بسبب ليبيا.. مطالبات بملاحقة أردوغان قبل محاكمة الصحفيين الأتراك
الخميس، 25 يونيو 2020 04:03 م
رغم ما يثار حول أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو أول من كشف معلومات عن قتلى الجنود الأتراك في ليبيا، إلا أن من يحاكم الآن بتهمة تفشي أسرار تركيا في ليبيا هم سبعة صحفيين أتراك مثلوا أمس أمام محكمة إسطنبول أمس، الأمر الذي دفع عددا من النواب إلى الدعوة لإطلاق سراحهم.
واستند هؤلاء النواب إلى نقطتين رئيسيتين في دعواهم لإطلاق سراح الصحفيين الأتراك، الأولى هى أن أردوغان كان ضمن أوائل المسئوليين الذي صرحوا بوجود قتلى من الأتراك في ليبيا، والثاني هو أنه من حق الصحفيين أن يكشفوا عن ضحايا أطماع أردوغان الاستعمارية في شرق المتوسط الذين تورطوا في الملف الليبي بسبب طموح السلطة في أنقرة بإعادة أحلام الدولة العثمانية.
والتهمة التي يحاكم عليها الصحفيين الأتراك هى إفشاء أسرار الدولة ومنها الكشف في إحدى التقارير عن جنازة ضابط مخابرات قتل في ليبيا، ووفقا لموقع "أودا تي في" والصحيفة الموالية للأكراد "يني ياشام" وصحيفة "يني تشاغ"، فأن التهم تتعلق بانتهاك قوانين المخابرات الوطنية والكشف عن معلومات سرية ويواجهون في حال إدانتهم، عقوبات بالسجن تتراوح بين ثمانية و19 عاما.
وكان رئيس تحرير "أودا تي في" باريس بيليفان، والمحرر باريس تيرك أوغلو، والمراسلة هيليا كيلينك، ورئيس تحرير صحيفة "يني ياشام" فرحات سيليك، ومحرر الأخبار أيدين كيسر، نشروا تقارير في فبراير الماضي تكشف مقتل إحدى ضباط المخابرات في ليبيا، وكذلك نشاط الجيش التركي في ليبيا.
واتهم مراد أغيريل، خبير الألوان في يني تشاغ وإرك أجريل، وهو كاتب عمود في صحيفة "بيرغون" ذات الاتجاه اليساري، بالكشف عن هوية مسؤول المخابرات على وسائل التواصل الاجتماعي. ويوجد أجريل في الخارج وسيحاكم غيابيا.
في حين اتهم إرين إيكينشي، موظف في البلدية التي جرت فيها جنازة ضابط المخابرات، بتقديم معلومات لمراسل "أودا تي في".
ونقلت صحيفة جمهوريت عن أجريل قوله أمام المحكمة "ظللت وحدي في زنزانة السجن لمدة 120 يوما متهما بجرائم لا وجود لها. الاتهامات الموجهة لي لا تقوم على أدلة صلبة ولا تتناسب مع أي ذي ضمير".
ونقلت الصحيفة عن كيلينك قولها "كصحفية محلية كان وجود شهيد في المنطقة ودفنه من دون مراسم قضية هامة تستحق التغطية والنشر".
من جانبه هاجم نائب رئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري التركي، أنجين ألطاي، سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا التي أسفرت عن ضحايا في صفوف الشعب التركي، مطالبا بمحاكمته على خلفية سقوط قتلى أتراك هناك.
وقال ألطاي خلال مؤتمر صحفي عقده الحزب التركي المعارض: "مَن قال إننا لدينا شهداء بليبيا هو أردوغان، إذًن فلابد من محاكمة أردوغان أولً".
وطرح ألطاي تساؤلا حول سبب محاكمة الصحفيين، باريش ترك أوغلو، وباريش بهلوان، وآيدين كاسر، وهوليا قيلينج، وفرحات جاليك، ومراد آغيرال، بتهمة نشر أخبار عن مراسم جنازة أحد رجال جهاز المخابرات التركية الذين قُتِلواَ في ليبيا.
وأكد نائب رئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري التركي، أنهم اعتقلوا لأنهم نشروا أخباراً عن جنازة أحد رجال جهاز المخابرات التركية الذي قُتِلَ في ليبيا، مُستدركاً: "إذا كان لابد من محاكمة أحد فلابد من محاكمة أردوغان أولاً، لأنه قال إننا لدينا شهداء في ليبيا رغم أنهم ليسوا من رجال القوات المسلحة".
ولفت إلى أنه سمع هذا الكلام من أردوغان، وأن بعض رجال السياسة تحدثوا عنه في البرلمان، واصفاً محاكمة الصحفيين بأنها قضية انتقام، وأنها لن تفيد أردوغان في شيء.
واستطرد حديثه عن تعامل السلطة التركية مع الصحافة موجهاً خطابه لأردوغان: "لا يمكنك تثبيت سلطتك من خلال وضع حد للصحافة، ولا يمكنك استخدام الدولة كآلية تهديد، فأنت تحاول التدخل في كل شيء ووضع حد لهم وكلما تحاول ذلك تغرق".
وفي وقت سابق طالبت لجنة حقوقية في تركيا، السلطات بالإفراج الفوري عن الصحفيين المعتقلين على خلفية هذه التقارير، ودعت لجنة حماية الصحفيين التركية إلى إسقاط جميع الاتهامات الموجهة إلى إليهم فورا، مشددة في بيانها على أن الصحفيين قاموا بعملهم في كشف ما تقوم به حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في ليبيا.