العبث بأمن ليبيا من جانب تركيا لا يتوقف على إرسال الأسلحة المتطورة والمرتزقة السوريين فقط، بل وصل الأمر إلى عقد صفقات مشبوهة لتدريب ميليشيات حكومة الوفاق لشن هجمات متتالية على المدنيين وقوات الجيش الوطني الليبي.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق بالطائرات المسيرة والمرتزقة السوريين، بالإضافة إلى إرسال المعدات العسكرية الثقيلة في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، ولا تخفي إنشائها جسرا جويا يربط بين إسطنبول وطرابلس لإرسال المقاتلين الأجانب في تحدى واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
لكن تركيا لم تكتف بكل هذه الانتهاكات وفقا لمراقبين، بل تحاول عبر شركات أمنية أن تقوم بتدريب الجماعات المسلحة ذات التوجه المتطرف لتكون شوكة في حلق الجيوش الوطنية وورقة ضغط تلعب بها كيفما تشاء في محيطها الإقليمي تحت أذرع واهية الدفاع عن الشرعية والديمقراطية.
ونشر موقع "أفريكا إنتلجنس" الفرنسي المقرب من عدة دوائر مخابرات غربية تقريراً تحت عنوان "شركة السادات العسكرية التركية تحول تحالف أردوغان – السراج" إلى فرصة عمل " متحدثة عن نشاط هذه الشركة الأمنية التركية في ليبيا وتوقيعها عقدًا مع شركة يديرها القيادي الإخواني الليبي فوزي أبوكتف.
ويقول الموقع إن شركة "سادات" شبه العسكرية التركية، برئاسة الجنرال التركي السابق "عدنان تانفردي" وقعت مؤخرًا شراكة مع شركة أمنية ليبية أسسها فوزي بوكتف لتدريب القوات التي تقاتل من أجل حكومة الوفاق الوطني بزعامة فايز السراج.
ويؤكد التقرير أن الشركة الأمنية التركية كانت تحاول منذ عدة أشهر الفوز بعقود تدريب عسكرية في أعقاب تدخل تركيا الواسع في ليبيا قلب شمال إفريقيا، مؤكدت أنه حان دور شركة سادات التركية الآن لتأسيس وجودها في ليبيا، لافته إلى أنه في عام 2012 أسس عدنان ”تانفردي” وهو جنرال سابق في القوات الخاصة ومقرب من الرئيس أردوغان ، شركة سادات التي تعمل تحت إشراف جهاز المخابرات التركي ، وقد أسس شراكة منذ عدة أسابيع مع شركة أمنية ليبية خاصة يديرها أبوكتف ” .
ومدير شركة سادات زار في وقت سابق العاصمة طرابلس خلال تولي يوسف المنقوش رئاسة الأركان وأهدى خلال الزيارة صورة درع يحمل شعار الدولة العثمانية لأحد الضباط الليبين.
ويتابع الموقع أنه قوات حكومة الوفاق الوطني تحارب الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر ، تقوم سادات بمهمة تدريب للقوات الحكومية ويمكنها أيضًا استخدام مهاراتها لتدريب المقاتلين السوريين ، الذين أرسلتهم تركيا كتعزيزات على جبهة طرابلس لصد قوات حفتر ”.
وقال الموقع إن الجيش التركي يستخدم شركة السادات في سوريا حيث يقوم بهجوم ضد مواقع النظام السوري في إدلب، حيث تقوم الشركة بالفعل بتدريب المقاتلين المتمردين السوريين ، ويلاحظ أن المجموعات السورية التي دربتها هذه الشركة قد تعزز فيها الولاء لتركيا وأردوغان على حساب سوريا وطنهم الأم .
لكن في ليبيا يقول الموقع أن تدخل هذه الشركة كان بموجب بنود اتفاقية الدفاع التي وقعها السراج وأردوغان في 19 ديسمبر الماضي، حيث أرسل أردوغان قوات تركية منتظمة إلى طرابلس ، يتم شحنها بالأسلحة عن طريق البحر ووضع عدة فرقاطات قبالة الساحل الليبي.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها معلومات تتحدث عن مهام شركة السادات في ليييا، حيث قال قيادي عسكري بالجيش الوطني الليبي في وقت سابق إنه تمّ رصد أعمال مشبوهة داخل ليبيا، تقوم بها شركة "سادات" التركية للاستشارات الدفاعية الدولية، والتي تعمل لصالح حكومة الوفاق وتعود تبعيتها لتنظيم الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنشطة مريبة في مجال تدريب المرتزقة السوريين وجلبهم إلى ليبيا.
وفي فبراير الماضي أوضح العميد خالد المحجوب، مدير "إدارة التوجيه المعنوي" في "القيادة العامة" للجيش الوطني الليبي، في تصريحات صحفية، أن المعلومات المتوفرة تفيد أن هذه الشركة موجودة في ليبيا وتقود النشاط المخابراتي التركي بالبلاد وهي تتبع لتنظيم الإخوان.
وأكد أن هذه الشركة "تستثمر بشكل كبير في الحرب الليبية، حيث تتولى عمليات جلب المرتزقة السوريين والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا وتسليحهم بعد تدريبهم عسكرياً، ومرافقة الميليشيات المسلّحة التابعة لقوات الوفاق، كما تلعب دور الوسيط لإتمام صفقات بيع وشراء السلاح والمعدات العسكرية بين الشركات المختصة في تركيا وحكومة الوفاق مقابل الحصول على نسبة من الأرباح"، مشيراً إلى أنّها تتولى كذلك تنظيم وإبرام عقود جلب المرتزقة وتحصل على عمولة على كل مرتزق. ولفت إلى أن كل هذه الأموال مدفوعة من خزينة الدولة الليبية.