مفاجأة سارة تلقاها محبو البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بكتابته قصة قصيرة فى جريدة الأهرام بعنوان" صديقتي" ،ما يعيد إلى الأذهان إلى قيام المتنيح البابا شنودة الثالث بقرض الشعر، فقد كان صحفيا،وعضوا بنقابة الصحفيين المصرية، وما يستدعى أيضا مواهب باباوات الكنيسة القبطة التى يطول شرحها، ولكننا نكتفى هنا ببعض نماذج من مهارات، وعلم، ومواهب "البطاركة" التى خلد بعضها تاريخ الكنيسة، وكذلك سجلت الصحف بعض ما خطته أياديهم من إبداعات.
تحت عنوان"صديقتى" نشرت الزميلة "الأهرام" قصة قصيرة بقلم قداسة البابا تواضروس الثانى بدأها بقوله:" أسكن بالطابق الثالث فى بناية ذات أربع طوابق وكنت أحب غرفتى بل وأعشقها رغم أثاثها البسيط جداً ..سرير ودولاب وكرسي وسجاده بالارض وأضاءة كافيه بالسقف ، كنت أحب الجلوس فيها ولوقت طويل ودون ملل أو ضجر. ورغم أن لى مسكنا أخر فى مدينه أخرى ...ألا أن هذه الغرفة كانت تجذبنى دائماً فى حياتى التى أعيشها بمفردى داخلها .
كنت أتسأل دوماً: لماذا أحب غرفتى هذا الحب الكبير ؟ وعندما بحثت عن السبب ... وجدت ضالتى ! فى غرفتى نافذه مستطيله ذات ضلفه زجاجيه واحدة ومن خلالها يبدو المنظر رائعاً .
ويصف قداسة البابا كيف أن العصافير تأتى إلى نافذته ليسرد لنا بلغة عذبة ما يشبه ملخصا لرحلة حياة الإنسان قائلا:".. وعندما وضعتنى العناية الألهيه فى بداية العقد السابع من عمرى أن أكون مسؤلا كبيراً ، شعرت أن طاقه الحب تتدفق بالحقيقه مثل تدفق ينبوع المياه العذبه نحو الكل وبدون استثناء حتى مع الذين أخذوا موقفاً منى أو عادونى أو أصدروا نقداً وحكماً على قراراتى .أن اصعب المواقف كانت القساوة التى أجدها عند بعضهم ..وكأن قلبهم بلا رحمه بلا أحساس بلا حب ...وأتعجب كيف يوجد أناس بلا حب فى حقل عمل مؤهله الأول الحب أن الأوراق المتدليه من فروع الشجر تروح وتجئ مع حركة الريح ويأتى وقت الخريف ويتساقط بعضها جافاً بصفره الموت ولكن الحياة تستمر .. لقد فقدت أعزاء وتألمت لغيابهم ولكن مازال حبهم فى قلبى . أما العصافير التى تأتى أحياناً وتقف على فروع الشجره وأراها منطلقه فرحه وتتحرك فى أنسيابيه مذهله يعجز عنها أهل الأرض ، وأظن أن كل مره يأتى عصفوراً أمام النافذه أنه يحمل رسالة خاصة من الله لى ... فى حركته الرشيقه أشعر بيد الله الحانيه وفى صوته الرقيق أشعر بصوت الله الحنون وفى مجيئه وذهابه أشعر بدفقات الحياة المتجددة .
قصة قصيرة للبابا تواضروس
"على الرغم من مكانته الدينية وعلمه الغزير، الأمر الذى جعل كتبه تصل لنحو يقارب أكثر من المائة فإن ذلك لن يثنه عن الشعر.. فقد كان شاعراً فحلاً.. تقرأ شعره فتشعر أنك فى عالم ملئ بالأسرار.. تجد فى شعره نفثة جبران خليل جبران، وتأمل إيليا أبو ماضى وصور عبدالمسيح حداد وبساطة نسيب عريضة وعمق العقاد، وبراعة المازنى، وموسيقى إبراهيم ناجى ومحمود حسن إسماعيل".. هذا ما كتبه الأستاذ الدكتور "محمد سالمان" فى مقدمة لديوان البابا شنودة الذى كان قد صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى حوالى 160 صفحة من القطع الصغير.
فى السطور التالية نعرض بعض قصائد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث حيث يضم الديوان أربعين قصيدة منها: "نشيد وطنى، أبواب الجحيم، الأمومة، غريب، همسة حب، تائه فى غربة، يا إلهى، للكون إله، توحد، أمى" وجاءت كالتالى:
نشيد وطنى من ديوان البابا شنودة كتب عام 1939
تريد الكنانة عزماً قوياً شباباً يضحى وشعباً جديداً
شباباً يعيد بناء الحدود يعيش شريفاً يموت شهيداً
من الآن هيا نبنى الحدود وننسى العداء وننسى الحقود
وإذا ما أراد الدفاع جحيماً لحرق العدو تكون وقوداً
أهذى الجموع تعالوا سوياً إلى سلم المجد نرقى صعوداً
البابا شنودة
يقول البابا شنودة فى قصائد "يا إلهى"، و"أحبك يارب"
أحبك يارب فى خلوتى تناجى فؤادى بعمق الكلم
أحبك يارب فى ضيقتى ووقت احتياجى ووقت الألم
أحبك يارب فى توبتى ووقت البكاء ووقت الندم
أما البابا كيرلس السادس فقد جرت الكثير من معجزات الشفاء على يديه من أمراض مستعصية وفق ما سجلته كتابات قبطية وفى عهده جرى وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بالقاهرة وأمر الزعيم الراحل الرئيس جمال عبد الناصر بدفع نصف مليون جنيه فى بناء الكاتدرائية.
فى عهده البابا كيرلس السادس جرى إرجاع جسد القديس مارمرقس إلى القاهرة، كما ظهرت السيدة العذراء مريم بالزيتون سنة 1968م، ما دعى الصحف العالمية لغبراز هذه الظهورات التى استمرت شهرا كاملا.
"البابا كيرلس" عاصر الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، وكانت تربطه علاقة صداقة بالرئيس عبد الناصر و تبادلا معا الزيارات فى المنزل
البابا كيرليس
الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، يقول فى كتابه "خريف الغضب" عن علاقة عبد الناصر والبابا كيرليس: كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة؛ وكان بينهما إعجاب متبادل؛ وكان معروفًا أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر فى أى وقت يشاء. وفى لقاء ودى خاص بين عبد الناصر والبابا كيرلس تم فى بداية سيامته بطريركا عام 1959 قال البابا كيرلس لعبد الناصر: إنى بعون الله سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب الأولاد وحدة قوية لديها الإيمان بالله والحب للوطن.
أما البابا ديمتريوس الأول "الكرام" فقد وضع حساب "الأبقطي" الكنسي الذي به تستخرج مواقيت الأصوام على قواعد ثابتة يجرى العمل بها حتى الآن على الرغم من كونه فلاحا بسيطا لا يجيد القراءة والكتابة حيث تعلمها بعد أن رسم بطريركًا ودرس كتب الكنيسة وتفاسيرها وفق كتابات قبطية.
و البابا ديمتريوس الأول هو البابا رقم 12 فى تعداد بابوات الأسكندرية، من مواليد الإسكندرية، تولي الكرسي في 4 مارس 188 ، وتوفي 9 أكتوبر 230 م، جلس مدة 42 سنة و7 أشهر و5 أيام على الكرسي، وتوفي عن عمر يناهز 105 عاما، وجسده مدفون فى الكنيسة المرقسية بالأسكندرية.
البابا ديمتريوس الأول "الكرام"