عندما أفشل البابا تواضروس مخطط إشعال الفتنة الطائفية

وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن.. 7 سنوات على العبارة التي صعقت الإخوان

استهدفت الجماعة كنائس مصر لزعزعة الاستقرار.. ووضعت جدول زمني لضربها تباعا

 

ما أن اندلعت ثورة 30 يونيو 2013، حتى انطلقت عناصر الجماعة الإرهابية فى الشوارع ناشرين الفزع، والرعب فى نفوس المصريين، كانوا يستهدفون إثارة أكبر كم من الفوضى في محاولة خسيسة لإسقاط الدولة وإفشال ثورة الشعب المصرى، بالهجوم على أقسام الشرطة، وحرق مؤسسات الدولة وهدم الكنائس، وإضرام النيران فيها، بغرض إشعال فتنة طائفية، وهي الخطة التي فشلت بامتياز، بسبب حكمة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقيادات الكنيسة المصرية الأرثوذكسية الذين تنبهوا لمخطط الفتنة، فلم يستسلموا له بل عملوا على وأده في مهده، قبل أن يستحفل ويتسبب في إحراق مصر، كما توعدت الجماعات التكفيرية، ومنهم من ظهر فى مقطع فيديو شاهدة الملايين قبل فض اعتصام رابعة المسلح وهو يتوعد المصريين بقوله "هنحرق مصر"، ليقول البابا عبارته الشهيرة "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، ليستحق عن جدارة لقب "بابا الوحدة الوطنية"، وهو ما أفشل خطة الإرهابية فى إحداث الوقيعة بين نسيج الأمة الواحد.

 

خلال السنة الكبيسة التى حكمت فيها الجماعة الإرهابية مصر تعرض الأقباط لمضايقات، وترويع من قبل السلفيين بسبب الانتخابات الرئاسية التى جرت في يونيو 2012، بعد أن ساند عدد كبير من الأقباط الفريق أحمد شفيق فى جولة الاعادة على حساب محمد مرسي، ليروج الإخوان أن الأقباط  دخلوا في "حلف مسيحي ليبرالي" لإفشال الحكم الإسلامي، ومنع ما أسموه نجاح مشروع النهضة لذلك وقعت العديد من حوادث الاضطهاد ضد المسيحيين، منها ما كشفه الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، والذي كان قد قال إن سلفيين دخلوا أرضًا تابعة للكنيسة وصلوا فيها ليومين متتاليين، وهددوا بأنهم سيؤدون فيها صلاة الجمعة، وسيحرقون متاجر الأقباط في المنطقة إذا ما حاولوا اعتراضهم.

 

أكد الأنبا مرقس في تصريحات له أن مجموعة من السلفيين دخلوا الأرض التابعة لأسقفية شبرا الخيمة وظلوا فيها إلى أن صلوا صلاة العصر، وأضاف أنهم وضعوا لافتة مكتوب عليها مسجد عباد الرحمن ثم رحلوا وعادوا في فجر اليوم التالي وأدوا الصلاة ثم أزالوا اللافتة، لكنهم عادوا ووضعوها، لافتا إلى أن الأرض تابعة للكنيسة ولم يتم تشييد أي مبانٍ عليها لأن إجراءات الحصول على ترخيص من السلطات المحلية لم تنته بعد لكنها ستستخدم لتوسيع مبنى خدمات قائم بالفعل ومرخص في منطقة شبرا التي تقع على بعد 4 كيلومتر من مدينة شبرا الخيمة.

 

ووزعت الجماعة الإسلامية، وحزب البناء والتنمية السلفي في يونيو 2012 بمحافظة أسيوط منشورات تحريضية، ضد عدد من الشخصيات العامة، ورموز الكنيسة المصرية، تتهمهم بالإساءة للدين الإسلامي، وزعم المنشور الذي تم توزيعه أن عدداً من الشخصيات السياسية المصرية صرحت في وقت سابق بتصريحات أساءت للدين الإسلامي، وزعمت أن السياسي القبطي جورج إسحق قال إن "يوم 30 يونيو هو نهاية الإسلام"، وأن الأنبا موسى- أسقف الشباب قال "اخرجوا من كبسولة حلم الخلافة"، ونسبت تصريحات للأقباط بشكل عام أن ساعة الصفر اقتربت للصراع مع الإخوان والإسلام وفق زعم البيان.

 

ودعا المنشور إلى الانضمام لتظاهرات ميدان المجذوب بمدينة أسيوط، التي شارك فيها عاصم عبد الماجد عضو ما كان يسمى بمجلس شورى الجماعة الاسلامية، والقيادي الإخواني صفوت حجازي.

