا مع الآخر ولنا فى أزمة كورونا وتباعدها الإجتماعى خير تطبيق لما يجب أن يكون عليه الإنسان.