حمد بن خليفة.. شيطان تطارده التسريبات
السبت، 27 يونيو 2020 07:41 م
قبل 25 عاماً، يوم 27 يونيو عام 1995، شهدت العاصمة القطرية الدوحة، انقلاباً على السلطة نفذه، حمد بن خليفة، أمير قطر السابق، حين كان أباه خارج البلاد.
كان ذلك الانقلاب بمثابة بدء تاريخ أسود للدوحة، والتي عكفت برئاسة حمد بن خليفة وصديقه حمد بن جاسم على نشر الإرهاب في الوطن العربي، وتدعيم أركانه، بما يثبت لها وجوداً في المنطقة العربية، لكن المحصلة كانت صعبة يحصد الشعب القطري ثمنها في الوقت الحالي.
وتطارد حمد بن خليفة انتهاكات كثيرة ومخططات إرهابية، كان أبرزها جرائمه ضد جيرانه في الخليج، وتأكدت تلك الانتهاكات على لسانه حمد ذاته، فيما عرف إعلامياً بـ"تسريبات خيمة القذافي"، والتي أظهرت حجم مؤامرته ضد المنطقة ككل.
تسريبات حمد كشفت عن عنصرية تنظيم الحمدين وسيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على مفاصل الدولة القطرية، ومنابرها الإعلامية، بالإضافة إلى التآمر على المملكة العربية السعودية، بتنسيق مع معمر القذافي، وهو ما أكده أحد التسريبات حول حوار بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، اللذين يديران شؤون قطر حتى اليوم من جانب والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من جانب آخر: "القذافي إن الجزيرة متوقفة خلال تلك الفترة عن الهجوم على السعودية، ويرد عليه بن جاسم متفقا معه، قائلا "أمهلونا شوية".
ويكشف تسريب ثاني وجود اتفاق بين "الحمدين" والقذافي على طبيعة تغطية قناة الجزيرة للشأن الليبي، بل وقيام الجانبين بتخصيص منسقين في الدولتين لهذا الأمر. ويظهر تسجيل مسرب ثالث نشر، مساء الأحد الماضي، حوار دار بين حمد بن جاسم آل ثاني، والقذافي، يعترف فيه حمد بسيطرة عناصر الإخوان بشكل كامل على قناة الجزيرة، ليرد حمد بن جاسم مؤكداً صحة حديثه، قائلاً: "أنا أتفق معك وأقول لك صح هذا الكلام".
ونشر موقع "global watch analysis" الفرنسي نشر نص التسريبين تحت عنوان: "عندما وصف أمير قطر أوباما بأنه عبد واعترف بقبضة الإخوان المسلمين على الجزيرة"، بما يدعم سياق دحض مزاعم استقلالية الجزيرة القطرية وكشف أدوارها المشبوهة وتوظيفها لتسويق أجندته العدائية الداعمة للإرهاب ونشر الفتنة والاضطرابات في المنطقة.
الكاتب الصحفي سلمان الدوسري، قال في مقال له نشرته "قناة العربية"، إنه عندما أراد أصحاب هذه التسجيلات من القيادات الإخوانية تبرير سوء أعمالهم بالتآمر مع القذافي، كان تبريرهم أقبح من الذنب نفسه، فكان العذر ذاته الذي ردده حمد بن جاسم للرد على تسجيله الشهير: نجاري القذافي! وهو ما يعني أن هناك تناغماً وتنسيقاً ليس فقط في تلك اللقاءات السرية التآمرية، وإنما أيضاً في محاولة الخروج منها بأعذار واهية مضحكة.
وتابع الدوسري:" ليست آراء أخرجت من سياقها، كما يتذرع من أخطأ في موقف ما، وإنما تخطيط لجرائم ضد أمن واستقرار دول. أما الفضيحة الأخرى فتمثلت في سرعة انقلاب أصحاب التسجيلات على حليفهم وشريكهم في المؤامرة سريعاً، فالنظام القطري كان أسرع الأنظمة استدارة لإسقاط القذافي عام 2011، وكذلك فعل تنظيم الإخوان المسلمين، وهي سياسة قطرية إخوانية بامتياز، التآمر على الصديق، والطعن في الحليف، وفوق هذا القدرة العجيبة على التلون بحسب ما تقتضيه ظروف المرحلة".
واستطرد الدوسري: "ربما تسجيلات مثل هذه تثير عواصف سياسية لو جرت مع دول وتنظيمات أخرى، أما مع النظام القطري والتنظيم الإخواني فلا جديد؛ لأن الكشف عن العشرات منها لا يغير من الوقائع كثيرا، فما نشهده هو القاعدة وما غيرها استثناء، والطبيعي أن في سياساتهم التآمر على الصديق قبل العدو، باعتبارها وصمة عار ارتبطت بهم لن تتغير أو تتبدل مهما اختلفت الظروف السياسية".
وأكمل: "الإضافة الوحيدة هي التأكيد، كل مرة تظهر فيها أدلة مثل هذه، على القرار التاريخي الذي اتخذته السعودية ومصر والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر في يونيو 2017، وكذلك تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، مع الإشارة إلى أن شخصاً متطرفاً مثل حاكم المطيري، وهو أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ورد اسمه ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنت عنها مصر والسعودية والإمارات والبحرين عام 2017، غني عن القول إنه أحد المدعومين الرئيسيين من الدوحة مالياً وإعلامياً".