 

و فى نوفمبر 2012، وعقب الإعلان الدستورى الإخوانى اتهمت الجماعة الإرهابية الأقباط والكنيسة بالتحريض عليهم فى التظاهرات التى خرجت رافضة لهذا الإعلان الدستورى، ما أسفر عن  تشكيل جبهة الانقاذ الوطنى التى ضمت عدد من الأحزاب والقوى السياسية بمختلف توجهاتها الايدولوجية والفكرية.

تعرض الأقباط بعد عزل محمد مرسي في 3 يوليو 2013، لجرائم عديدة بحقهم وحق كنائسهم، والتحريض ضدهم على منصة اعتصام رابعة المسلح، وقام متطرفون في العريش باغتيال أحد القساوسة، وجرى حرق العديد من الكنائس بالصعيد خاصة في المنيا.

 

ما أن قامت قوات الشرطة بفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحيين، حتى راحت العناصر التكفيرية تعتدي على ممتلكات الأقباط، وتحرق وتهدم كنائسهم لترصد تقارير حقوقة أن عدد الكنائس التي تعرضت للاعتداء كان حوالي 76 كنيسة لتطالب منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات المصرية باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الكنائس، والمؤسسات الدينية ضد هجمات من وصفتهم "بالغوغاء"، وقالت المنظمة في بيان لها إنه منذ 14 أغسطس 2013، وقد تم إحراق ونهب عشرات الكنائس والممتلكات المسيحية في جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، لافتة إلى أنه بعد فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس، قامت مجموعة من الأشخاص بمهاجمة ما لا يقل عن 42 كنيسة، وحرق أو إتلاف 37 من المؤسسات الدينية المسيحية في محافظات المنيا، وأسيوط، والفيوم، والجيزة، والسويس، وسوهاج، وبني سويف، وشمال سيناء.

 

مخطط إشعال الفتنة الطائفية أحبطه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية عبر إطلاق مقولته الشهيرة "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، موجها صفعة قوية على وجه المتطرفين الذين قاموا بالاعتداء على الكنائس عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة وحول سر هذه العبارة الخالدة يقول قداسة البابا تواضروس : "لو رجعنا بالذاكرة فترة قصيرة في 2013 حصل اعتداء على الكنائس في أغسطس، وأنا كنت بطريرك فترة سبعة أو ثمانية أشهر، كانت خبرتي محدودة ومسؤليتي كبيرة. لكن لما حصل اعتداء، كنت متأكدًا أن كل المصريين المسلمين لم يعتدوا على هذه الكنائس لأني كنت في حالة حيرة لأن أبسط تعليق من أي طرف قد يسبب مشكلة كبيرة".

 

وتابع فى تصريحات له : "كان فيه حرق وتدمير وتكسير وكنت في الدير أعلم بكل هذه الأحداث وكان خوفي على البلد كبير جدًا ففكرت وصليت ما الذي يمكن أن أقوله، وظهر في ذهني ما يحدث في سوريا فخطر في بالي أن الوطن أولًا ثم الكنيسة فقلت هذه الجملة. مثل اللي معاه أموال يجيب السيارة الأول ولا المنزل؟ فكانت دي الفكرة الرئيسية"، واختتم: "ونشكر ربنا كانت عبارة فاصلة توعية للناس والدولة مشكورة رممت كل الكنائس للمره الأولى وكله تم والحمد لله وأصبح لنا مشروع الكاتدرائية والمسجد بأمر الرئيس عبدالفتاح السيسى وبنوا في خلال سنتين بينما كاتدرائية نوتردام بنيت في مئتي سنة".

 

عقب الإطاحة بحكم الإرهابية كلف الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وقتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بسرعة بناء وإعادة ترميم جميع الكنائس التي تم الاعتداء عليها مؤكدا أن بناء الكنائس، سيكون على نفقة القوات المسلحة، تقديراً للدور الوطني والتاريخي الذي يقوم به شركاء الوطن من الإخوة الأقباط.

 

"الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تمكنت باقتدار من ترميمها، وإعادتها لحالة أفضل من الحالة الإنشائية الأولى لها".. هذا ما أعلنه بعدها الدكتور بيشوى حلمي، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، مؤكدا أن "72 كنيسة" هو الحصر الذي  تعرضها للتخريب والحرق، والتدمير، على يد مليشيات جماعة الإخوان الإرهابية، وحلفائها، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة العدوية لافتا إلى إن الكنائس تم ترميمها بناءً على أولويات حددتها الكنائس المصرية المختلفة بنفسها، إذ تولى "المجلس"، ترتيب تلك الأولويات بين الكنائس الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية.