في ذكرى 30 يونيو السابعة.. شكراً المستشار عدلي منصور

السبت، 27 يونيو 2020 09:00 م
في ذكرى 30 يونيو السابعة.. شكراً المستشار عدلي منصور
المستشار عدلي منصور
هبة جعفر

 
"أما السيد المستشار الجليل عدلى منصور، فأقول له أن مصر دولةً وشعباً تتقدم لك بالشكر، على ما قدمتم للبلاد من خدمات جليلة وحكمة بالغة، خلال توليك رئاسة البلاد، ففى أقل من عام واحد تركت فى نفوسنا أثرا رائعا، وغرست فى عقولنا أفكاراً بناءة، ضربت مثلا جليا فى الانتماء والإيثار إعلاء مصلحة الوطن وإنكار الذات.. أقول لك كنت رئيسا قديرا صبورا حكيما إنسانا خلوقا كريما مُحباً للوطن ولأبنائه جميعاً، متيقن أن عطاءك من أجل الوطن سيستمر فياضا غزيرا فى مرحلة البناء المقبلة".. كانت هذه هي الكلمات التي ودع بها الرئيس عبد التفاح السيسى، المستشار عدلى منصور، الرئيس الانتقالي، في حفل توقيع وثيقة التسليم والتسلم التي جرت في السابع من يوليو 2014، بعد انتخاب السيسى رئيساً لمصر.
 
المستشار عدلى منصور، هو شخصية فارقة فى تاريخ مصر استطاع بهدوئه ورجاحه عقله أن يكون بمثابة طوق النجاة والمنقذ الأمين، فخلال عام حمل الأمانة فعرف كيف يصونها وانشغل بهموم الأمة فكان سببا في زوال الغمة وعودة شمس الحياة لتشرق مرة أخرى على المصريين، بعد توليه منصب رئيس الجمهورية في الرابع من يوليو 2013 خلفاً للمعزول محمد مرسي، فلم يخشي التهديدات، وكان رجل الشدائد فى وقت المحنة.
 
فى الرابع من يوليو وقف الرئيس القاضي يعلن قبوله تحمل المسئولية وتولى رئاسة البلاد فى ظل ظروف عصيبة، وانتقل من مقر المحكمة الدستورية بالمعادي لمقر الحكم بالاتحادية فلم يغيره المنصب، فاستحق عن جدارة الحصول على قلادة النيل العظمى من الرئيس السيسى، بعدم حافظ على البلاد وساعد فى الانتقال السلمي للحكم، بعد أن قال الشعب كلمته فى انتخابات حرة بتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم، فبفضله شهدت الأجيال تسلم الحكم من رئيس لرئيس بصورة سلمية وبعد انتخابات نزيهة.
 
برزانة القاضي وحكمته وفي شموخ كان يقف المستشار عدلى منصور يلقي الخطابات فى المناسبات، وهو يعى كل كلمة يخرجها، ويعلن القرارات ويتخذ الإجراءات من القوانين التي تساهم فى عودة الحياة إلى نصابها الطبيعية بعد اختلال ميزان العدل فى فترة تولي جماعة الإخوان الإرهابية لرئاسة البلاد، والاعتداء على كافة المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة القضائية التي حوصرت وتعرض قضاتها لمحاولات اغتيال معنوية من قبل الجماعة الإرهابية.
 
دفعه عمله لتفحص الاوراق ودراستها والعمل على التوصل إلي العدالة وتنفيذها، فبعد فترة الحكم، التي استمرت 339يوما عاد القاضي يجلس مرة أخري على منصته، التى يعتز بها دائما ويعتبرها بيته الأول، يجلس عليها يناقش ويحاور ويطلع ويصدر احكام تنير الأمة وتكون نبراثا يرشد القضاة إلى أهمية القوانين والدساتير في حياة الشعوب، وبعد انتهاء ولايته فى المحكمة تنحى منصور جانبا وترك بزخ الحياة وزخرفها رافضاً كافة المناصب العليا في الدولة، ليجلس بين أبناءه وأحفاده مستمتعا بحياته الشخصية فى هدوء.
 
حصل المستشار عدلى منصور على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1967، ثم دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من نفس الجامعة، ثم بعدها دبلوم فى الدراسات العليا في العلوم الإدارية عام 1970، قبل أن يتولى 21 منصبا قضائيا خلال 43 عاما، بدءا من تعيينه مندوبا مساعدا بمجلس الدولة في نوفمبر 1970، مرورا بإعارته إلى المملكة العربية السعودية للعمل مستشارا قانونيا التجارة والصناعة في منطقة حائل، وانتهاء بإصدار الرئيس الأسبق حسني مبارك قرارا بتعيينه نائبا لرئيس المحكمة الدستورية العليا عام 1992، وقت أن كان نائبا لرئيس مجلس الدولة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق