بدون كمامات وسط الزحام..
غضب برلماني وحكومي بعد تجمعات الأهالي أمام لجان امتحانات الثانوية
الإثنين، 22 يونيو 2020 01:33 م
أثار تجمع الأهالي أمام مدارس ولجان امتحانات الثانوية العامة بالأمس، على الأرصفة، بدون ارتداء كمامات، غضبا واسعا داخل البرلمان ودفع وزير التربية والتعليم إلى إطلاق تصريحات رفض خلالها هذا المشهد العبثي.
وانهالت المطالبات من مجلس النواب التي تدعو إلى وضع حد لتجمعات الأهالي أثناء امتحانات الثانوية العامة، كما وصفهم استشاري نفسي بعدم المسئوولية.
ورغم منع جهود قوات الأمن المتواجدة أمام اللجان لهذه التجمعات حرصا على سلامة الطلاب، إلا أن الأهالي لجأوا إلى حيلة أخرى، حيث انتظروا بالأرصفة المحيطة بالمنطقة القريبة من مدارس أبنائهم، رغم تنبيه قوات الأمن بالعودة إلى منازلهم للوقاية من كورونا.
طارق شوقي
ورفض الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مشهد تجمع أولياء الأمور، أمام لجان امتحانات الثانوية العامة، واصفاً أياه بالأزمة الكبرى لوجودهم بدون كمامات.
وتابع شوقي خلال إحدى المداخلات الهاتفية أنه يجب أن يكون لدى أولياء الأمور، الوعي الكبير لفهم هذا الأمر، مشيرًا إلى أن المسئولية ليست على الحكومة فقط، ولكن على المواطنين أيضًا.
مصطفى الكمار
من جانبه قال النائب مصطفى الكمار إن اليوم الأول للثانوية العامة مر كالكارثة، والقنبلة الموقوتة التي تهدد بانتشار الفيروس بمعدلات خطيرة خلال الفترة القادمة.
وأضاف الكمار أنه من غير المنطقي أن يتجمع الأهالي أمام لجان الامتحانات بهذا الشكل في ظل أزمة كورونا، وخلق تجمعات لا داعي لها، ما يشكل أرض وبيئة خصبة لانتشار الفيروس بشكل كبير.
وطالب الكمار الحكومة بفض هذه التجمعات وعدم السماح بها، بل وفرض غرامة فورية على المخالفين، وشدد على الأهالي بضرورة توخي الحظر وعدم الذهاب إلى اللجان وخلق هذه التجمعات.
كما طالب الكمار وزير التربية والتعليم بضرورة فتح أبواب لجان الثانوية العامة قبل الامتحان وعدم جعل الطلاب ينتظرون أمام للجان لأنه أمر غير منطقي ويخلق تجمعات أمام اللجان حتي موعد بدء اللجنة، متمنياً أن تمر امتحانات الثانوية العامة على الجميع بخير، مطالبا الطلاب بالحظر وعدم التهاون حتى لا يصابوا بالفيروس.
منى منير
وطالبت النائبة منى منير عضو مجلس النواب، وزارة الداخلية بضرورة وضع حواجز على مسافة آمنة من أبواب المدارس لمنع التجمعات والتزاحم على الطلاب من قبل أولياء الأمور، قبل وبعد الخروج من إمتحانات الثانوية العامة.
واوضحت منير، في بيان لها، أن تزاحم أولياء الأمور على أبنائهم يسبب خطورة بالغة على تفشي فيروس كورونا، ووجود احتمالية نقل العدوى نتيجة الاختلاط والتزاحم.
كما طالبت الداخلية بتطبيق القانون برفق وبانسانية بمراعاة شعور الطلاب وأولياء أمورهم بالخوف والتوتر جراء الوضع العام ومناخ الامتحانات هذا العام، الأمر الذي يتطلب تعامل خاص معهم وطمأنتهم.
بكر أبوغريب
وناشد النائب بكر أبوغريب، أولياء أمور طلاب الثانوية العامة بعدم التكدس والزحام أمام أبواب المدارس كما حدث في أول أيام الامتحانات.
وكتب، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك،:"نهيب بالمواطنين أولياء أمور طلاب الثانوية العامة في كافة أنحاء الجمهورية وتحديدا في البدرشين عدم التكدس والزحام أمام أبواب المدارس كما حدث.. نحن في أزمة ووباء ووجود مثل هذه التجمعات يعرضك ويعرض أسرتك للخطر والإصابة بفيروس كورونا".
وأضاف:"يرجى الالتزام بالبيت قدر الإمكان وإن كان لا بد من مرافقة أولادك فلتلتزم بالتباعد الاجتماعي وتجلس بعيدا عن غيرك بالتوفيق لكل أبناءنا الطلاب وربنا يحفظكم جميعا من كل سوء".
