أكثر من 100 قبيلة مشتركة بين مصر وليبيا.. وأبناء القبائل احتموا بالقاهرة بعد مذبحة الوالي العثماني
الخميس، 25 يونيو 2020 02:59 مإيمان محجوب
أول جيش نظامي لدولة ليبيا أنشأته مصر من أبناء القبائل الليبية عام 1940
بعد مذبحة الوالي العثماني لأبناء القبائل هاجروا لمصر بحثا عن الأمان
بعد مذبحة الوالي العثماني لأبناء القبائل هاجروا لمصر بحثا عن الأمان
لقيت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال تفقده لعناصر المنطقة الغربية العسكرية، ترحيبا من كل القبائل الليبية التي فوضت مصر بدورها في ادارة الحوار اللبيبي والوصول الي حلول سياسية وخروج المرتزقة الاجانب من ارضهم، وخرج الاهالي من معظم المدن اللبيبية حاملين اعلام مصر وليبيا منددين بالغزو التركي ومؤيدين للخطوة المصرية الشجاعة
ولم تكن كلمات السيسي حول ليبيا ولا موقف القبائل المرحب بالجديد علي العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين فمصر وليبيا تاريخ طويل من النضال المشترك ومقاومة الاحتلال وتحرير الارض وقبائل ليبيا ممتدة داخل مصر فالجيرة والأنساب، جعلت القبائل الليبية لها صلة دم مع القبائل فى مصر وهذا يرسخ المعني الحقيقي للأمن القومى المشترك بين الدولتين .
وكانت مصر علي مر التاريخ داعمة لدولة ليبيا وحريصة على تحريرها من الاحتلال الايطالي ففي اعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية قررت 40 من الزعماء الليبين المقيمين في مصر تفويض الامير ادريس السنوسي لتكوين الجيش الليبي ، بمساعدة المصريين لتحرير وطنهم من الاحتلال الإيطالي،فقام ادريس السنوسي بالإستعانه بافراد من المهاجرين الليبيين المقيمين على الأراضي المصرية ، لتكوين نواة الجيش الليبي ، و فتح مكتب لقبول المتطوعين بمدينة القاهرة في شهر أغسطس 1940 ، كما اتخذ الجيش راية قتالية له مستقلة على شكل مستطيل أسود يتوسطه هلال ونجمة، و تم تنظيم العناصر الليبية في قوة أطلق عليها القوة العربية الليبية أو جيش التحرير ، وتم إفتتاح معسكر للتدريب عند منطقة أبو رواش عند الكيلو 9 بهضبة الهرم على الطريق الرئيسي الصحراوى القاهرة الإسكندرية.
وبدأ الجيش بالتدريب إستعداداً للإنضمـام للقـوات المُشاركـة فـي المعارك التي يخوضها الحلفاء في الصحراء المصرية والليبية وهما معارك حلفا والعلمين ثم اندفعوا وراء فلـول الإيطاليين والألمـان المنسحبه حتى دخلوا برقة وأستمرت القوات الليبية في حربها بصحبة قوات الحلفاء حتى تحرير مدينة طرابلس وكان ذلك في شهر يناير 1943 حتي انهاء الاحتلال الايطالي للبلاد واقامة دولة ليبيا المستقلة عام1951.
و لم يكن النضال وتحرير الارض المشترك الوحيد بين البلدين فقد هاجرت كثير من القبائل العربية المصرية الي ليبيا والعكس منذ الفتح الاسلامي ، حيث هاجرت لمصر حوالي 100 قبيلة إلى مصر في مطلع القرن التاسع عشر بعد ما عرف مذبحة القبائل التي قام بها الوالي التركي يوسف باشا القرمانلي والحرب الاهلية التي اشعلها بين قبيلة العواقير وبعض القبائل الأخرى من جهة، وقبيلة الجوازي والمجابرة والجلالات وفي نهاية الحرب قام الوالي العثماني بدعوة 40 من أعيان قبيلة الجوازي في قصره بمدينة بنغازي بزعم تقديم وليمه لهم ثم أمر جنوده بقتل الأعيان والخروج لقتل أي جوازي في ليبيا، ما اضطرهم إلى الرحيل إلى مصر، فاقاموا في محافظة الفيوم والمنيا.
كما توجد في مصر قبائل عديدة ذات أصول ليبية نزحت منذ مئات السنين، منها أولاد علي والجوابيص والبراعصة والفوايد والهنادي والفرجان والبهجة والجميعات والقطعان والموالك والرماح والحبون وأولاد الشيخ.
وتعد الجوابيص هي القبيلة الاولى التي وضعت رجالها في بطن الوادي في زمن الخديوي (سعيد) وهي من ضمن قبائل المرابطين التي تزيد عن خمسة وعشرين قبيلة وتنتسب إلى قبائل " بني سليم"
ومن القبائل المشتركة بين الدولتين البراعصة في شرق ليبيا و في مدينة بنغازي وأجدابيا، وقطنوا في الفيوم والقليوبية بمصر.
ويوجد في محافظة المنيا بجنوب مصر فرع من قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
أما أكبر القبائل المعروفة بأصولها الليبية في مصر فهي قبائل أولاد علي ويزيد عددها على مليوني نسمة، وتتعدد أسماؤها وتنقسم في الأساس إلى قسمين أولاد عليّ الأحمر، وأولاد علي الأبيض.
وتنتشر تلك القبائل من سيدي براني في مطروح الواقعة قرب الحدود المصرية الغربية مع ليبيا، إلى دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة بوسط دلتا مصر، ومناطق مثل العامرية وكنج مريوط غرب الإسكندرية، ومحافظات الجيزة والغربية والشرقية.
وهاجرت قبائل أولاد علي من ليبيا عام 1670 ميلادية بعد نزاع مع قبيلة "الحرابي" في ما يعرف تاريخياً باسم تجريدة "حبيب" ،و التي إختلف الجميع على صحتها ،وإتفق الجميع على انها توثيقا لما كان يفعله العثمانيون بشعب ليبيا الطيب من مجازر و خيانات و تأليب القبائل على بعضها البعض تارة لجمع الضرائب ،وتارة لؤد الثورة ،وتارة لمن يدفع رشوة أكبر للوالي العثماني، وبعد قدومهم لمصر استقروا في الصحراء الغربية وواكبوا الحياة العصرية ودخل أبناؤهم المدارس والجامعات واندمجوا في المجتمع المصري