أبو العنين شعيشع.. آخر عناقيد دولة التلاوة القرآنية (بروفايل)

وأنت تُقلب بين مؤشرات الراديو في ساعة صباح باكرة لابد أن يديك حركت المؤشر نحو إذاعة القرأن الكريم مرة من المرات، لتستمع ما تسير من سورة القصص بصوت القارئ الشيخ أبو العنين شعيع، وهو يتلو الآية القرأنية الشهيرة، "وقالت إمرأة فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أن نتخذه ولداً وهم لا يشعرون".

من روعة صوته وأداءه ستجد نفسك تلقائياً تردد كلمة "الله"، إعجاباً وتقديراً لذلك الصوت الشجي الذي لُقب بكروان دولة التلاوة القرآنية، لكنك ستفاجئ بأن صاحب هذا الصوت من أكثر المقرئين الذين ردد المستمعون ورائهم كلمات كـ "الله يفتح عليك"، وغيرها من كلمات الشكر والثناء، فشهرته تخطت المصريين لتصل إلى ربوع العالم الإسلامي.

قبل هذ اليوم الـ  23 من يونيو من عام 2011 رحل أبو العنين شعيشع تاركاً عن عمر ناهز  الـ 88 عاماً، تاركاً وراءه ميراثاً كبيراً من تسجيلات نادرة كانت لها أسلوبها الخاص منذ منتصف الأربيعنيات، وأخرج بصوته إبداعات ونغمات كان قد كتمها لحين وقتها، وكان أول قارئ مصري يقرأ ب المسجد الأقصى، وزار سوريا والعراق في الخمسينيات.

بدايته
أبو العنين شعيشع الذي وُلد في أغسطس من عام 1922، دخل الكتاب وحفظ القرآن الكريم في عامين، وقتها سمعه الشيخ يوسف شتا شيخ الكتاب، وهو يقرأ القرآن فتنبأ له بمستقبل عظيم مع قراءة القرآن.

حكايته مع الشيخ محمد رفعت

وفي عام 1939م، وبينما كان أبو العنين شعيشع يُحي ذكرى وفاة الشيخ الخضري أحد كبار علماء الأزهر الشريف، سمعه هناك الشيخ عبد الله عفيفي، والذي كان إمام الملك وقتها فأعجب به وقرر تقديمه للإذاعة المصرية وبالفعل تعاقدت الإذاعة معه وكان يعد أصغر قارئ للقرآن حينها حيث كان عمره 17 عامًا.

دخل  أبو العنين شعيشع الإذاعة المصرية سنة 1939، وهو متأثراً بالشيخ محمد رفعت وكان على علاقة وطيدة به،د استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات محمد رفعت فقد كان من أبرع من استطاع تقليد الكبير محمد رفعت.

 

جوائزه
وحصل أبو العنين شعيشع على وسام الاستحقاق من دولة سوريا ووسام الرافدين من الدرجة الأولى من العراق، كما حصل على وسام الأرز من لبنان وغيرها من الأردن والصومال وتركيا وباريس، وظل الشيخ يعمل كمستشار لوزير الأوقاف لشئون القرآن الكريم حتى وفاته في 23 من يونيو عام 2011.