ليس في مصر فقط.. السوق السوداء لبلازما دم المتعافين تنتشر في العالم
الخميس، 25 يونيو 2020 07:50 مأمل غريب
منذ اعتماد هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA اعتبار بلازما دم المتعافين من مرضى فيروس كورونا، أحد طرق العلاج للشفاء من المرض للحالات شديدة الإصابة، بزعم تخفيف بلازما دم المتعافين، حدة المضاعفات بفضل أنها بها الأجسام المضادة المقاومة للفيروس، مما يساعد المصاب على المقاومة والتعافي من كورونا، إلا أنها أصبحت سوقا رائجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل يمثل خطرا على الحياة العامة وحياة المرضى.
ولجأت مافيا المال الحرام، أو تجار السوق السوداء، إلى استغلال الفقراء المتعافين من فيروس كورونا، والحصول على بلازما الدم الخاصة بهم، نظير مبالغ مالية، نظرا لأنه لم يتم اكتشاف علاج فعال وحاسم للمصابين بكورونا حتى الأن، وذهب الكثير منهم إلى تدشين صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فيسبوك وتويتر، للإعلان عن حاجتهم لمتبرعين بأي سعر، بهدف تحقيق أرباح طائلة من وراء تجارة الدم الحرام، خارج الإطار القانوني، بل يستعينون بمعامل تحاليل غير مرخصة أو تعمل في الخفاء بعيدا عن أعين الجهات الرقابية.
وحذر متخصصون من خطورة الأمر على المتعافين من فيروس كورونا، كما أنها تمثل خطورة داهمة على المرضى اللذين لايزالون تحت رحمة الإصابة بالكورونا، تصل إلى الوفاة، بسبب نقل بلازما قد تكون ملوثة أو بها عدوى فيروسية أخرى، مثل فيروسي B و C ، أو فيروس الإيدز، أو تعرض البلازما للبكتيريا أو التلف، نتيجة عدم خضوعها للاشتراطات الصحية من تعقيم وسلامة وحفظ في درجات حرارة محددة.
وفي نفس السياق، أطلقت صحيفة The Sun البريطانية، تحذيرات شديدة من انتشار بيع بلازما دم المتعافين من فيروس كورونا، في السوق السوداء، موضحة أن الجائحة خلقت نوعا من المتاجرة في بلازما دم المتعافين من الفيروس، بشكل غير قانوني، خاصة أنها تحقق لأصحابها مكاسب وأرباح طائلة، موضحة أن المرضى الذين تم علاجهم، غالبًا فقراء، وأنهم يتبرعون بالبلازما المطلوبة لمختبرات غير معتمدة، قد لا يتم ضمان خضوعاها للاشتراطات نظافة وسلامة صارمة، في الوقت الذي يتطلب فيه جمع بلازما الدم وتخزينها، وتغذيتها فى المرضى، أن يتم داخل عيادات نظامية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، شرح الدكتور سيمون كلارك، عالم الأحياء الدقيقة الخلوي بجامعة ريدينج، عن مخاطر تجارة بلازما الدم، وأن المشكلة الكبرى قد تكون أنها من شخص غير متعاف من فيروس كورونا، إلى جانب أنه قد يكون حاملا لفيروسات وعدوى منقولة بالدم، مثل التهاب الكبد B و Cوفيروس الإيدز، أو أن تكون بلازما الدم نفسها تحتوي على التهابات بكتيرية، نتيجة لجمعها وتخزينها بشكل غير صحيح، أو كما لأنه يجب التأكد من جمع البلازما، وتخزينها، بشكل صحيح ومعقم جيدا، إلى جانب أنه من الصعب التأكد من فترة صلاحية البلازما.
وشدد الدكتور سيمون كلارك، على أن التبرع ببلازما الدم لا يخلو من المخاطر، ويجب القيام به تحت إشراف طبير دقيق، موضحا أنه عادة ما توجد الأجسام المضادة في البلازما للشخص التعافي من كورونا، لكن الجودة تختلف من مريض لآخر، ما يستوجب نقل بلازما الدم إلى الأشخاص الذين يعانون من مرض خطير نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، ويكافحون لتطوير أجسام مضاد، في حين أن العلاج بالبلازما لايزال في مراحله التجريبية، كما أن خدمات نقل الدم بهيئة الصحة العامة البريطانية (NHSBT)، تجري حاليا تجربة لتقييم ما إذا كان يمكن نقل بلازما الدم إلى المرضى لتطوير عملية استجابتهم المناعية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، تصريح الدكتور إيهاب سراج الدين، مدير عام خدمات نقل الدم القومية في مصر، بعلمه بمسألة إعلانات الفيسبوك المتعددة، لبيع بلازما الدم، مشيرا إلى أن عملية الحصول على التبرع ببلازما دم المتعافين من فيروس كورونا، تتم داخل مصر بتقنية طبية متخصصة، لا تتوفر إلا في مختبرات وزارة الصحة المصرية، موضحا أن بلازما المتعافين لا يمكن جمعها إلا بعد مرور من 14 إلى 28 يومًا من عملية الشفاء.