لماذا يحاول الإخوان تغيير بوصلة الرأي العام تجاه سد النهضة بدلاً من ليبيا؟
الأحد، 21 يونيو 2020 09:22 م
"سد النهضة في إثيوبيا مش في ليبيا" تكررت تلك العبارة كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من صفحات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، أو ما يسمى إعلامياً اللجان الإلكترونية، بعد كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أعلن خلالها جاهزية القوات المسلحة للتدخل في ليبيا، والدفاع عن أمن مصر القومي.
تزايدت تلك العبارة بكثرة على السوشيال ميديا في محاولة لإثارة الرأي العام المصري، بما يوحي للقارئ العادي أن القيادة السياسية مخطأة في تقدير الأزمات، إضافة للشحن الإعلامي في اتجاه التصعيد تجاه إثيوبيا، وهو ما ترفضه الدولة صراحة، وأعلن الرئيس السيسي تمسكه بالحوار.
اقرأ أيضاً: سرت والجفرة.. خط النار المصري لأطماع أردوغان والإخوان في ليبيا
تحرك أنصار جماعة الإخوان في هذا التيار، يأتي لمجموعة من الأسباب، أولها أن أي تحرك للدولة المصرية في ليبيا من شأنه تعطيل مخطط الجماعة الإرهابية هناك، والمتمثلة في حكومة الوفاق، والمرتزقة السوريين الذي دفعت بهم تركيا، لمحاربة الجيش الليبي.
ومن شأن التحرك المصري أيضاً القضاء على تلك الجماعات، وذلك لأن أي مواجهة عسكرية ستصب في صالح القوات المسلحة المصرية، وهو ما لا تريده الجماعة، التي تمني نفسها بتحويل ليبيا عاصمة للإخوان في المنطقة، وهو ما سبق الإعلان عن صراحة ليبيا، من قادة التنظيم في ليبيا، وعلى رأسهم خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الاستشاري، التابع لحكومة الوفاق.
اقرأ أيضاً: "لنا الشرعية الدولية والمحلية".. لهذه الأسباب تحركت مصر "صراحة" تجاه الأوضاع في ليبيا
يقول الرئيس السيسي: "عندما يتعلق الأمر الآن بالتطورات التي تحدث في ليبيا.. ويعتقد البعض أنه يستطيع بقوة السلاح أن يحقق أطماعه، فأنا أقول له لن تمر شرقاً ولا غرباً، الخط الذي نقف عليه الآن (سرت - الجفرة) نحترمه كلنا ونعمل على إجراء مباحثات لإنهاء هذه الأزمة وندعم إرادة الشعب الليبي لتكون حرة وليست لجماعات أو مليشيات مسلحة أو متطرفة".
ويمثل القضاء على تلك الميليشيات في ليبيا، قضاءً على مشروع الإخوان هناك، فالتنظيم الدولي لديه خطة قائمة للسيطرة على ليبيا وشمال أفريقيا، يعمل على إنجازها الرئيس التركي رجب أردوغان قبل عام 2028، وفق المفكر الليبي صلاح الحداد.
ويكمل الحداد، أن خطة التنظيم تم وضعها منذ عام 2006 للسطو على ليبيا وشمال لإفريقيا وكشفها أرودغان عام 2018 في إسطنبول أثناء احتفال التنظيم الإرهابي بذكرى تأسيسه الـ90، وأعلن حينها عن نيته الاحتفال بمئوية التنظيم في طرابلس التي ستكون عاصمة الدولة الإخوانية في شمال إفريقيا.
اقرأ أيضاً: نطالبكم بحماية بلادنا.. هكذا رد الليبيون على إعلان "السيسي" حول ليبيا
وأشار إلى أن الخطة الإرهابية الدولية ازدادت وضوحا مع وصول الجيش الليبي إلى مشارف العاصمة طرابلس حيث كشر التنظيم عن أنيابه وأفصح عن خطته الدولية علنا للعالم أجمع وهدد بحرق كل شمال أفريقيا، وهو ما جاء على لسان الإخواني خالد المشري رئيس ما يسمى بالمجلس الاستشاري في مقابلة تلفزيونية له على هامش زيارته إلى موسكو بتاريخ 22 مارس 2019.
ويتكالب الإخوان على رفض إعلان الدولة المصرية باستعدادها للتدخل عسكرياً في ليبيا- حال طلبت القبائل ذلك- وذلك لتهديد وجود الفرع الأخير للجماعة، والذي يحمل على عاتقه تحقيق خطة التنظيم الدولي 2028، وهو ما يفسر تحويل ليبيا مرتعاً للإخوان والميليشيات الإرهابية من كافة التنظيمات، حيث فشل التنظيم الأم في مصر كذلك في سوريا.
صلاح الحداد قال إن العثمانيين الجدد بقيادة أردوغان يسعون إلى تأسيس قواعد عسكرية في ليبيا تكون منطلقاً لمناوراتهم ومناورات التنظيم الإرهابي لزعزعة دول المنطقة وضرب أنظمتها للسيطرة على البحر المتوسط من خلال ليبيا لمحاصرة أوروبا وخنق مصر بأهداف اقتصادية واستعمارية ومحركات أيديولوجية.