أردوغان في الدوحة.. زيارة لدعم الفوضى والإرهاب واستنزاف الاقتصاد القطري
الجمعة، 03 يوليو 2020 06:02 مشيريهان المنيري
اعلامي قطري يصف أردوغان بالسلطان.. وموقع مُمول قطريًا يكشف تحوّل الدوحة لعميل بداخل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.. "العرب ويكلي": تصف الزيارة بمهمة تحصيل الضرائب مثلما كان يفعل العثمانيون مع مُستعمراتهم.. وخالد الزعتر: تركيا لن تتوقف عن استنزاف الخزينة القطرية
زيارة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس إلى الدوحة تم الإعلان عنها بشكل مُفاجئ بعدد من المواقع القطرية والتركية والتي تناولت أنها تأتي في إطار التعاون الثنائي القائم بين أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وبحث تعزيزه بين البلدين.
فيما جاءت تفاصيل الخبر عبر وكالة الأنباء الرسمية التركية "الأناضول" لتحمل مزيد من المعلومات التي ربما تحمل في طياتها أهداف هذه الزيارة التي تُعد الأولى للرئيس التركي خارج بلاده منذ تفشي فيروس كورونا حول العالم، وهو الأمر ذاته الذي ركزت عليه غالبية المواقع والحسابات الرسمية التركية عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر، حيث رافق أردوغان في زيارته كُلًا من وزير الخزانة والمالية براءت البيراق والدفاع خلوصي أكار، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية، هاكان فيدان إلى جانب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون والناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
الإعلان عن هؤلاء المُرافقين جاء كاشفًا ومؤكدًا على أهداف هذه الزيارة وأسباب هرولة أردوغان إلى الدوحة فهم بمثابة "مجلس حرب"؛ بعد أن ورّط شعبه في حروب شرقًا وغربًا لا ناقة له فيها ولا جمل، حيث استمرار تعديه على سوريا والأكراد، وأيضًا الأراضي الليبية ومُحاولة نهب ثروات المنطقة، وبالطبع فإن مثل هذه الحروب تفقد الدولة الكثير من مواردها المالية خاصة وأن العملة التركية تشهد في الأساس انهيارًا كبيرًا منذ الشهور الأخيرة من العام الماضي، وبدلًا من أن يُحاول الرئيس التركي دعم القطاع الصحي ببلاده في ظل أزمة كورونا وتفشي الفيروس في بلاده؛ فقد اتجه إلى احتلال أراضي عربية لتحقيق أحلامه وأطماعه في المنطقة والمتواءمة مع أهداف جماعة الإخوان الإرهابية المدعومة من تنظيم الحمدين - حكومة قطر -.
الجدير بالذكر أن أول اتصال هاتفي بعد تأزم الموقف التركي في ليبيا والتصدي المصري لاعتداءات تركيا والتأكيد على أن ليبيا أمن قومي بالنسبة لمصر، كان بين أردوغان وأمير قطر، لتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع قليلة من هذا الاتصال، لضمان الدعم المادي والعسكري من خلال الزجّ بالمرتزقة والعناصر الإرهاربية إلى ليبيا بعد خسارة أردوغان لعدد من ضباطه وجنوده خلال الصدام العسكري بين الجيش الوطني الليبي وعناصر من الجيش التركي الداعم لحكومة السراج المُنتهية ولايته.
التعاون التركي القطري قائم منذ سنوات وقد وصل إلى ذروته بعد أن أعلنت دول الرباعي العربي – السعودية والإمارات والبحرين ومصر – قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في يونيو من عام 2017، للتصدي إلى إرهاب قطر والمُثبت بالأدلة والمُستندات، فيما أن تنظيم الحمدين لازال مُستمرًا في سياساته الإرهابية ودعم كل ما من شأنه بثّ الفوضى في المنطقة. هذا وتدفع الدوحة الكثير من الأموال إلى النظام التركي لدعم اقتصاده وفي مقابل حماية عناصر عسكريين أتراك للديوان الأميري ولاسيما تميم وضمان تدريب عناصر ما يُسمى بالجيش القطري الذي لازال في أطواره الأولى.
