ماذا لو استمر الإخوان في الحكم.. في الإعلام: اعتقال 10 من كبار الإعلاميين وملاحقة 600 صحفي.. واستبدال القنوات المصرية بسورية ويمنية
السبت، 27 يونيو 2020 06:00 مكتب – طلال رسلان
اعتبرت جماعة الإرهاب ملف الإعلام غنيمة ثمينة، وجب الانقضاض عليها وتوزيعها على أتباعهم ومناصريهم وجيرانهم من تيارات الإسلام السياسي، لتمرير الرسائل اللازمة للسيطرة على حكم البلاد وخلق رأي عام بعين واحدة لا ترى أمامها إلا شعار الجماعة «الإسلام هو الحل».
اقرأ أيضاً: 30 يونيو.. 7 سنوات على ثورة الضرورة
وفرضت الجماعة منذ بداية وصولها للسلطة التوجيهات والقيود التي تمكنها من إدخال المشهد الإعلامي وخاصة المملوك للدولة في حظيرة الجماعة، فكانت البداية بتعيين وزير إعلام إخوانى وهو صلاح عبد المقصود، الذي حاز لقب الوزير المتحرش، ضد المعدين والمذيعين الرافضين الخضوع لأوامر الجماعة، فمنذ اختياره في هذا المنصب أقحم نفسه في كل صغيرة وكبيرة داخل مبنى ماسبيرو، وتدخل بنفسه لحذف وتعديل محاور حوارات كثيرة في برامج عدة، ليس ذلك فقط بل قام بتحديد قوائم الضيوف التي يختارهم فرق عمل البرامج، وامتلأت القوائم عن آخرها بعناصر جماعة الإخوان، ليكونوا دائما في صدارة المشهد الإعلامي.
اذا استمر الإخوان في الحكم حتى اليوم لاستمرت قبضتهم على الإعلام، لأنهم كانوا يعتبرونه الملف الأهم، لذلك فمن واقع قراءة الأحداث وأيضاً تحركات الجماعة في هذا الملف رصدنا كيف كانت الجماع ستتصرف حال استمرارهم في الحكم حتى اليوم.
وضعت الجماعة خطة للسيطرة على المشهد الإعلامي، اعتمدت على محورين، الأول التحكم في تعيين القيادات، والتحكم في التمويل أو رأس المال، كل ذلك تحت إشراف وزير الإعلام الإخواني، على أن يتحكم مجلس الشورى ذو الهيمنة الإخوانية على المؤسسات الصحفية القومية.
خطة الجماعة اعتمدت على تصفية الجماعة الإرهابية للقنوات الموجودة على الساحة إلى 28 قناة، مع 9 شبكات إذاعية تصدر عنها عشرات الخدمات، وثماني مؤسسات صحفية تصدر عنها نحو 55 صحيفة يغلفها خطاب التطرف والإرهاب، وكلها في قبضة الجماعة تسبح فيها ليل نهار بحمد داعمي التطرف، مع فتح الباب على مصراعيه لوجوه محسوبة على جماعات متطرفة في نسخة مصغرة من قناة الجزيرة القطرية.
قائمة القنوات الإخوانية المعدة للسيطرة على المشهد، شملت شركة ميديا سبوت للقنوات الفضائية التي تأسست في 26 مارس 2013 وأطلقت ثلاث قنوات فضائية، وشركة أطياف للقنوات الفضائية والإعلام والتي تأسست في 14 أبريل 2013 وأطلقت قناة أطياف الفضائية برأسمال سوري، وشركة المصراوية للقنوات الفضائية تأسست في 7 أبريل 2013 وأطلقت قناة المصراوية، وشركة صوت اليمن للإنتاج الإعلامي التي تاسست في 14 أبريل 2013 وحصلت على موافقة بإطلاق قناة بملكية يمنية، بالإضافة إلى شركة السلام للإنتاج التليفزيوني والقنوات الفضائية التي تأسست في 7 أبريل 2013 وأطلقت قناة الرشاد بملكية مصريين، وشركة العلم والإيمان للإنتاج الإعلامي والقنوات الفضائية تأسست في 14 أبريل 2013 وحصلت على ترخيص بإطلاق قناة العلم والإيمان، وشركة أوسكار للقنوات الفضائية التي بدأ نشاطها في 26 مارس 2013، وأطلقت قناة أوسكار دراما، وشركة فيبكو للإنتاج الإعلامي والتي أطلقت قناة النور الفضائية.
وفقاً للخطة اقتصر الظهور في الإعلام على أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة، على أن يخصص وقت ليس بالقليل للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل ويستثنى من قرارات اقتصار المشهد الإعلامي على أعضاء الجماعة، على أن يظهر مع عاطف عبد الرشيد صاحب ومدير قناة الحافظ، ومحمود شعبان الشهير شيخ "هاتولي راجل"، وخالد عبدالله "مذيع التحريض الإخواني".
واعتمد مكتب الإرشاد قائمة بالمذيعين والصحفيين، ليصدر لهم أمر اعتقال ورميهم في ظلمات السجن لمعاقبتهم على مجابهتهم الفاشية الدينية، وتضمنت قائمة الصحفيين والمذيعين المنتظر القبض عليهم خلال الفترة المقبلة، عمرو أديب وأحمد موسى ووائل الإبراشي وخالد صلاح ومجدي الجلاد ولاميس الحديدي، وعادل حمودة ويوسف الحسيني، وعبد الحليم قنديل ومحمد الباز ومحمود مسلم، فضلاً عن انتظار نتائج التحقيقات في 600 بلاغ تقدمهم بهم رئيس الجمهورية محمد مرسي العياط ضد الصحفيين.
لم يكن حملات اعتقالات الصحفيين أمراً مستبعداً منذ وصول الجماعة للحكم، فلم لا ومرشدهم ومرسي نفسه وصفوا في تصريحاتهم الصحفيين بأنهم "سحرة فرعون"، و"مرتشون"، ناهيك عن نواب جماعة الإخوان الذين طالبوا أثناء نظر مشروع قانون بإلغاء عقوبة الحبس في بعض مواد قانون العقوبات المعلقة بالصحافة والنشر واستبدالها بالغرامة المالية بأن يكون البديل للحبس هو جلس الصحفي الذي يدان بتهمة القذف بـ80 جلدة في ميدان عام تطبيقا لما يتوهم بأنه الشريعة الإسلامية.
هذا هو حال الإعلام إذا ما استمر الإخوان في الحكم، ولنا فيما تبثه أبواق الجماعة الإرهابية من تركيا ولندن عبرة ومثال لما سيكون عليه الحال اليوم لو استمروا، فالاتهام بالخيانة هو أقرب الاتهامات التي تلقى في وجه الرافضين للإخوان ومشروعهم، والكفر هو اقل تهمة، ولا مانع لديهم في التحريض بالقتل مثلما يخرج يوميا محمد ناصر ومعتز مطر مطالباً بقتل رجال الشرطة والقوات المسلحة.