سكان هذه الدولة لا يعرفون شيئاً عن كورونا.. فقط يواجهون الموت في صمت
الأربعاء، 24 يونيو 2020 11:00 ص
في وقت يعاني فيه العالم من تداعيات كورونا، ما زال هناك أناس لا يعرفون شيئاً عن الوباء، بسبب انقطاع شبكة الإنترنت عنهم منذ عام أو أكثر، وبالتالي يحاربون فيروساً لا يعرفون عنه شيئاً، وبالتالي مهددون بالموت.
في مدينة ميانمار، يحاصر وباء كورونا مئات الآلاف من السكان، الذين يعانون ويلات أعمال العنف التي تنتهجها شرطة المدينة ضد المسلمين منهم، حيث يشب قتال عنيف في أقصى شمال البلاد.
وسجلت تقول السلطات في ميانمار إنها سجلت حتى الأربعاء، 6 وفيات و291 إصابة بفيروس كورونا المستجد، وأشارت إلى تسجيل عدد محدود من الإصابات في بلدتين بولاية راخين، حيث يعيش أكثر من 100 ألف مسلم من أقلية الروهينغا في مخيمات مكتظة، من الفارين خلال عام 2018، إثر الحملة القاسية التي أطلقها الجيش ضد هذه الأقلية، بحجة مواجهة "جيش أراكان".
وتنشر حكومة ميانمار حملاتها التوعوية لكورونا، عبر الإنترنت وتطبيقات الواتساب ومواقع حكومية، وبالتالي لا تصل إلى سكان بلدات في راخين.
وقال النائب هتوت ماي، إنه بعدما تمكن من دخول الولاية بصعوبة: "عندما سألت الناس في دائرتي عن فيروس كورونا، بدا أنهم لا يعرفون شيئا وكان علي أن أشرح لهم قصة الوباء من البداية، وأهمية التباعد الاجتماعي وضرورة غسل اليدين باستمرار"، مضيفاً أن السكان لا يخشون من كورونا لأنهم لا يعرفون عنه شيئا، بل يخشون القتال الذي يرونه بأم أعينهم.
وقطعت حكومة ميانمار الاتصال بشبكة الإنترنت عن 9 بلدات في ولاية راخين، خشية استعمال الشبكة في إشعال مواجهات بين الجيش والمتمردين، ولم تعد الحكومة خدمة الإنترنت إلا لبلدة واحدة في مايو الماضي، فيما ظلت بقية البلدات التي يبلغ مجموع سكانها 800 ألف معزولة عن العالم، وغالبيتهم من أقلية الروهينغا المسلمة.
وتسبب القتال الدائر في الولاية في مقتل 151 مدنيا وإصابة 344 آخرين بين شهري يناير ومايو من هذا العام.
منظمتا هيومان رايتس ووتش والعدل الدولية الحقوقيتان، قالتا إن استمرار قطع الإنترنت عن هذه البلدات يعرض أرواح سكانها هناك للخطر، إذ لا يحرمهم من الإبلاع غن الانتهاكات بحقهم فحسب، بل يحجب عنهم المعلومات والحملات الخاصة بوباء كورونا وتداعياته.
وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أشارت المستشارة القانونية في هيومان رايتش ووتش ليندا لاخيدير، إلى أن أنه في ظل النزاع المسلح بين جيش ميانمار وفيصل المتمردين الذي يطلق على نفسه جيش أراكان، من الضروري أن يحصل المدنيون على المعلومات اللازمة للبقاء في مأمن.
ودعت الأمم المتحدة إلى محاكمة قادة جيش ميانمار بتهم ارتكاب الإبادة الجماعية والفظائع ضد المسلمين هناك.