ورأينا مدى الترحيب القطري من قبل الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين عبر حساباتهم على تويتر، فقد أتي مؤكدًا على سيطرة الرئيس التركي بشكل كامل على الأمير تميم وتوافق أهدافهما وأطماعهما في المنطقة، وإضافة إلى التهليل والشعارات الترحيبية لأردوغان والتأكيد على عُمق العلاقات بين الطرفين، جاءت تغريدة الإعلامي القطري المُقرب من نظام الدوحة، جابر الحرمي لتقطع الشك باليقين، فقد وصف أردوغان بـ"السلطان"، قائًلا: "السلطان أردوغان في ضيافة تميم المجد" مُرفقًا تغريدته بصورة من اللقاء بين أردوغان وتميم مُعلقًا بهاشتاج #قطرتركياأخوة_حقيقية. هذا ووصف تميم الرئيس التركي في تغريدته بـ"الأخ"، مُتحديًا محيطه العربي والخليجي من خلال قوله: "نستذكر الجوار الجغرافي والإرث الحضاري المشترك بين العرب وتركيا، والذي أسس لتعاون بنّاء في تنمية منطقتنا واستقرارها، واسهام مُتكامل في تقدم الإنسانية جمعاء"، مُتجاهلًا ما بين أردوغان وعدد من الدول العربية وحتى الخليجية الشقيقة من مشاكل وأزمات ناتجة عن تعديات الرئيس التركي في حق العرب والمنطقة ومُحاولاته نهب ثرواتها. هذا وجاءت تغريدة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن لتؤكد على أهداف الزيارة ومحاور التعاون التي تمت بين الدوحة وأنقرة، موضحًا أنها في مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري والطاقة والدفاع، وأن هذا ما يُحقق المصالح المًشتركة للبلدين والشعبين القطري والتركي، على حد تعبيره.
مصادر خليجية بحسب موقع "العرب ويكلي" الناطق بالإنجليزية وصفت أن زيارة أردوغان القصيرة هذه؛ بمهمة تحصيل الضرائب مثلما كان يفعل أسلافه العثمانيون مع مُستعمراتهم السابقة لقرون، لافتة إلى أن الرئيس التركي يستنزف أموال الدوحة لتحقيق أحلام مشروع شرق البحر المتوسط. وفي تقرير سابق للموقع ذاته صرح دبلوماسي تركي رفض ذكر اسمه أن الحديث عن علاقات استراتيجية بين الدوحة وأنقرة، يأتي بمثابة مُصطلح فضفاض تذكره وكالات الأنباء فقط، بينما أردوغان لا يُناقش التفاصيل مع الجانب القطري، لأنه يكتفي باعطاؤه الأوامر فيما أنه يُقنعه بأن له أهمية ويلعب دورًا بالمنطقة، على الرغم أن دور الدوحة الحقيقي مُقتصر على التمويل فقط.
ومن خلال موقع الخليج أونلاين، إحدى المنصات الإعلامية المُمولة من تنظيم الحمدين أبرز تقرير حول هذه الزيارة نقاط استغلال أردوغان لتميم، وأوضح باحث متخصص في الشأن التركي، يُدعى سعيد الحاج من خلال هذا التقرير أنه إضافة إلى التنسيق بينهما بشأن ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا وملف غاز المتوسط؛ فإن أنقرة تعوّل على الدوحة كدولة لها مكان في الجامعة العربة ومنظمة التعاون الإسلامي، لافتًا إلى أن تركيا تذكُر التحفظات القطرية على القرارات التي صدرت مؤخرًا عن الجامعة العربية ووزراء الخارجية التي كانت تُحاول إدانة الدور التركي في ليبيا. ويأتي هذا التحليل ليُشير إلى أن قطر أصبحت كعميل أو جاسوس وسط العرب والأشقاء لصالح المصالح التركية، التي بدتها الدوحة على محيطها وجيرانها في منطقة الخليج. هذا واعترف أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر، الدكتور ماجد الأنصاري، من خلال التقرير نفسه على دعم سياسة تأليب الرأي العام وبثّ الفوضى والثروات الشعبية في المنطقة؛ بقوله أن التحالف بين قطر وتركيا انتقل إلى مرحلة جديدة أسماها "التأثير في المواقف الإقليمية؛ ليس من حيث الدفاع أو الحفاظ على المكتسبات؛ بل من حيث تغيير الواقع على الأرض ودعم القوى الشعبية في مُواجهة ملف الثورات المُضادة"، واصفًا حكومة الوفاق بالشرعية، مؤكدًا على دعم قطر وتركيا للصدام العسكري في سرت الليبية.
في سياق مُتصل يرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر أن تركيا تعوّل على تكثيف الدعم القطري للخزينة التركية، كما أنها تُحاول تكثيف دعم المرتزقة في ليبيا لتقوية موقفها في الأراضي الليبية، وقال في سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي على تويتر أن "تركيا تعيش أزمة مالية على صعيد الوضع الداخلي، وعلى صعيد مشاريعهم الخارجية، وبالتالي فزيارة أردوغان إلى قطر تهدف لتكثيف الضغط على النظام القطري لرفع قيمة الاستثمارات القطرية مما هو أعلى من 15%"، مضيفًا "طالما أن هناك تواجد عسكري تركي على الأراضي القطرية فلن تتوقف تركيا عن السياسة التي تنتهجها تجاه قطر والقائمة على استنزاف الخزينة القطرية، وهو ما تُفسره الزيارات المفاجئة التي يقوم بها أردوغان إلى الدوحة بين الفينة والأخرى".