مايسة عطوة
وطالبت النائبة مايسة عطوة، وكيلة لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أولياء أمور طلاب الثانوية العامة، بالالتزام بالتعليمات الوقائية وعدم التواجد مع ابنائهم أمام المدارس منها للتزاحم وزيادة فرص انتقال العدوى بين الطلاب مما يشكل خطورة بالغة عليهم.
وأكدت عطوة، في بيان لها، أن مخالفة الالتزام بالإجراءات الوقائية سواء من حيث منع التجمعات، أو عدم الحفاظ على المسافات الآمنة، سيهدر كل الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم، لتأمين الطلاب أثناء أداء امتحانات الثانوية العامة.
وطالبت عطوة، الطلاب بضرورة ارتداء الكمامات وعدم الوقوف مع ذويهم قبل أو بعد الامتحان والعودة مباشرة إلى المنزل.
أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، مشهد تجمع الاهالي أمام لجان إمتحانات الثانوية العامة، بأنه يكشف المشكلات النفسية لأولياء الأمور والتي تنعكس على أبنائهم وتؤثر على مستوى تحصيلهم الدراسي، لافتاً إلى أن هذا يوضح أزدواج الشخصية لدى أولياء الأمور لطلاب الثانوية العامة، الذين كانوا ينتقدون بشدة إجراء اختبارات الثانوية العامة وهاجموا الوزير على صفحات التواصل الاجتماعي، مع عمل حملات ممنهجة ومنظمة لمنع تنفيذ قرار النزول للإمتحانات.
وأضاف هندي، في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة" أن وقوف الاهالي دون اتخاذ إجراءات إحترازية وتباعد اجتماعي، دون خوف من نشر فيروس كورونا، مشيراً إلى أن هذا يعطي مؤشر لمرض نفسي ثاني " الفصام" لعدم إدراك الواقع، ولا يسيطر عليهم غير فكرة واحدة هي إمتحانات الثانوية العامة، وهذه حالة " الشيزوفرينيا"، وبداية ضباب الرؤية عن الإصابات والوفيات بكورونا.
ولفت استشاري الصحة النفسية إلى خطورة هذه المشاهد، بإنها تؤدي إلى اهتزاز ثقة الطالب في والديه، مع حدوث تشوش في الصورة الذهنية اتجاههم في أرائهم وتوجهاتهم وقدراتهم في اتخاذ القرار الصائب، ويجعل الطالب يعيش في إضطراب نفسي، وهذا بالطبع يؤثر على تحصيله الدراسي، لتضارب تحذيراتهم مع سلوكهم الفعلي، موضحاً أن هذا المشهد يؤكد غفلة أولياء الأمور عن خطورة نقل فيروس كورونا لأبنائهم، بسبب مشهد تجمع الوباء أمام المدارس.
ويرى هندي، أن هناك بعد نفسي خطير لمشهد التجمع أمام اللجان بزيادة الضغط النفسي والقلق والخوف لدى الطلاب بالإضافة للقلق المصاحب لاختبار والامتحان، في نفس فترة العزل والحظر ومنع ممارسة الهوايات، ونقل هذا الضغط النفسي من أروقة المنزل إلى لجنة الإمتحان وكأنك "سجان" عليه ورقيب، وقد يعجز جهازه النفسي في سنه المبكر على تحمله وبالتالي يؤثر على العمليات العقلية مثل "التحصيل، والاسترجاع، والتذكر"، وبالتالي يحصل على درجات متدنية ومنخفضة تعيق حلمه في دخول الكلية التي يرغب فيها.
وانطلقت امتحانات الثانوية العامة بالأمس الأحد 21 يونيو الجارى، وتستمر حتى 21 يوليو المقبل، وأدى طلاب الثانوية العامة بالأمس 21 يونيو امتحان اللغة العربية والخميس 25 يونيو اختبار اللغة الأجنبية الأولى والأحد 28 يونيو امتحان الديناميكا والخميس 3 يوليو اختبار مواد" الاحياء والاستاتيكا والفلسفة والمنطق.
والثلاثاء 7 يوليو امتحان مادتى الفيزياء والتاريخ والأحد 12 يوليو المقبل اختبار الكيمياء والجغرافيا، والثلاثاء 14 يوليو امتحان اللغة الأجنبية الثانية والأحد 19 يوليو امتحان مواد الجيولوجيا والتفاضل والتكامل وعلم النفس والثلاثاء 21 يوليو اختبار الجبر والهندسة الفراغية.